نظمت كوريا الجنوبية، الثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول 2023، أول عرض عسكري لها منذ 10 سنوات استعرضت فيه ترسانتها المتقدمة، وبعثت برسالة تحذير إلى كوريا الشمالية من استخدام أسلحة نووية، في وقت تتدهور فيه العلاقات بين البلدين الجارين.
كانت كوريا الجنوبية تنظم مثل هذه العروض بكل متكرر مرة كل خمس سنوات، ويعود تاريخ العرض العسكري الأخير إلى عام 2013، لكن في 2018، اختار الرئيس السابق مون جاي-ان إقامة احتفال بدلاً من العرض العسكري، في إطار نهجه التصالحي مع كوريا الشمالية.
في الاستعراض الجديد سار قرابة 4000 جندي وسط العاصمة سيول، بينما وقفت حشود حملت المظلات ولوحت بأعلام البلاد، ورافقت الجنود 170 قطعة من المعدات العسكرية، من بينها طائرات مسيّرة جوية ومسيرات بحرية ودبابات وصواريخ.
تم إلغاء استعراض للطائرات الحربية، بما في ذلك مقاتلات الشبح الأمريكية الصنع من طراز إف-35 بسبب الأحوال الجوية، كما قالت وزارة الدفاع. فيما شارك نحو 300 عسكري أمريكي في الاستعراض، بهدف إظهار الأساس القوي لتحالف سيول مع واشنطن.
عزّزت سول وواشنطن من تعاونهما الدفاعي في مواجهة اختبارات كوريا الشمالية للأسلحة، وأجرتا تدريبات عسكرية مشتركة، ورحب الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك، الذي حضر الحفل، بتعزيز العلاقات الدفاعية بين بلاده وواشنطن.
يون الذي عزز علاقاته مع أمريكا منذ انتخابه العام الماضي، وجّه رسالة تحذير إلى كوريا الشمالية، وقال: "في حال قامت كوريا الشمالية باستخدام الأسلحة النووية، فسينتهي نظامها عبر رد ساحق من التحالف بين جمهورية كوريا والولايات المتحدة"، مكرراً التحذير الذي ردده البلدان في السابق.
يأتي هذا فيما تصل العلاقات بين الكوريّتين حالياً إلى أسوأ أحوالها على الإطلاق، في وقت يدعو فيه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون لتطوير مزيد من الأسلحة، بما في ذلك أسلحة نووية تكتيكية.
بالرغم من العقوبات الدولية، أجرت كوريا الشمالية هذا العام سلسلة اختبارات للأسلحة بما في ذلك إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات.
أيضاً أقامت بيونغ يانغ ثلاثة عروض عسكرية هذا العام، واستعرضت مجموعة واسعة من معداتها بما في ذلك أكبر صواريخها الباليستية العابرة للقارات من طراز هواسونغ-17.
سو كيم، وهو محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، رأى أن العرض العسكري لكوريا الجنوبية "لفتة غير خفية ومستفزة بصرياً من قبل الحكومة الكورية الجنوبية لإخبار كيم جونغ أون بأن سول لن تتراجع أو تسعى للعثور على طرق للمصالحة".
تُعد كوريا الجنوبية أيضاً واحدة من الدول الأكثر استيراداً للأسلحة، ولكنها تلتزم منذ أمد بعيد سياسة تقضي بعدم توفير أسلحة لمناطق تشهد نزاعات قائمة، وقد أصرت على التقيد بسياستها هذه رغم مناشدة الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيين وأوكرانيا نفسها إياها تقديم مزيد من الدعم.
لكن في حال إبرام أي اتفاق بين كوريا الشمالية لبيع أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في النزاع قد يدفع ذلك كوريا الجنوبية على إعادة النظر في هذه السياسة، بحسب خبراء.