هناك عدد كبير من الأماكن في العالم التي ما زال يلفها الغموض، ولم يتم الكشف عن أسرارها، إذ إنها تشتهر بالحوادث الغريبة والغامضة، خصوصاً تلك التي تعرف بحالات الاختفاء.
وعلى الرغم من محاولات الفهم والتحليل العديدة التي تمت في فترات زمنية مختلفة، إلا أن هذه الأحداث التي تشهدها هذه الأماكن ما زالت غير مفسرة بشكل علمي دقيق.
ولعل أشهر الأماكن في العالم التي عرفت حالات اختفاء عدة هي مثلث الشيطان، المعروف بـ"مثلث برمودا"، الموجود في المحيط الأطلسي، والذي حصلت فيه عدة حوادث غريبة جداً، بعد اختفاء عدة سفن وطائرات مرت من هناك، دون إرسال أية إشارات استغاثة.
1- مثلث بينينغتون في أمريكا
يقع مثلث بينينغتون بقرية تحمل الاسم نفسه، بولاية فيرمونت الأمريكية، ويعتبر واحداً من بين الأماكن التي تشتهر بحالات الاختفاء غير المفهومة، أو المفسرة بشكل علمي.
ويتم وصف هذا المثلث بأنه منافس لـ"مثلث برمودا"، إلا أن الفرق بينهما أنه يقع في البر وليس في البحر، ويختفي فيه أشخاص بشكل فردي، وليس بشكل جماعي.
وقد عرف مثلث بينينغتون حالات اختفاء غريبة جداً، ابتداءً من سنة 1920، إلا أن البعض كان يظن أنها مجرد خرافات ولا أساس لها من الصحة.
وابتداءً من سنة 1946، بدأت الأمور تختلف، والأحداث تأخذ مساراً مختلفاً، بعد تعرض طالبة جامعية، تدعى بولا ويلدن، للاختفاء بشكل مفاجئ، حيث كانت تسير في طريقها، وخلفها كان يسير رجل وزوجته، حيث فقدا أثرها بعد أن اختفت عن النظر بسبب مرورها من الطريق المخيف.
بعد عمليات بحث مكثفة، واستنطاق مطول للزوجين اللذين كانا متهمين بقتل الفتاة، ولعدم وجود أية آثار لجريمة، أو جثة في المكان، فقد تبين أن مثلث بينينغتون مكان يلفه الغموض.
خصوصاً أن المكان نفسه شهد عدة حالات اختفاء غريبة مشابهة، ما جعل سكان القرية يعتقدون أن هناك أشباحاً أو كائنات فضائية هي المسؤولة عن كل الغرائب التي تحصل هناك.
2- غابة هويا باكيو المسكونة في رومانيا
يتم وصف غابة هويا باكيو، الواقعة بالقرب من مدينة "كلوج نابوكا"، وهي ثاني أكبر مدن رومانيا، بأنها أكثر الغابات رعباً وغموضاً في العالم.
وتعرف هذه الغابة "المسكونة" بالظواهر الغريبة التي تشهدها بشكل مستمر، من بينها ظهور أضواء مخيفة، وأصوات مرعبة، خصوصاً خلال ساعات الليل المتأخرة.
كما أن هذه الغابة شهدت عدة حالات اختفاء لم يستطع أحد تفسيرها، وذلك ابتداءً من سنة 1960، عندما قرر السكان الذين يعيشون بالقرب من هناك التوجه إلى الغابة للحصول على الحطب، أو قطف العنب البري، وبعض أنواع الزهور.
وحسب ما رواه هؤلاء الأشخاص، فإنهم يسمعون أصواتاً جد غريبة وقوية، تثير في قلوبهم حالة من الرعب، لا يمكنهم نسيانها، وكأنها أصوات قادمة من عالم آخر.
وحسب عدة روايات، فإن هناك عدداً من الأشخاص الذين دخلوا إلى الغابة المسكونة، ولم يعودو إلى يومنا هذا، فيما تمكن البعض الآخر من النجاة، لكنهم عادوا بآثار حروق شديدة على أجسادهم، أو كدمات قوية في وجوههم.
ومن بين النظريات المنتشرة حول تفسير ما يحصل في غابة هويا باكيو هي أن تلك المنطقة بها قوى مغناطيسية قوية، أو تسكنها كائنات غريبة.
3- فلانان.. جزيرة الأشباح في أسكتلندا
على الرغم من أن جزيرة فلانان لم تكن مأهولة، إلا أنها دائماً ما كانت محط اهتمام السكان الذين يعيشون في جزيرة إيلان مور المجاورة، في أسكتلندا.
ويعود السبب وراء هذا الاهتمام الكبير بهذه الجزيرة إلى الغرائب وحالات الاختفاء المستمرة التي شهدتها المنطقة، التي لا توجد بها سوى كنيسة صغيرة، بنيت في القرن الـ16، على يد القديس الأيرلندي فلانان، إضافة إلى منارة صغيرة.
وقد اعتاد الرعاة قديماً جلب الأغنام إلى الجزيرة لترعى، لكنهم لم يبقوا ليلاً أبداً، خوفاً من الأرواح التي يعتقد أنها تطارد تلك البقعة الأرضية النائية.
