ذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية، الإثنين 11 سبتمبر/أيلول 2023، نقلاً عن مصادر حكومية رفيعة لم تسمها، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون غادر على متن قطار خاص إلى روسيا لعقد قمة مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وفي وقت سابق الإثنين، ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أنه من المتوقع أن يزور كيم، الذي نادراً ما يسافر للخارج، الشرق الأقصى "في الأيام المقبلة".
بدورها، أفادت صحيفة تشوسون إلبو الكورية الجنوبية أن كيم غادر بيونغ يانغ في وقت متأخر أمس الأحد، وأنه سيلتقي مع بوتين في وقت مبكر غداً الثلاثاء (12 سبتمبر/أيلول).
كما ذكرت قناة "واي.تي.إن" الكورية الجنوبية أن القطار الخاص سيقل كيم للحدود الشمالية الشرقية لبلاده مع روسيا، وأن القمة ستُعقد الثلاثاء "على الأرجح"، رغم أنها ذكرت قبل ذلك أنها ستكون الأربعاء.
ونقل التقريران ما ذكر عن مصادر حكومية كورية جنوبية لم يسمياها.
في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام يابانية أن إجراءات الأمن شُددت وتجري عمليات تجميل في محطة القطار الرئيسية بمدينة خاسان الحدودية الروسية، حيث من المتوقع أن يدخل كيم روسيا.
ولم تتطرق وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية لأي خطط لكيم لزيارة روسيا. في حين قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إنها تراقب التطورات رافضة تأكيد أي تفاصيل.
التعاون العسكري وتوريد الأسلحة
من جانب آخر، قال مسؤولون ومحللون أمريكيون وكوريون جنوبيون إن من المرجح أن تركز قمة كيم وبوتين على التعاون العسكري واتفاق محتمل لتوريد أسلحة.
وقال الكرملين، السبت 9 سبتمبر/أيلول، إن بوتين سيكون في مدينة فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا لحضور منتدى الشرق الاقتصادي الذي افتُتح أمس الأحد، لكنه أضاف أنه "ليس لديه ما يقوله" بشأن زيارة محتملة لكيم.
وكوريا الشمالية واحدة من الدول القليلة التي تدعم روسيا علانية منذ غزوها أوكرانيا العام الماضي، وتعهد بوتين الأسبوع الماضي "بتوسيع العلاقات الثنائية في جميع المجالات بطريقة مخططة من خلال تجميع الجهود".
كانت آخر زيارة قام بها كيم إلى الخارج عام 2019 إلى فلاديفوستوك أيضاً لحضور قمته الأولى مع بوتين بعد انهيار محادثات نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
قطار مصفح يقلّ كيم
يشار إلى أن صحيفة نيويورك تايمز، ذكرت في تقرير لها مطلع سبتمبر/أيلول الحالي، نقلاً عن مصادر أمريكية وحليفة، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يعتزم السفر إلى روسيا الشهر الجاري، حيث يجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين لبحث إمكانية تقديم إمدادات الأسلحة في الحرب الدائرة بأوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن كيم سيسافر من بيونغ يانغ، على الأرجح بقطار مصفح، إلى فلاديفوستوك على ساحل المحيط الهادئ في روسيا، ليجتمع هناك مع بوتين.
يُذكر أنه في منتصف أغسطس/آب الماضي، أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، بأن كيم ونظيره الروسي بوتين، تبادلا خطابات يتعهدان فيها بتطوير علاقاتهما لتتحول إلى ما وصفها كيم بـ"علاقة استراتيجية ممتدة".
وذكرت الوكالة أن كيم قال في خطابه إلى بوتين، إن الصداقة بدأت بين البلدين في الحرب العالمية الثانية بالانتصار على اليابان، والآن "تظهر بشكل كاملٍ قوتهما وأنهما لا يقهران في الكفاح لكسر هيمنة الاستعماريين وممارساتهم التعسفية".
أضاف وفق الرسالة: "أنا مقتنع تماماً بأن الصداقة والتضامن سيتطوران بشكل أكبر إلى علاقة استراتيجية ممتدة، بما يتماشى مع متطلبات الحقبة الجديدة".
صفقات أسلحة "محتملة"
وفي مطلع أغسطس/آب الماضي، أشار تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، أن مشاهدةً غير اعتياديةٍ لطائرة عسكرية روسية في كوريا الشمالية تثير القلق من أن يكون الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون يبيع أسلحة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظل تعزيز العلاقات بين البلدين الخاضعين لعقوبات الغرب.
إذ أوضحت الوكالة أنَّ تعقب البيانات من موقع FlightRadar24، يبين أن طائرة سلاح الجو الروسي، إليوشن إل-62، طارت مباشرة من موسكو إلى بيونغ يانع في 31 يوليو/تموز، وعادت في 2 أغسطس/آب.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الطائرة في مطار بيونغ يانغ الدولي نحو 36 ساعة، وذلك وفقاً لموقع NK News الإخباري المتخصص في أخبار كوريا الشمالية الذي يتخذ من العاصمة الكورية الجنوبية سيول مقراً له، والذي يتعقب أيضاً نشاط الطيران في البلد المعزول.
من جانبها، عبَّرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، عن قلقها إزاء تقدم المحادثات بين روسيا وكوريا الشمالية بخصوص الحصول على أسلحة، وقالت إن شويغو حاول خلال زيارته إقناع بيونغ يانغ ببيع ذخيرة مدفعية لروسيا.
وسبق أن حذرت واشنطن من أن كوريا الشمالية قد ترسل أسلحة إلى موسكو لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.