قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأحد 24 سبتمبر/أيلول 2023، إن الجهود التي ترعاها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج العربية، ومنها السعودية، "لن تشهد نجاحاً". وأضاف رئيسي في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية أن إيران لم تقُل إنها لا تريد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أراضيها.
واقتربت إسرائيل أكثر من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب في أعقاب مبادرة دبلوماسية قادتها الولايات المتحدة في عام 2020 أفضت إلى تطبيع العلاقات. ومن شأن إقامة علاقات مع السعودية أن يمثل جائزة كبرى لإسرائيل وسيغيّر الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.
في سياق متصل، قال مصدر إيراني مقرب من الرئيس ابراهيم رئيسي في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست" إن طهران تنظر بجدية لمشروع التطبيع الإسرائيلي في المنطقة، حيث تعتبره الخطر الأول على المنطقة وأن ما يثار عن خلاف سياسي أو حتى "مذهبي" بين إيران وبعض الدول العربية إنما هو من صنع إسرائيل في الأساس.
أشار المصدر الذي يدير أحد المراكز البحثية الممولة مباشرة من رئاسة الجمهورية الإيرانية في تصريحاته لـ"عربي بوست"، إلى أن إيران تحاول توسعة دائرة تحالفاتها في المنطقة، وذلك من أجل مواجهة موجة التطبيع التي جرت في الشرق الأوسط منذ نهاية أيام دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق والتي كانت الإمارات هي التي تديرها.
كما كشف أن التفاهم الإيراني السعودي في الملف اليمني من خلال محاولة إنجاز اتفاق سياسي مع الحوثيين، يأتي في هذا الإطار متوقعاً أن تشهد الأيام القريبة المقبلة تقارباً في وجهات النظر بين السعودية والحوثيين في الملف اليمني.
المصدر الإيراني فجر مفاجأة في حديثه لـ"عربي بوست" أن ايران والسعودية متفقتان على عدم تقسيم اليمن، وأن الإمارات هي التي تريد أن يكون هناك دولتان في اليمن إحداهما في الجنوب مدعومة من أبوظبي والأخرى في الشمال، لكن طهران والرياض ترفضان ذلك بالمطلق.
اقتراب التطبيع بين السعودية واسرائيل
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إن الإطار العام لاتفاق لإقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية بوساطة أمريكية قد يصبح جاهزاً بحلول مطلع العام المقبل، وذلك بعد أن أشارت الدول الثلاث إلى إحراز تقدم في المفاوضات المعقدة.
ومن شأن التطبيع بين السعودية وإسرائيل أن يعيد رسم منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير حين يجمع رسمياً بين شريكين رئيسيين للولايات المتحدة في مواجهة إيران، وهو ما يعد انتصاراً للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يسعى إلى إعادة انتخابه في أواخر عام 2024.
تفاؤل أمريكي باقتراب التطبيع بين السعودية وإسرائيل
في حين عبر بايدن عن تفاؤله بشأن آفاق التطبيع في محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشكل منفصل إن الجانبين يقتربان كل يوم من التوصل إلى اتفاق.
لكن الخلاف على قضايا ذات صلة يلوح في الأفق، إذ يشكل سعي الرياض لامتلاك برنامج نووي مدني اختباراً للسياسة الأمريكية والإسرائيلية، كما أن الدعوات السعودية والأمريكية لتحقيق مكاسب للفلسطينيين بموجب أي اتفاق غير مستساغة بالنسبة لحكومة نتنياهو اليمينية المتشددة.
وقال وزير الخارجية إيلي كوهين لراديو الجيش الإسرائيلي: "يمكن سد الفجوات.. سيستغرق الأمر وقتاً، لكن هناك تقدماً". وأضاف "أعتقد أن هناك بالتأكيد احتمالاً بأن نستطيع في الربع الأول من عام 2024، بعد أربعة أو خمسة أشهر، الوصول إلى مرحلة يتم فيها الانتهاء من تفاصيل (الاتفاق)".
وقد يمكِّن مثل هذا الجدول الزمني إدارة بايدن من اجتياز فترة مراجعة في الكونغرس الأمريكي ومجلس الشيوخ والحصول على التصديق قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني.