انتقد الرئيس التونسي قيس سعيد، ضمنياً تسمية الإعصار أو العاصفة التي ضربت السواحل اليونانية والليبية باسم "دانيال". وقال سعيد، في مقطع فيديو بثته صفحة الرئاسة التونسية على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2023: "ألم يتساءلوا أو يكلفوا أنفسهم عناء التساؤل عن التسمية دانيال؟".
وأضاف: "دانيال هو نبي عبري، وقد تم الاختيار بطبيعة الحال من قبل الجهات التي تختار الأسماء، وهذا الإعصار تمت تسميته باسم دانيال ويرددونه.. ألم يتساءل أحد لماذا تمت تسميته بدانيال؟". ورأى الرئيس التونسي أن اختيار "دانيال" للعاصفة يعكس نفوذ "الحركة الصهيونية العالمية"، وتابع "اختاروا دانيال. من هو دانيال؟ هو نبي عبري.. لأن الحركة الصهيونية تغلغلت وتم تقريباً ضرب العقل والتفكير ليصبحوا في حالة غيبوبة فكرية تماماً". وعلى مواقع التواصل، اعتبر البعض أن تصريحاته "معادية للسامية".
قيس سعيد يثير الجدل بسبب إعصار دانيال
ضربت "دانيال" التي تحولت إلى إعصار شرقي ليبيا في العاشر من سبتمبر/أيلول متسببة بفيضانات حصدت أكثر من 3300 قتيل في مدينة درنة وحدها، بحسب أرقام السلطات. وقبل ليبيا، ضربت تركيا وبلغاريا واليونان.
وجرت العادة على إطلاق أسماء شخصية على العواصف، وفق الموسوعة البريطانية. وتم تطوير النظام الحديث لاستخدام الأسماء خلال الحرب العالمية الثانية، إذ تم في البداية استخدام أسماء النساء بدلاً من التسميات المرهقة المستندة إلى خطوط الطول والعرض.
وكانت الأسماء في النظام الجديد قصيرة ومفهومة، وكان من السهل إرسالها عبر الراديو.
وتم إضفاء الطابع الرسمي على النظام، عام 1953، حين وضعت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية قائمة أبجدية بأسماء إناث لاستخدامها في العواصف في المحيط الأطلسي. وتمت إضافة أسماء الذكور إلى القائمة عام 1979 عندما اعترضت مجموعات نسائية على "التحيز الجنسي" المتمثل في استخدام أسماء الإناث فقط.
وتشير الموسوعة إلى أن لجنة خاصة تابعة للمنظمة العالمية للأرصاد تحدد قوائم الأسماء التي سيتم استخدامها للأعاصير، ويجب أن تكون الأسماء الموجودة في القائمة قصيرة ومميزة، وذات صلة بمناطقها الثقافية والجغرافية حتى يسهل على الأشخاص تذكرها.
وفي أوروبا، تعطى العواصف التي لها تداعيات متوسطة إلى خطرة اسماً موحداً يتم اختياره بالتنسيق بين مصالح الأرصاد الجوية الوطنية المعنية، وفقاً للترتيب الأبجدي.
وتطورت العاصفة "دانيال" أولاً في اليونان، وتمت تسميتها من قبل هيئة الأرصاد الجوية الوطنية اليونانية. وكانت هناك عاصفة تحمل الاسم ذاته بدأت على السواحل البرتغالية في 15 ديسمبر/كانون الأول 2019.
تفاصيل تسمية إعصار دانيال بهذا الاسم
ينبع اسم "دانيال" من قائمة أعدت لتطلق على الأحداث المناخية بين أكتوبر/تشرين الأول 2022 وسبتمبر/أيلول 2023، وجاء في بيان أنه تم الاتفاق على هذه الأسماء في إطار قرارات منظمة الأرصاد الجوية العالمية، وهي مرتبة أبجدياً كالتالي: "آرييل، باربرا، كليون، دانيال، إلياس، فيدرا، غي، هيلينا، إيوناس" وغيرها. وقد استخدمت أول 3 أسماء بالفعل.
وخلال الاجتماع ذاته، استبعد سعيد أي تطبيع بين تونس وإسرائيل التي أقامت في السنوات الأخيرة علاقات دبلوماسية مع دول عربية، أطلق عليها اسم "اتفاقات أبراهام". وقال سعيد: "من أبراهام إلى دانيال.. (العلاقة) واضحة جداً".
وأضاف: "التطبيع الذي يتحدثون عنه لا وجود له عندي كمصطلح. هي خيانة عظمى في حق الشعب الفلسطيني، في كل فلسطين"، مضيفاً: "القضية ليست مع اليهود، بل مع الحركة الصهيونية العالمية".
وكان الرئيس التونسي نفى في مايو/أيار معاداة السامية بعد الاتهامات الموجهة لبلاده على خلفية هجوم استهدف معبد "الغريبة" اليهودي بجزيرة جربة الذي يُعد واحداً من أقدم المعابد اليهودية في أفريقيا.
وفي عام 2021، واجه سعيد انتقادات بعد ورود تقارير تقول إنه اتهم اليهود بـ"السرقة" خلال لقائه سكان المنيهلة، إحدى ضواحي العاصمة تونس، لكنه نفى التعرض لليهودية وأكد "ضرورة التفريق بين اليهودية من جهة، والصهيونية من جهة أخرى".
وقال في بيان للرئاسة: "لم يتعرض رئيس الجمهورية لأي دين ولم يكن هناك أي مبرر يستسيغه أي عاقل لطرح قضيّة الأديان في ظل هذه الاحتجاجات، هذا فضلاً عن أنه يعتبر أن هذه القضية غير مطروحة أصلاً في تونس".
وقبل وقت قصير من وصوله إلى السلطة في عام 2019، اعتبر سعيد أن التطبيع مع إسرائيل "خيانة عظمى".