قال سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العتيبة، الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول 2023، إن تأثير الإمارات على قرارات الاحتلال الإسرائيلي بشأن الضم أصبح محدوداً للغاية، مشيراً إلى أن المسؤولية الآن باتت ملقاة على مطبعي المستقبل.
وأضاف العتيبة في ندوة بمناسبة مرور ثلاث سنوات على اتفاقية التطبيع: "اتفاقنا بشأن التطبيع مقابل وقف الضم كان ضمن فترة زمنية معينة، وقد انتهت، وليس لدينا كمّ النفوذ الذي كان لدينا عند التوقيع"، وتابع المسؤول الإماراتي أن "الاتفاقيات الإبراهيمية كسبت الوقت من أجل حل الدولتين، ولكن أصحاب الحل هم أصحاب القضية أنفسهم".
وتابع العتيبة في تصريحاته أن بلاده بنت الأسس في السنوات الثلاث الماضية في العلاقات التجارية والاقتصادية مع إسرائيل، مشيراً إلى أن قيمة التجارة الثنائية بين الإمارات وإسرائيل بلغت 3 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 10 مليارات دولار.
كما ذكر المسؤول الإماراتي أن أبوظبي وقّعت 120 مذكرة تفاهم مع الاحتلال خلال ثلاث سنوات، وهناك 152 رحلة جوية أسبوعية بين البلدين، مضيفاً في تصريحاته: "بنينا الأسس في السنوات الثلاث الماضية في علاقاتنا التجارية والاقتصادية مع إسرائيل". وأضاف: "أنا متفاجئ بسرعة قبول البلدين والمجتمعين لبعضهما البعض ثقافياً، حيث نرى حفلات زواج إسرائيلية في بلادنا".
السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة يقول في ندوة بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الاتفاقيات الإبراهيمية إن تأثير الإمارات على قرارات إسرائيل بشأن الضم محدودة للغاية ويقول ان المسؤولية الان باتت ملقاة على مطبعي المستقبل. pic.twitter.com/DT6r0xlLRC
— ZaidBenjamin زيد بنيامين (@ZaidBenjamin5) September 13, 2023
والإمارات هي الدولة العربية الثالثة التي وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل بعد مصر (عام 1979) والأردن (عام 1994)، وجاء الإعلان عن اتفاق السلام بين تل أبيب وأبوظبي بعد تصريح نتنياهو ومسؤولين آخرين في أكثر من مناسبة بوجود تقارب مع الإمارات، ومع دول عربية وإسلامية أخرى.
ويشار إلى أن أبرز أهداف "اتفاقيات إبراهام" نزع معظم الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس، مع احتمال منح الفلسطينيين بلدة حول القدس يمكن أن يطلقوا عليها القدس، ولمحت تقارير إلى إمكانية السماح بحرية العبادة في الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين في القدس، دون سيادة فلسطينية عليها، مع ورود تقارير عن توجه للمساس بالوصاية الهاشمية على المقدسات بالقدس، بما في ذلك احتمال مشاركة سعودية بها.
رفض شعبي للتطبيع
وفي وقت سابق كشفت نتائج مؤشر الرأي العربي لعام 2022، الذي سيصدر قريباً، أنَّ 84% من العرب في المتوسط يعارضون الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل من دولهم رغم اتفاقيات التطبيع، بحسب استطلاع آراء مواطنين في 14 دولة عربية، وفق ما أفادت به صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية.
وشمل الاستطلاع أشخاصاً من الجزائر وموريتانيا والأراضي الفلسطينية والأردن وليبيا والعراق وتونس وقطر والكويت ولبنان ومصر والسودان والمغرب وليبيا والمملكة العربية السعودية، حيث طرح عليهم أسئلة مختلفة في مقابلات وجهاً لوجه، بينما غابت الإمارات والبحرين بشكل ملحوظ عن المسح.
ومؤشر الرأي العربي هو سلسلة سنوية من استطلاعات الرأي التي يجريها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
وطُرِح على المشاركين في الاستطلاع سؤال: "هل تؤيد أم تعارض الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل من دولتك؟"، وفي المجمل، أجاب 84% بالمعارضة، وأجاب 8% بأنهم يؤيدونها، و8% غير متأكدين أو رفضوا الإجابة.
الدولة الأكثر صداقة لإسرائيل التي شملها الاستطلاع هي المغرب، حيث أجاب 67% من المشاركين بالمعارضة، و20% بالتأييد، و13% لم يعرفوا أو رفضوا الإجابة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
بالمقابل، لم يؤيد أي من المشاركين في الاستطلاع من الجزائر الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل، بينما عارضه 99%، وهذا الرقم الأعلى إطلاقاً على مستوى الدول التي شملها الاستطلاع، بما في ذلك فلسطين، حيث أيد 3% اعترافاً دبلوماسياً بإسرائيل.
تتقلب النتائج بفارق طفيف فقط من سنة إلى أخرى، مع أدنى مستوى عند 6%، وأعلى مستوى 9%، من الأشخاص الذين يؤيدون الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل.