أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، استعداده لقبول منصب رئيس لمجلس النواب الأمريكي "مؤقتاً"؛ وذلك لتوحيد صفوف الجمهوريين الذين يواجهون انقساماً حاداً بعد عزل كيفن مكارثي، حسبما نشرت وسائل إعلام أمريكية.
وقال ترامب في حديث لموقع Fox News، إنه طُلب منه أن يترأس المجلس كـ"موحّد" للصفوف، مضيفاً: "إن لم يتمكنوا من التصويت (لاختيار رئيس للمجلس)، طلبوا مني أن أفكر في تولي المنصب ريثما يأتون بشخص على المدى الطويل، لأنني سأترشح للرئاسة".
كما أشار الرئيس في حديثه قائلاً: "طلبوا مني (الجمهوريون) إن كان بإمكاني أخذه (المنصب) لفترة قصيرة من الوقت من أجل الحزب، أنا لا أفعل هذا لأني أرغب فيه، سأفعله إن كان الأمر لازماً، إن لم يتمكنوا من اتخاذ قرارهم".
وتأتي تصريحات ترامب بعد أن كشف في وقت سابق، أن لا طموح لديه لرئاسة مجلس النواب، مؤكداً أن تركيزه حالياً منصبٌّ على العودة للبيت الأبيض، وأنه مستعد للمساعدة على انتخاب رئيس للمجلس.
ورُشح ثلاثة أعضاء على الأقل في الكونغرس الأمريكي لشغل منصب رئيس مجلس النواب، وقال ترامب على هامش جلسة للنظر في دعوى مدنية ضده في محكمة بنيويورك: "إذا كان بإمكاني المساعدة في العملية (الانتخابية)، فسأفعل ذلك. لدينا كثير من الأشخاص الذين يمكنهم القيام بعمل جيد كرئيس (لمجلس النواب). أنا أركز على رئاسة (البيت الأبيض)".
عزل كيفن مكارثي
في سابقة تاريخية، صوَّت مجلس النواب الأمريكي لصالح إقالة رئيسه كيفن مكارثي من منصبه. وأُعلن منصب رئيس مجلس النواب شاغراً، وسيستمر مكارثي في تسيير العمل إلى حين انتخاب رئيس جديد. وجاء التصويت بواقع 216 مقابل 210، لصالح إقالة مكارثي.
وتضاءلت فرص بقاء رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، بعدما أعلن الديمقراطيون أنهم لن ينقذوه في تصويت أطلقه متشددون ضمن حزبه الجمهوري لإطاحته.
وأثار مكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه نهاية الأسبوع عندما تعاون مع الديمقراطيين لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة لتجنّب إغلاق حكومي، وقاد التحرّك عضو الكونغرس مات غايتس الذي لطالما كان مناهضاً لمكارثي.
فيما تجبر الخطوة الديمقراطيين على اتخاذ قرار بشأن إن كان عليهم إنقاذ رئيس المجلس الذي قضى جل ولايته في معارضة أجندتهم، فيما يدعم الرئيس السابق دونالد ترامب وفتح مؤخراً تحقيقاً يرمي إلى عزل الرئيس جو بايدن.
وفي نهاية المطاف، شجع زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، الديمقراطيين على الإطاحة بمكارثي، منتقداً في الوقت ذاته النواب اليمينيين الذين يصفهم بأنهم "متطرفو ماغا-MAGA"، في إشارة إلى حركة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" "Make America Great Again".
وقال جيفريز في رسالة لزملائه: "نظراً إلى عدم رغبتهم في التخلي عن تطرف MAGA بشكل حقيقي وشامل، فستصوّت قيادة مجلس النواب الديمقراطية بـ(نعم) على الإجراء الجمهوري القائم لإخلاء منصب رئيس المجلس".
تأتي المعركة الأخيرة في الكونغرس بعد يومين على إقرار مجلسي النواب والشيوخ إجراء لتجنّب إغلاق حكومي مكلف، بأغلبية كبيرة من الحزبين في كلا المجلسين، عبر تمديد التمويل الفيدرالي حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني.