جرت العادة أن وسائل الإعلام وزمرة من الجماهير هم من يتابعون تفاصيل حياة النجوم عن كثب. محمد صلاح، نجم نادي ليفربول، ليس استثناءً في هذا الصدد، وسائل الإعلامية العربية والعالمية والجماهير، خاصة المصرية، تلتهم كل ما يكتب عن محمد صلاح بشراهة.
زادت حدة تلك الشراهة في النافذة الصيفية الماضية، بعدما ألقى نادي اتحاد جدة بثقله للتعاقد مع صلاح، لكنه اصطدم برفض قاطع من نادي ليفربول. أحد مميزات محمد صلاح عن باقي أقرانه من اللاعبين، هو أنه تجاوز حدود كرة القدم، وبات حالة اجتماعية يتطلع إليها شبان مصر، ورمزاً إعلامياً يتابعه عشاق المستديرة حول العالم، وشخصية عامة في الفضاء العام البريطاني.
لكن الجديد، هو أن محمد صلاح أصبح "مقرراً دراسياً"!
تفاصيل الجولة الأخيرة من المفاوضات
أعلن محمد صلاح، عبر حسابه الشخصي على موقع "إكس" أن المفاوضات التي دارت بينه ووكيله الكولومبي، رامي عباس، من جهة وبين مسؤولي نادي ليفربول من جهة أخرى لتجديد عقده مع "الريدز" سيتم تدريسها من قبل كلية "هارفارد للأعمال".
تلك المفاوضات كُللت بالنجاح، ومدد محمد صلاح عقده مع ليفربول حتى نهاية موسم (2024-2025)، وبراتب هو الأكبر في تاريخ نادي ليفربول؛ أكثر من 350 ألف جنيه استرليني أسبوعياً (18 مليون جنيه إسترليني سنوياً).
إتاحة ونشر تفاصيل الجولة الأخيرة من المفاوضات بين محمد صلاح ونادي ليفربول، وطرحها مقرراً دراسياً من قبل مؤسسة تعليمية مرموقة مثل "كلية هارفارد للأعمال"، سيتيح فرصة فريدة لجماهير كرة القدم للتعرف على ما يحدث في الغرف المغلقة، وطريقة سير المفاوضات، والتفاصيل المالية للصفقات.
ستقوم المؤسسة الأمريكية بمراجعة مفاوضات تجديد العقد بين "الملك المصري" والملاك الأمريكان للنادي، بهدف تحديد استكشاف كيفية التوصل إلى اتفاقات مشابهة في صناعات ومجالات مختلفة. أنيتا إلبرسي، الأستاذة في كلية هارفارد للأعمال، والتي ستقوم بتدريس المفاوضات، لم تخفِ حماستها، فكتبت عبر حساباتها على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي: "إشعار بقضية جديدة! دراسة حول الاستثنائي محمد صلاح، ووكيله رامي عباس، ومفاوضاتهما مع نادي ليفربول خلال الصيف الماضي".
أعلن صلاح أيضاً عن الأمر، وشارك وثيقة بها بعض من كواليس المفاوضات. تلك الكواليس أكدت صحة شكوك ومخاوف مشجعي "الريدز" من رحيل محمد صلاح عن الفريق، الصيف قبل الماضي، عندما طالت المفاوضات بين الطرفين دون الوصول إلى اتفاق.
تنقل الوثيقة عن وكيل محمد صلاح، رامي عباس قوله: "بدأت أشعر بالخوف من عدم قدرتنا على التوصل إلى اتفاق جديد بشأن العقد يا محمد. عرضهم الأخير لا يزال بعيداً جداً عما نرغب فيه".
من جهته، كان هدف صلاح دائماً البقاء مع النادي، حيث اعترف قائلاً: "أنا أرغب في البقاء مع ليفربول، ولكن يجب على النادي أيضاً أن يظهر رغبته في الاحتفاظ بي".
محمد صلاح واتحاد جدة
في نهاية المطاف، جدد صلاح (31 عاماً) عقده، وما زال هو هدّاف ليفربول وأفضل صانع ألعاب بالفريق، رغم تعاقد يورغن كلوب مع عدة مهاجمين وبأرقام ضخمة، مثل المهاجم الأوروغوياني، داروين نونيز، والهولندي كودي غاكبو.
لكن، عاد القلق والخوف ليساور "حُمر الميرسيسايد" بعدما دخل نادي اتحاد جدة السعودي، الذي يضم في صفوفه نجوماً من طراز كريم بنزيما، ونغولو كانتي، وفابينيو، رغبة قوية في ضم محمد صلاح لصفوفه.