وقد كانت أكثر الأحداث رعباً في هذه الجزيرة، سنة 1900، عندما اختفى حراس المنارة في ظروف جد غامضة، ولم يتم العثور على أي أثر لهم، حتى بعد عملية البحث المطولة.
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت جزيرة فلانان يطلق عليها جزيرة الأشباح، ولم يعد يستطيع أحد الوصول إليها، إلا الأشخاص الذين يبحثون عن عيش لحظات من المغامرة والاكتشاف.
4- جزيرة الكنز الملعونة في كندا
تشتهر جزيرة البلوط الواقعة في مقاطعة لونيبورغ على الشاطئ الجنوبي لنوفا سكوشا بكندا، بأنها تحتوي على أهم الكنوز المفقودة حول العالم، إضافة إلى تصنيفها كواحدة من بين أكثر الأماكن غموضاً.
وحسب أشهر الروايات المنتشرة حول جزيرة البلوط، والتي تعود إلى القرن الـ18، يقال إن أحد القراصنة دفن الكثير من الكنوز الثمينة في بقعة ما داخل هذه الجزيرة، من بينها أشياء ثمينة أبرزها الكأس المقدسة التي استعملها يسوع في العشاء الأخير.
وقد انتشرت عدة أساطير حول هذا المكان، الشيء الذي جعل عدداً من المستكشفين يحاولون البحث بشكل مكثف وإيجاد هذا الكنز الخفي، إلا أن عدداً كبيراً منهم دخل إلى هناك ولم يعد بعد ذلك على الإطلاق.
وقد اختلفت الروايات حول أسباب حالات الاختفاء هذه، فالبعض رجّح أن طريقة البحث والتنقيب التي تتم تعتبر خطرة، الشيء الذي يتسبب في وفاة الأشخاص المسؤولين عنها.
فيما تقول بعض الفرضيات إن هذه الأرض تعتبر أرضاً للشياطين الذين يعملون على حماية الكنوز المخفية، الشيء الذي يسبب حالات الاختفاء داخل جزيرة البلوط.
5- صحراء الربع الخالي في السعودية
صحراء الربع الخالي هي رابع أكبر صحراء في العالم، تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المملكة العربية السعودية، وتمتد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
تعتبر هذه الصحراء من بين أكثر الأماكن رعباً في العالم، حيث تتميز بظروفها المناخية والجغرافية القاسية والمرعبة، وتعتبر مكاناً شديد العزلة والخطورة.
إذ إنها تعرف بمناخها القاري الحار جداً في الصيف والبارد جداً في الشتاء، فيما تكاد تكون الأمطار غير موجودة، في الوقت الذي تهب فيه العواصف الرملية على مدار السنة.
ويعود السبب في كون صحراء الربع الخالي مكاناً مخيفاً للغاية، إلى وجود العديد من الأساطير الشعبية التي تدور حولها، بسبب شدة خطورتها، التي تجعل كل من يريد السفر عبر تلك الطريق معرضاً للضياع والموت.
وبسبب الغرائب التي تحكى عن الربع الخالي، إضافة إلى بيئتها الجغرافية والمناخية المختلفة، فقد شهدت اهتماماً كبيراً من قبل الباحثين والمستكشفين، الذين حاولوا فهم أسرارها وألغازها المعقدة، المتعلقة بالظروف المناخية القاسية التي تتميز بها هذه الصحراء.
ومن المثير للاهتمام أن صحراء الربع الخالي تحتوي على العديد من المواقع الأثرية، التي تعود إلى العصور القديمة، من بينها مدينة قبيلة عاد المنقرضة.
6- كاف الجنون في ليبيا
تصدر منه أصوات عالية ومخيفة بشكل مستمر، وكل من يزوره يختفي دون عودة، هكذا يتم تعريف "كهف الجنون"، أو "كاف الجنون"، الموجود في منطقة أكاسوس جنوب غربي ليبيا، بالقرب من مدينة غات، الحدودية مع الجزائر.
كلمة "كاف" تعني بلغة الطوارق، واللهجة الليبية القديمة "جبل"، والبعض يسميه كذلك "كاف إيندينان" حسب اللهجة نفسها، والتي تعني "جبل الجن".
إذ إن هذا الجبل، الذي توجد به العديد من الفتحات مختلفة الأشكال الهندسية، والموجود في أراضٍ صحراوية غير مأهولة بالسكان، نسجت حوله العديد من الأساطير المخيفة، والتي ما زالت متداولة بين الناس إلى يومنا هذا.
ومن بين أبرز هذه الأساطير التي يعتبرها سكان المدن القريبة من هذا الجبل حقيقة مطلقة، تلك التي تحكي عن زيارة أحد الأشخاص بشكل يومي لنواحي الجبل، للاستمتاع بالهدوء هناك، إلا أنه في أحد الأيام سمع صوت أشخاص يلعبون كرة القدم، وكانت الأصوات تزيد قوة مع مرور الوقت.
هرب الرجل مسرعاً من المكان، عائداً إلى دياره، حيث قص على سكان مدينة غات ما حصل معه، مؤكداً أن الجن الموجود داخل الجبل هو من كان يلعب كرة القدم.
ومن بين التفسيرات التي تم التوصل لها عن تلك الأصوات، هي أنها صادرة من كثرة الفتحات الموجودة في الجبل، بسبب الصدى القوي في داخل الجبل.