يلجأ العديد من الأشخاص إلى تناول بعض المضادات الحيوية؛ وذلك لعلاج بعض الأمراض والعدوى التي تتسبب فيها البكتيريا، إلا أن هذه الأدوية قد تؤدي إلى بعض الأعراض الجانبية التي قد تصبح خطيرة على الجسم في حال الاستخدام الخاطئ لها أو الإكثار منها؛ لهذا ينصح خبراء الصحة بطرق تحمي نفسك من الآثار الجانبية المتعلقة بمضادات الحيوية.
ما هي المضادات الحيوية؟
المضادات الحيوية من الأدوية المهمة التي تعمل على علاج العدوى التي تسببها بعض البكتيريا، كما تعمل المضادات الحيوية على منع انتشار الأمراض. إضافةً إلى أنها تقلل المضاعفات المرضية الخطيرة.
لكن بعض المضادات الحيوية المستخدمة بوصفها علاجات أساسية لحالات العدوى البكتيرية صارت لا تؤدي وظيفتها الآن كما ينبغي. وبعض هذه الأدوية لا ينجح تماماً في التصدي لبعض أنواع البكتيريا.
إلا أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية وإساءة استخدامها عاملان رئيسيان في مقاومة المضادات الحيوية. وقد يساعد العامة ومزودو الرعاية الصحية والمستشفيات على حدٍ سواء في ضمان استخدام الأدوية استخداماً صحيحاً. ومن شأن هذا أن يقلل تزايد مقاومة المضادات الحيوية.
حالات مرضية قد تتسبب فيها المضادات الحيوية
قد يتسبب الاستخدام السيئ للمضادات الحيوية في حدوث أعراض جانبية نادرة من بينها الهلوسة، لكن هناك عدد من الآليات التي يمكن أن تؤثر بها هذه الأدوية سلباً على الصحة العقلية، والأكثر شيوعاً هي التسبب في الاكتئاب والقلق.
أحد "التأثيرات غير المُستهدَفة" هو قتل جراثيم النافعة في أمعائنا؛ مما يترتب عليه عواقب سلبية على محور الأمعاء والدماغ.
كما يتسبب تناول المضادات الحيوية في تقليل التربتوفان، وهو العنصر الأساسي في السيروتونين "ما يسمى بهرمون السعادة"؛ إذ لا تمتلك أدمغتنا سوى قدرة تخزين محدودة للغاية للتريبتوفان.
لذلك نحتاج إلى إمدادات ثابتة تعبر حاجز الدم في الدماغ، ولسوء الحظ إذا حدث تغيير في الكائنات الحية الدقيقة في أجسامنا نتيجة المضادات الحيوية، يكون لديك كمية أقل من التربتوفان الذي يعبر حاجز الدم في الدماغ، الشيء الذي قد يكون عامل خطر آخر لتطوير درجة حادة من مرض الاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك تُشكِّل جراثيم الأمعاء دورها الحاسم في تنظيم الجهاز المناعي وعاملاً أساسياً في استكشاف سبب زيادة المضادات الحيوية لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة؛ إذ تتسبب هذه الأخيرة، حسب الأطباء، في قتل مساحات كبيرة من السمبيوت "المُتعايشات" في أجسامنا والتي نحتاجها للحفاظ على جهازنا المناعي.
الجهاز المناعي هو مركز كل شيء تماماً. وهو ما يفسر إلى حد كبير سبب إصابة بعض المرضى بالذهان أو مشكلات صحية مزمنة نتيجة استخدام المضادات الحيوية.
أساليب للحماية من آثار المضادات الحيوية بالجسم
حسب موقع "The Times" البريطاني، يوجد العديد من الأساليب التي يمكن من خلالها حماية الجسم من آثار تناول المضادات الحيوية، لعل أهمها عدم تناول هذه الأدوية دون وصفة طبية أو الإكثار منها لتسببها في قتل البكتيريا الجيدة في الجسم.
- العلاج بالبنسلين لمدة قصيرة: لا ينبغي إساءة استخدام المضادات الحيوية، لكن في الوقت نفسه من المهم ألا نرفضها عندما تكون ضرورية للعلاج الإكلينيكي. إذا كان طفلك البالغ من العمر ثلاث سنوات يعاني من السعال منذ أسابيع ويصف لك طبيبك البنسلين لعلاج التهابات الصدر، فهذا مناسب.
- الحصول على التطعيم المناسب: لتقليل الحاجة إلى المضادات الحيوية، ينصح بالحصول على التطعيمات اللازمة، فمن المحتمل أنَّ للقاحات بعض التأثير الخفيف على الميكروبيوم، لكنها تمثل ضربة دقيقة ضد العناصر المُمرِضَة السيئة.
لكن إذا اضطررت لتناول المضادات الحيوية، فمن المهم جداً التفكير في نظامك الغذائي وتغذيتك، ومحاولة تحسين المرونة الحيوية لأمعائك والميكروبيوم ضد المضادات الحيوية التي تتناولها.
- ممارسة الرياضة: تساعد الرياضة في بناء الجسم والحماية من العديد من الأمراض ما قد يغني عن تناول بعض المضادات الحيوية، وذلك لأن الرياضة تساعد في وصول الدم إلى الدماغ. بعض المضادات الحيوية تقلل مستويات عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ.
ما يؤدي بالتالي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، ومع ذلك فإنَّ التمارين الرياضية القوية تزيد من مستويات عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ بشكل طبيعي.