قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن سكان المستوطنات المحتلة في غلاف غزة، بعثوا بنداءات استغاثة يائسة إلى قوات الأمن حتى تسارع بالتدخل، وذلك بعدما تمكن مقاتلو المقاومة من التوغل في المستوطنات، في عملية مفاجئة للغاية لدى إسرائيل، مشيرةً إلى حدوث تأخر في الاستجابة.
الصحيفة أشارت إلى أن المقاومين الفلسطينيين اخترقوا العديد من المستوطنات وفتحوا النار بداخلها، وقال أحد سكان المستوطنات للصحيفة: "نحن نتعرض للهجوم ولم يأت أحد لمساعدتنا. صوت إطلاق النار لم يتوقف منذ أكثر من ساعة ونصف. نتعرض للذبح هنا، ليس هناك جيش أو أي شيء".
كذلك نقلت الصحيفة عن أحد المستوطنين قوله إن مقاتلي المقاومة ينتقلون بين المنازل ويحاولون الدخول، فيما قال مستوطن آخر من إحدى مستوطنات الغلاف: "نحن محاصرون داخل الملجأ ولا نفهم ما يحدث، نسمع صوت تبادل كثيف لإطلاق النار. ونجلس هنا في صمت كامل دون أن نفهم ما يحدث، ونشعر أنهم تخلّوا عنا. ولا تصلنا أي تحديثات، بل نسمع أصوات رصاص لا تنقطع فحسب!".
في شهادة أخرى من إسرائيلي كان يقود سيارته عندما صادف عناصر المقاومة، قال: "كانت هناك فرقة من 30 شخصاً أمامي. وأطلقوا النار على سيارتي. لقد ظهروا على الدراجات النارية وكانوا مدججين بالسلاح. وقد نجوت منهم بأعجوبة. يجب ألا يقترب أحد من المنطقة إلا إذا كان يحمل بندقية إم-16".
بعد نحو ثلاث ساعات من بدء الهجوم، قالت المستوطنة تالي حداد من سكان الغلاف: "سمعنا صفارات الإنذار في السادسة صباحاً، ثم سمعناها مرةً أخرى في السابعة صباحاً مصحوبةً بأصوات إطلاق النار. فحمل ابني الذي أتم دورة جنود المشاة سلاحه وبدأ في الركض. وركضنا خلفه فسمعنا أصوات إطلاق نار في منتزه قريب. ووجدنا أن الإرهابيين تحصّنوا داخله وبدأوا في إطلاق النار على كل المارة. لكن لحسن الحظ أننا كنا في الصباح الباكر والجميع لا يزالون في المعابد بسبب العيد"، وفق تعبيرها.
أضافت تالي أنها ركضت مع ابنتها قبل أن تعلقا وسط تبادل لإطلاق النار، بينما أُصيب ابنها في معدته إثر مطاردته لعناصر المقاومة.
تحدثت كذلك عن وقوع إصابات أخرى قائلةً: "وقع انفجار، لقد استخدموا قذائف RPG المضادة للدبابات، فاستلقيت على الأرض أثناء تبادل إطلاق النار. وعندما وصلت القوات وحاولت الوقوف، طلبوا مني الانبطاح أرضاً مرةً أخرى".
كما أوضحت أنها رأت أحد عناصر المقاومة وهو يدخل إلى ملجأ ويلقي قنبلة دخان، مضيفة: "لقد كان يرتدي سترة برتقالية عاكسة، وتوسلت إليهم لأخبرهم أن (الإرهابي) داخل الملجأ. لكن قوات الأمن لم ترغب في الاشتباك. كان هذا فشلاً ذريعاً". بينما أصدرت بلدية مستوطنة أوفاكيم بياناً يُطالب المستوطنين بعدم مغادرة منازلهم.
يأتي هذا فيما أعلنت كتائب "القسام" عن إطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي تضمنت إطلاق مئات الصواريخ من قطاع غزة، واختراق عناصر المقاومة لأراضي مستوطنات الغلاف.
مقاطع فيديو لعناصر المقاومة ظهرت وهم يركبون سيارات في مستوطنات الجنوب، بينما قال المسؤولون في المنطقة إنهم فقدوا السيطرة على معبر إيرز، وأنه كان السبب في دخول غالبية عناصر قطاع غزة إلى مستوطنات الغلاف.
بدوره، ربط محمد الضيف، قائد كتائب القسام، في بيان له، بين الهجوم المشترك المفاجئ وأحداث المسجد الأقصى؛ حيث قال: "إن العدو دنس الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول، واعتدى على المرابطات ودنس جنوده الأقصى وسبق أن حذرناهم". ثم أعلن في رسالته أن حماس ستدشن عملية عسكرية أسماها "طوفان الأقصى".