انتقد مجلس الكنائس العالمي في القدس، الثلاثاء 3 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "الاضطهاد" الذي يتعرض له المسيحيون من قبل جماعات إسرائيلية متطرفة، وذلك تعقيباً على "بصق" متطرفين إسرائيليين على الأرض أثناء خروج مسيحيين وهم يحملون الصليب من كنيسة بالبلدة القديمة في القدس.
الحادثة وقعت الاثنين في طريق الآلام بالبلدة القديمة وتم توثيقها من قبل نشطاء بشريط فيديو.
وقال ضاهر لوكالة الأناضول: "نشعر بالاضطهاد لنا كمسيحيين وللمسيحية كدين في البلد"، وأضاف: "يوجد اضطهاد يهودي إسرائيلي يتم تشجيعه سواء من خلال إهمال الشرطة أو بالكلام الذي يصدر عن وزراء الحكومة الإسرائيلية".
كما أردف: "الأمر مرتبط بالحكومة الإسرائيلية وإهمال الشرطة والسلطات للموضوع لأنه لو قامت الشرطة بدورها لا يتم الاعتداء على ممتلكات كنسية ولا يتم الاعتداء على المسيحيين بالبصق"، ولفت إلى أنه "على مقربة من مكان الاعتداء الإثنين، يتواجد عناصر شرطة وأمن إسرائيليون بشكل دائم".
كما أشار إلى إهمال شرطة الاحتلال لمثل هذه الحوادث قائلاً: "لو كانت الشرطة الإسرائيلية جادة لما كانت تسمح بمثل هذه الاعتداءات، هناك إهمال من السلطات وهذا يشجع هؤلاء المتطرفين".
ويقدر ضاهر أعداد المسيحيين الفلسطينيين بالقدس بنحو 8 آلاف، إضافة إلى أن مئات آلاف المسيحيين يزورون المدينة وخاصة الأماكن الدينية المسيحية فيها.
في #القدس أمس وبينما كان المستوطنون يتجولون بالقرابين النباتية الخاصة بعيد العرش في أزقة العتيقة، كان سياح مسيحيون يحملون الصليب ويسيرون في مراحل "درب الآلام".
— أدهم أبو سلمية #غزة 🇵🇸 (@adham922) October 3, 2023
تفاجأ هؤلاء بحملة بصق جماعية نفذها المتطرفون الصهاينه ضدهم، لكن هذا الاعتداء لم يفاجئ أهالي المدينة الذين يدركون عمق… pic.twitter.com/R1tivocU7w
وأشار إلى أن الكنائس "قدمت إلى الشرطة الإسرائيلية في الأشهر الماضية العديد من الشكاوى المدعومة بأشرطة فيديو ولكن دون جدوى"، وقال المنسق: "نحن نقدم الشكاوى المدعومة بالفيديوهات التي تظهر وجوه المعتدين ولكن لا توجد اعتقالات".
وأضاف: "سجلنا نحو 12-13 اعتداء على ممتلكات كنسية، أما البصق فهو مستمر، ويزداد ونحن نشاهده وهو يتكرر، أسبوعياً هناك حادثة أو حادثتان"، ورأى ضاهر أن ما يجري هو "كراهية للمسيحية".
وقال: "الكنائس أصدرت بالأشهر الماضية نحو 12 بياناً دعت في آخر 2 منها لتوفير الحماية الدولية ولكن لا أحد يتحرك".
اقتحام الأقصى
يأتي هذا في وقت اقتحم فيه مئات المستوطنين المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، صباح الثلاثاء، في رابع أيام "عيد العرش" اليهودي، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
وقال شهود عيان إن مئات المستوطنين اقتحموا "الأقصى" على شكل مجموعات من خلال "باب المغاربة" في الجدار الغربي للمسجد، وأضاف الشهود أن شرطة الاحتلال فرضت بالمقابل قيوداً عمرية على المصلين بمنع الشبان الفلسطينيين من دخول المسجد خلال فترات الاقتحامات.
من جانبها، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في تصريح مقتضب حصلت الأناضول على نسخة منه، إن 506 مستوطنين اقتحموا المسجد بالفترة الصباحية.
ويتوقع قيام المزيد من المستوطنين باقتحام المسجد في فترة ما بعد صلاة الظهر.
كما أعلن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس، أنه عقد الثلاثاء "جلسة طارئة على ضوء الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك من قبل حكومة الاحتلال والمتطرفين اليهود تزامناً مع الأعياد اليهودية"، وأكد مجلس الأوقاف "رفضه المطلق لفرض سياسات الأمر الواقع الظالمة القائمة على منطق القوة التي تمعن بها سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك"، وقال: "للمسلمين وحدهم الحق الحصري في المسجد الأقصى عبادة ورفادة وسيادة".
وكان مئات المستوطنين اقتحموا المسجد خلال اليومين الماضيين تلبية لدعوات منظمات يمينية إسرائيلية بمناسبة "عيد العرش" اليهودي، ويقوم المستوطنون بجولات في باحات المسجد بمرافقة الشرطة الإسرائيلية ويحاولون أداء "طقوس تلمودية"، بحسب شهود عيان.
وبدأ "عيد العرش" (آخر الأعياد اليهودية الثلاثة: الفصح، الأسابيع، العرش) في 29 سبتمبر/أيلول المنصرم ويستمر حتى 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويرتبط بذكرى ضياع اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.
وعادةً ما تزداد وتيرة الاقتحامات للأقصى خلال فترات الأعياد اليهودية، وتتم على فترتين صباحية وبعد صلاة الظهر بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بدأت السماح للمستوطنين بتنفيذ اقتحامات للأقصى عام 2003، رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.