قال الوزير المنتدب المكلف بالميزانية في المغرب، فوزي لقجع، الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2023، إن الزلزال الذي ضرب البلاد ألحق أضراراً بنحو 2930 قرية، يسكنها 2.8 مليون نسمة في جبال الأطلس الكبير، في حين اقترح خبراء مغاربة خططاً لإعادة بناء المناطق المتضررة باستخدام الأنقاض.
ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة، في 8 سبتمبر/أيلول الجاري، وأدى إلى مقتل أكثر من 2900 شخص، معظمهم في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها بسبب طبيعتها الجبلية وطرقها الوعرة.
وأمام البرلمان، قال لقجع إن ما لا يقل عن 59674 منزلاً تضررت جراء الزلزال، وإن 32% من هذه المنازل انهار بالكامل، بحسب وسائل إعلام مغربية.
وأضاف لقجع أن الحكومة ستقدم 2500 درهم (244 دولاراً) شهرياً على مدى عام لمساعدة الأسر المتضررة من الزلزال، بالإضافة إلى 140 ألف درهم لتعويض الأسر التي انهارت منازلها بالكامل و80 ألف درهم للأسر التي تضررت منازلها جزئياً، مشيراً إلى أن إعادة الإعمار يجب أن تراعي الخصوصيات المعمارية لجبال الأطلس الكبير.
ودمر الزلزال، وهو الأكثر إزهاقاً للأرواح في المغرب منذ عام 1960، عدداً من التجمعات السكنية الصغيرة المبنية من الطوب الطيني التقليدي والحجارة والخشب، وهي إحدى السمات المميزة لجبال الأطلس التي ينطق قاطنوها اللغة الأمازيغية.
في السياق، قدم خبراء مغاربة مقترحاتهم في إعادة بناء المناطق المتضررة، وذلك باستخدام الأنقاض من خلال إعادة استخدام "مواد البناء المحلية الناتجة عن الردم".
واتُّفق على هذا المقترح في لقاء جمع خبراء من مكاتب الهندسة والعمارة ومختبرات البناء والمراقبة والأشغال العمومية والمقاولات، بحسب تقرير نشره موقع "هسبريس" المغربي.
وقال رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين بالمغرب، شكيب بن عبدالله إن استخدام المواد الناتجة عن الردم خطوة مهمة باعتبارها مواد محلية تتناسب وطبيعة المجال المستخدمة، وتمنحنا بناء إيكولوجياً (صديقاً للبيئة)، مضيفاً أن للوصول لهذا الأمر في البداية يجب "فرز المواد وتوظيف الصالحة منها فقط، ثم معالجتها لضمان متانتها".
فما هو البناء الإيكولوجي؟
يعتمد البناء الإيكولوجي على الترابط مع البيئة المحلية لمكان البناء ذاته، من خلال بناء ما يشبه المنفعة المتبادلة بإعادة استخدام ما هو متوفر في البيئة المحيطة، وبما يتلاءم مع الجيولوجيا والمناخ المحلي.
وهو يختلف عما يعرف بـ"الأبنية الخضراء" أو "الأبنية المستدامة"، إذ إنه يعتمد على التفاعل الإيجابي بما توفره البيئة المحيطة.
وفي حالة المغرب، فإن البيئة الجديدة التي ظهرت بعد الزلزال نتج عنها الكثير من الحطام، وهو ما يعني إمكانية إعادة استخدامه في البناء.
التعامل مع الحطام
تقوم الفكرة على طحن الركام وتحويله إلى كتل خرسانية عالية الجودة، مثل قطع "الليغو"، ما يجعل استخدامه أمراً سهلاً حتى للأشخاص غير المحترفين في بناء المنازل والمباني.
وتنصح وكالة حماية البيئة الأمريكية بضرورة التخطيط جيداً عند التعامل مع حطام المباني المتضررة، إذ قد تشكل عمليات التنظيف بعد وقوع الكوارث تحديات صحية وبيئة كبيرة، يمكن أن تعرض الناس لمخاطر تهدد حياتهم.
وشددت أنه يجب التعامل بحذر، خاصةً مع المواد الكيميائية التي قد تكون في بعض المنازل، وقد يسبب تسرّبها أضراراً للمواطنين والبيئة، إضافة إلى تجنب ما قد ينشأ من مشاكل ترتبط بالعفن أو البكتيريا أو الحشرات داخل الركام.