أعلنت الهيئة المانحة لـ"جائزة نوبل" في الطب، الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن العالمة المجرية كاتالين كاريكو، الأمريكي ودرو وايزمان، فازا بالجائزة لعام 2023، وذلك تقديراً لاكتشافاتهما التي ساعدت في تطوير لقاحات فعالة، ضد فيروس كورونا الذي كان قد اجتاح العالم وتسبب بملايين القتلى.
اللجنة التي تتولى اختيار الفائزين، قالت إن "الباحثَين أُعطِيا الجائزة، لاكتشافاتهما المتعلقة بتعديلات القواعد النووية التي أتاحت التوصل إلى لقاحات فاعلة ضد كوفيد-19 قائمة على الحمض النووي الريبوزي المرسال".
اكتشفت كاريكو طريقة تمنع الجهاز المناعي من أن يكون له رد فعل ضد تطوير لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال المصنعة في المختبر بإحداث التهابات، الأمر الذي كان يُنظر إليه في السابق باعتباره عقبة رئيسية أمام أي استخدام علاجي لهذه اللقاحات.
كما أظهرت كاريكو بالتعاون مع وايزمان في عام 2005 أن تعديل قاعدة النيوكليوزيد، وهي وحدات الجزيئات التي تحدد الشفرة الجينية للحمض النووي الريبوزي المرسال، يمكن أن تبقي هذا الحمض تحت رقابة الجهاز المناعي.
من جانبه، قال ريكارد ساندبرغ عضو الهيئة المانحة للجائزة في معهد كارولينسكا: "تقدر جائزة نوبل لهذا العام اكتشافهما العلمي الأساسي الذي غير بشكل جذري فهمنا لكيفية تفاعل الحمض النووي الريبوزي المرسال مع جهاز المناعة، مما كان له تأثير كبير على المجتمع خلال الجائحة الأخيرة".
أصبحت تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" مشهورة خلال جائحة كوفيد-19 عندما اُستخدمت في إنتاج لقاحي "فايزر-بيونتيك" و"موديرنا" من خلال حقن الذراع بجزء صغير من "الحمض النووي الريبوزي المرسال" الخاص بالفيروس، وذلك لتحفيز الجسم على صنع آلاف النسخ من نفس البروتين الشوكي لفيروس كورونا حتى يستطيع الجهاز المناعي التعرّف عليه.
تُعد هذه الجائزة واحدة من أرفع الجوائز في المجتمع العلمي، ويتم اختيارها من قبل جمعية نوبل في معهد كارولينسكا بالسويد وتبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (نحو مليون دولار).
كذلك فإن جائزة نوبل في الطب هي الأولى التي يجري إعلانها، على أن تشهد الأيام التالية الإعلان عن الفائزين بالجوائز الخمس المتبقية لنوبل عن هذا العام.
كانت مؤسسة "نوبل" قد أعلنت في منتصف سبتمبر/أيلول 2023 أنها ستزيد مليون كرونة سويدية (نحو 90 ألف دولار) على المبلغ الذي يتلقاه الفائزون بجوائزها، لأنها باتت "قادرة مالياً على ذلك".
من يمكنه الفوز بجائزة نوبل؟
وفقاً لوصية رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل، مخترع الديناميت، ينبغي أن تذهب الجائزة لشخص "فعل أكثر أو أفضل ما يمكن لنشر الوئام بين الدول، وإلغاء انتشار الجيوش القائمة أو خفضه، والنهوض بمنتديات السلام".
يمكن للآلاف أن يطرحوا أسماء، من بين أعضاء الحكومات والبرلمانات، ورؤساء الدول الحاليين، والأساتذة الجامعيين في مجالات التاريخ أو العلوم الاجتماعية أو القانون أو الفلسفة، وكذلك ممن سبق لهم الفوز بجائزة نوبل للسلام وغيرهم.
هذا العام، يوجد 351 مرشحاً، وإن كانت القائمة الكاملة ستظل في خزانة بمنأى عن الأنظار لخمسين عاماً، ومن بين المتوقع فوزهم هذا العام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمعارض الروسي أليكسي نافالني، لكن خبراء يستبعدون فوزهما بالجائزة.
ذلك أن زيلينسكي قائد في حرب، بينما ركزت اللجنة على روسيا العام الماضي، مما يقلل من فرص الرجلين.
من يقرر فوز المرشحين؟
لجنة نوبل النرويجية التي تتألف من خمسة أفراد يعينهم البرلمان النرويجي هي من تقرر. ويكون أعضاؤها غالباً، لكن ليس دائماً، من السياسيين المتقاعدين. واللجنة الحالية ترأسها محامية وتضم أكاديمياً.
والخمسة تختارهم أحزاب سياسية نرويجية ويعكس تعيينهم توازن القوى في البرلمان.
كيف يقررون؟
يُغلق باب الترشيحات في 31 يناير/كانون الثاني. ويمكن لأعضاء اللجنة أنفسهم تقديم ترشيحات في موعد أقصاه الاجتماع الأول للجنة في فبراير/شباط.
تبحث اللجنة كل الترشيحات وتضع قائمة قصيرة، ثم يخضع كل مرشح لتقييم مجموعة من المستشارين البارزين وخبراء آخرين.
تجتمع اللجنة مرة كل شهر تقريباً لبحث الترشيحات، وتتخذ قرارها عادة في اجتماعها الأخير الذي غالباً ما يُعقد في بداية أكتوبر/تشرين الأول، وتسعى اللجنة للوصول إلى توافق في الآراء حول اختيارها، فإن لم تستطِع ذلك، اتُخذ القرار وفقاً للأغلبية.
كانت آخر مرة انسحب فيها عضو للتعبير عن احتجاجه في 1994 عندما تقاسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الجائزة مع الإسرائيليين شمعون بيريز وإسحق رابين.