انتشرت صورة على شبكة الإنترنت تُظهر طائرة مقاتلة روسية من طراز "سوخوي 34″، وهي مغطاة بإطارات، وذلك بعد أيام قليلة من إظهار صور مُلتقَطة بالأقمار الصناعية قاذفات قنابل روسية مغطاة بصفوف من إطارات السيارات، وأشارت توقعات إلى أنَّ وضع الإطارات محاولة لتضليل الصواريخ الروسية.
موقع Business Insider الأمريكي قال إن العديد من النظريات انتشرت حول ما يبدو أنها استراتيجية دفاعية، خاصةً أنها تمتد لمزيد من طائرات القوات الجوية الروسية، مشيراً إلى أن هذا النهج يأتي بعدما قصفت طائرات بدون طيارٍ القواعد الجوية الروسية؛ مما كلّف البلاد خسائر في قاذفات القنابل وطائرات النقل الجوي.
صورة الطائرة "سوخوي 34" بدأت بالانتشار يوم الجمعة 8 سبتمبر/أيلول 2023، على الرغم من عدم وضوح مكان ولا وقت التقاطها، وانتشرت الصورة في الأصل على حساب قناة تليغرام FighterBomber على الشبكة الاجتماعية الروسية VK، لكنها شوركت أيضاً على منصة إكس (تويتر سابقاً).
في الصورة تبدو القاذفة المقاتلة "سوخوي 34″، المعروفة لدى الناتو باسم Fullback، مكشوفة في العراء لكنها ملفوفة جزئياً في مظلة، وأعلاها مغطى بإطارات السيارات السميكة، وتشبه صورة "سوخوي 34" صور الأقمار الصناعية لقاذفات القنابل Tu-95 والقاذفات الثقيلة "توبوليف 160" التي شوركت عبر الإنترنت الأسبوع الماضي.
في حين أنَّ أسباب التغطية بالإطارات في كلتا الحالتين غير واضحة، فقد ذكرت صحيفة The War Zone لأول مرة، أنَّ التحليل الدقيق لصور الطائرات "توبوليف 95″ و"توبوليف 160" أشار إلى أنَّ إطارات السيارات الفردية كانت تهدف على الأرجح إلى تفكيك بصمة الأشعة تحت الحمراء للطائرات.
الهدف من هذا الإجراء هو إرباك الصواريخ الأوكرانية القادمة؛ مثل الصواريخ الجوالة المضادة للسفن من طراز "نبتون آر-360" التي عدّلتها أوكرانيا لضرب أهداف برية.
في حين أشارت توقعات أخرى إلى استخدام الإطارات بمثابة دروع، على الرغم من أنَّ الطائرات لم تكن كلها سليمة؛ مما دفع البعض إلى الشك في وجود نوع من الخداع.
بحسب الموقع الأمريكي، فمن المستبعد أنَّ الإطارات ستوفر حاجزاً كافياً ضد هجوم صاروخي أو طائرة بدون طيار، لكنها قد تربك سلاحاً قادماً اعتماداً على طريقة الاستهداف، وفي هذه الحالة، فإنَّ مثل هذا الحل، على الرغم من أنه مؤقت وبسيط، قد يكون هو ما تبحث عنه روسيا بعد الهجمات الأخيرة على قواعدها، ومع ذلك، هناك كثير من الأشياء المجهولة هنا.
وفي أواخر أغسطس/آب 2023، أظهرت غارة لطائرة بدون طيار على قاذفة القنابل الأسرع من الصوت من طراز "توبوليف تو-22 إم 3" بعيداً عن الخطوط الأمامية مدى ضعف جهود حماية القوة الروسية بعد مرور 18 شهراً على الحرب.
كذلك تعرضت قاعدة بسكوف الجوية الروسية في بداية سبتمبر/أيلول 2023، لقصف بطائرات بدون طيار؛ مما أدى إلى تضرُّر وتدمير العديد من طائرات "إليوشن إيل 76″، وهي طائرات النقل الجوي التي تعود إلى الحقبة السوفييتية والتي تنقل البضائع والأفراد.
في حين أنه ليس من الواضح تماماً الوقت الذي بدأت فيه روسيا اتباع استراتيجية تغطية أصولها الجوية بالإطارات، إلا أنه يتزامن مع الغارات الجوية، ويبدو أنَّ هذه الممارسة الدفاعية هي أحدث رد دفاعي على الهجمات الأوكرانية التي تتزايد أضرارها على الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.