مفتعل أم حقيقي؟ لغز الضوء الساطع الذي ظهر قبل زلزال المغرب.. هذه حقيقته

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/14 الساعة 12:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/14 الساعة 12:58 بتوقيت غرينتش
يوتيوب/ أضواء الزلازل Earthquake light

عاد الحديث من جديد حول ظاهرة أضواء الزلازل التي تقع قبل وقت قليل من حدوث الزلازل القوية، بعدما وثقت مقاطع فيديو حدوث وميض في السماء قبل الزلزال الذي ضرب المغرب يوم 8 سبتمبر/أيلول بقوة 6.8 درجة.

وذهب البعض إلى الحديث عن أن هذا "زلزال مفتعل" أو مقصود بفعل البشر، خصوصاً مع ربطه بتكرار نفس ظاهرة الأضواء التي وقعت مباشرة قبل زلزال تركيا وسوريا ووثقتها مقاطع فيديو متعددة.

فما حقيقة هذه الظاهرة؟ وما السبب وراءها؟

ظاهرة أضواء الزلازل

بحسب جون دير، عالم الجيوفيزياء المتقاعد الذي كان يعمل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإنه لا يوجد إجماع على حول أسباب هذا الضوء أو الوميض، لكنها ظاهرة حقيقية تتكرر عند وقوع الزلازل بالفعل.

يمكن أن تتخذ أضواء الزلازل عدة أشكال وألوان مختلفة. أحياناً تبدو أضواء الزلازل مثل البرق المعتاد في السماء أو تكون مثل الشفق القطبي، أو يشبه الكرات المتوهجة في الجو أو حتى مثل ألسنة اللهب التي تومض أو تزحف أو تخرج على طول الأرض.

وطبقاً لورقة بحثية نشرت عام 2014 في مجلة Seismological Research Letters، تركزت على دراسة الزلازل التي تزيد قوتها عن 5 درجات بمقياس ريختر، لاحظ الباحثون أن هذه الظاهرة تحدث قبل وقت قصير من وقوع الزلزال أو أثناءه، وكانت مرئية على بعد 600 كيلومتر (372.8 ميل) من مركز الزلزال في 80% تقريباً من الحالات.

في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، على سبيل المثال، أبلغ الناس عن ظهور كرة من الضوء أرجوانية وردية ساطعة على طول نهر سانت لورانس في منطقة كيبيك الكندية، قبل 11 يوماً من وقوع زلزال قوي. وفي بيسكو البيروفية، كانت الأضواء عبارة عن ومضات ساطعة أضاءت السماء، تم التقاطها في فيديو كاميرا أمنية قبل زلزال بقوة 8.0 درجة في عام 2007. وقبل زلزال عام 2009 في لاكويلا، إيطاليا، شوهدت لهيب ضوء يومض فوق أحد الشوارع.

أسباب ظاهرة أضواء الزلازل

لا تزال أضواء الزلازل ظاهرة غامضة أذهلت العلماء لعدة قرون سابقة، فهذه المشاهدات ليست هي الأولى، بل سبقها عديد المشاهدات منذ آلاف السنوات. وقد وفّر ظهور كاميرات المراقبة والهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي توثيقاً أكبر لهذه الظاهرة، مما جعل البعض يعتقد أنها ظاهرة حديثة مرتبطة بنظريات المؤامرة.

السبب الدقيق لأضواء الزلازل غير معروف، ولكن هناك العديد من النظريات التي تحاول إيجاد تفسير لها. إحدى النظريات هي أن أضواء الزلزال ناتجة عن احتكاك الصخور ببعضها البعض أثناء تحركها أثناء الزلزال. يمكن أن يؤدي هذا الاحتكاك إلى توليد كهرباء ساكنة، والتي يمكن بعد ذلك تفريغها على شكل ضوء.

نظرية أخرى تقول إن أضواء الزلزال ناتجة عن إطلاق الغازات من الأرض أثناء الزلزال. يمكن لهذه الغازات بعد ذلك أن تتفاعل مع بعضها البعض أو مع الغلاف الجوي لإنتاج الضوء الذي نشاهده.

وهناك نظرية ثالثة تقول إن أضواء الزلازل تنتج عن تفاعل الموجات الزلزالية مع الغلاف الجوي للأرض. يمكن لهذه الموجات أن تولد تيارات كهربائية في الغلاف الجوي، والتي يمكن أن تنتج بعد ذلك الضوء.

تكمن صعوبة دراسة أضواء الزلازل كونه من المستحيل التنبؤ بالزلازل. ومن دون معرفة متى أو أين ستحدث الزلازل، لا يعرف الباحثون أين يضعون المعدات الاستكشافية التي يمكنها تحليل الظاهرة بشكل أعمق.

خصائص أضواء الزلازل

هناك بعض التفاصيل حول ظاهرة أضواء الزلازل التي توصلت لها الدراسات العلمية:

–  تم الإبلاغ عنها بأنها مرتبطة بالزلازل من جميع الأحجام، ولكنها أكثر شيوعاً مع الزلازل الأكبر حجماً.

– يمكن أن تحدث قبل أو أثناء أو بعد وقوع الزلزال.

– يمكن أن تظهر على أي ارتفاع، لكن غالباً ما يتم رؤيتها في الغلاف الجوي السفلي.

– يمكن أن تكون بيضاء أو زرقاء أو حمراء أو صفراء.

– يمكن أن تستمر لبضع ثوانٍ أو حتى عدة دقائق.

ومن المهم أن نلاحظ أن هذه الأضواء لا تعد مؤشراً موثوقاً لقوة الزلزال أو مكانه، وإنما تعتبر ظاهرة ثانوية تحدث في بعض الحالات.

يمكن تصنيف أضواء الزلازل إلى مجموعتين مختلفتين بناءً على وقت ظهورها. الأول هو الضوء قبل الزلزال، والذي يحدث عموماً قبل بضع ثوانٍ إلى بضعة أسابيع قبل وقوع الزلزال، وتتم ملاحظته عموماً بالقرب من مركز الزلزال. وضوء الزلزال الكوني، والذي يمكن أن يحدث إما بالقرب من مركز الزلزال (الإجهاد الناجم عن الزلزال)، أو على مسافات كبيرة بعيداً عن مركز الزلزال أثناء مرور قطار الموجات الزلزالية.

تحميل المزيد