مضادات الهيستامين هي دواء يُستخدم لمواجهة آثار إفراز مادة الهيستامين في الجسم. ورغم أنها لا تغيّر سبب ردّ الفعل التحسّسي الأساسي، فإنها تثبط الأعراض المصاحبة للحساسية خلال النوبة.
والهيستامين هي مادة كيميائية موجودة في بعض خلايا جسم الإنسان تسبب أعراض الحساسية، بسبب الجهاز العصبي الذي يعتقد خطأ بأن هذه المادة ضارة للجسم، فيبدأ بإطلاق ردود فعل تطالب الجسم بإطلاق الهيستامين.
تمّ وضع الأساس لتطوير مضاد الهيستامين في النصف الأول من القرن الـ20، بواسطة عالم الصيدلة السويسري الإيطالي دانيال بوفيه، وقد شكّل ثورة في عالم العقاقير الطبية؛ لأنه غيّر جودة حياة المصابين بالحساسية بشكلٍ جذري.
فوفقاً لورقة بحثية نُشرت عام 1966 بعنوان Great Moments in Pharmacy، أدى عمل بوفيه إلى اكتشاف وإنتاج مضاد الهيستامين للتخفيف من الحساسية، وحصل إثر ذلك على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب عام 1957.
أنواع وأسماء مضادات الهيستامين
تعمل هذه المضادات عن طريق منع تأثيرات الهيستامين، التي يتم إفرازها في الجسم وتسبب أعراض الحساسية.
فعندما يلامس جسمك أي من مسببات الحساسية، مثل: نوع من الطعام، أو وبر الحيوانات الأليفة، أو عث الغبار، أو الطقس، فإنه -أي الجسم- يفرز مواد كيميائية تُسمى الهيستامين، تسبب انتفاخاً في أنسجة الأنف، أو طفحاً جلدياً، أو حكة في العين.
تعمل مضادات الهيستامين على تقليل أو حجب مادة الهيستامين، ما يؤدي إلى توقف أعراض الحساسية.
تعمل هذه الأدوية بفعالية أيضاً على أنواع مختلفة من الحساسية، بما في ذلك الحساسية الموسمية وحساسية الطعام، ولكن لا يمكنها دائماً تخفيف جميع الأعراض. أي إن احتقان الأنف مثلاً قد لا يختفي مع تناول مضادات الهيستامين وحدها، لذلك يوصي الطبيب بأن تأخذ معها مزيل الاحتقان.
1- مضادات الهيستامين التي تحتاج إلى وصفة طبية:
- كلاريتين (Claritine).
- هيدروكسيزين (Hydroxyzine).
- ديسلوراتادين (Desloratadine).
- كاربينوكسامين (Carbinoxamine).
- سيبروهيبتادين (Cyproheptadine).
- قطرات العين إيميداستين (Emedastine).
- قطرة العين ليفوكاباستين (Levocabastine).
- ليفوسيتريزين عن طريق الفم (Levocetirizine).
- قطرة العين أو بخاخ الأنف أزلاستين (Azelastine).
2- مضادات الهيستامين التي تُصرف دون وصفة طبية:
- سيتريزين (Cetirizine).
- لوراتادين (Loratadine).
- دوكسيلامين (Doxylamine).
- فيكسوفينادين (Fexofenadine).
- كلورفينيرامين (Chlorpheniramine).
- برومفينيرامين (Brompheniramine).
- ديفينهيدرامين (Diphenhydramine).
الآثار الجانبية لأنواع مضادات الهيستامين
يُمكن القول إن الآثار الجانبية لمضادات الهيستامين الحديثة باتت أقلّ من القديمة، لذلك قد تكون خياراً جيداً لبعض الأشخاص. ومع ذلك، هناك بعض الآثار الجانبية الرئيسية لهذه المضادات، قد يكون أبرزها:
- النعاس.
- الإمساك.
- صعوبة التبول.
- الصداع والدوخة.
- الغثيان والاستفراغ.
- قلة التركيز عدم وضوح الرؤية.
- جفاف الفم، أو الأنف، أو الحلق.
هل صحيح أنها تساعد على النوم؟
صحيح أن بعض مضادات الهيستامين المتاحة من دون وصفة طبية يمكنها أن تسبّب النعاس، لكن لا يوصى باستخدامها لعلاج الأرق بشكلٍ دائم أو روتيني. يُمكن أن تكون مفيدة في حالاتٍ معينة، مثل علاج الأرق المرتبط بالسفر.
لكن الفكرة أن التأثير المهدئ لمضادات الهيستامين يزول سريعاً نتيجة التعود، أي إنه كلما طالت فترة تناوُلك لهذه المضادات، قلّت احتمالية أن تجعلك تشعر بالنعاس؛ مع عدم إهمال الآثار الجانبية التي قد تسبّبها.
إضافةً إلى ذلك، فإن مضادات الهيستامين المهدئة –ديفينهيدرامين ودوكسيلامين– لديها خواص مضادة للكولين، ما يجعلها اختياراً سيئاً لكبار السن. يقول الدكتور إريك جيه أولسن لموقع Mayo Clinic إن مضادات الكولين قد تزيد من مخاطر الإصابة بالخَرَف.
كما أن الديفينهيدرامين والدوكسيلامين لا يوصى بهما أيضاً للأشخاص المصابين بالمياه الزرقاء منغلقة الزاوية، أو الربو، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو أمراض الكبد الحادة. يعني باختصار، إذا كنت تجد صعوبة في النوم، فلا تعتمد على مضادات الهيستامين.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.