يواصل الموفد القطري إلى لبنان جاسم بن فهد آل ثاني، الإثنين 25 سبتمبر/أيلول 2023، اتصالاته ولقاءاته في العاصمة بيروت بعيداً عن الإعلام؛ بحثاً عن المخارج المحتملة لأزمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، ويشهد لبنان شغوراً رئاسياً منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وفشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس على مدار 12 جلسة، كان آخرها في يونيو/حزيران 2023.
أفادت قناة "الجديد" اللبنانية بأن "الموفد القطري قام بجولة على عدد من القوى السياسية، بعدما أوكلت اللجنة الخماسية إلى قطر مهمة إيجاد مخرج للأزمة الرئاسية".
واللجنة الخماسية تضم ممثلين عن مصر وفرنسا وقطر والسعودية والولايات المتحدة، وتهدف إلى إيجاد مخرج للأزمة السياسية بلبنان، وتم تشكيلها في فبراير/شباط الماضي، بعد فشل البرلمان في انتخاب رئيس للبلاد.
وصول مبعوث قطري إلى لبنان
يذكر أنه في 20 سبتمبر/أيلول 2023، أفادت قناة "الجديد" بوصول جاسم بن فهد إلى بيروت وبدايته التحضير للزيارة التي سيقوم بها وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لاستكمال المساعي القطرية.
وأشارت إلى أن الموفد القطري "يجول على القوى السياسية، وأبرز الأسماء هم العماد جوزيف عون (قائد الجيش)، واللواء إلياس البيسري (المدير العام للأمن العام بالإنابة)، والوزير السابق زياد بارود، والنائب نعمة أفرام (من دون أي تأكيد أو نفي رسمي)".
بدورها، أفادت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية بـ"عدم وجود تطورات ملموسة متوقعة على جبهة الاستحقاق الرئاسي قبل مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل، عندما يزور لبنان كلّ من الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، والقطري الخليفي، اللذين سيحملان نتائج اجتماع الخماسية العربية ـ الدولية الأخير في نيويورك الأمريكية".
وحتى الساعة الـ19:30 (ت.غ)، لم يصدر أي بيان رسمي حول تفاصيل زيارة الموفد القطري لبيروت.
دعوة لفرقاء السياسة في لبنان لحل أزمة الرئاسة
كان بري دعا نهاية أغسطس/آب 2023، الكتل النيابية والفرقاء السياسيين إلى إجراء حوار في سبتمبر/أيلول 2023، وعقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، في ظل تمسك الأطراف اللبنانية بمواقفها الرافضة للحوار للاتفاق على شخصية توافقية.
وإلى جانب الأزمة السياسية، يعاني لبنان منذ 2019، أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، صنفها البنك الدولي بأنها واحدة من بين أشد 3 أزمات عرفها العالم، حيث أدت إلى انهيار مالي غير مسبوق.
في سياق متصل، أعرب مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان، قبل أيام، عن أمله في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري بشأن إجراء حوار لانتخاب رئيس الجمهورية، "بداية مسار الحل". جاء ذلك خلال لقاء عقده لودريان مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في العاصمة بيروت. وأشار المبعوث الفرنسي، وفق البيان، إلى أنه "جاء إلى لبنان لإكمال مهمته"، وأنه لن يبدي رأيه قبل استكمال الاتصالات واللقاءات التي سيجريها، حسب البيان.
من جانبه، جدد ميقاتي خلال الاجتماع، تأكيد أن "بداية الحل للأزمة الراهنة في لبنان تقضي بانتخاب رئيس جديد للبلاد وإتمام الإصلاحات الاقتصادية، لا سيما المشاريع الموجودة في مجلس النواب، لوضع البلد على سكة التعافي".
وفي السياق التقى لودريان مع بري، الذي شدد على أنه "لا سبيل للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بالحوار"، مشيراً إلى أن "هذا هو المتاح حالياً لمن يريد مصلحة لبنان". ولفت بيان صادر عن مكتب بري عقب اللقاء، إلى أن الجانبين "استعرضا الأوضاع العامة والمستجدات السياسية، لاسيما الاستحقاق الرئاسي".
كما التقى المسؤول الفرنسي، الثلاثاء، قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، في مكتبه شرقي بيروت، حيث اطّلع على الوضع الأمني وما يواجهه الجيش من تحديات، خصوصاً النزوح السوري والوضع الفلسطيني، بحسب بيان للجيش.
ونقل البيان عن لودريان تأكيده "استمرار فرنسا في دعم الجيش (اللبناني)؛ لتعزيز قدراته على تنفيذ مختلف المهمات".
ووصل المبعوث الفرنسي إلى بيروت فجر الثلاثاء، للقاء المسؤولين اللبنانيين لإيجاد حل لمسألة الشغور الرئاسي في ظل تمسك الأطراف اللبنانية بمواقفها الرافضة للحوار والاتفاق على شخصية توافقية.
واختتم المبعوث الفرنسي زيارة مماثلة الأهداف للبنان في يوليو/تموز الماضي، بالدعوة إلى التشاور في سبتمبر/أيلول؛ سعياً لإيجاد مخرج للأزمة السياسية في البلاد.