التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد 10 سبتمبر/أيلول 2023، بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي على هامش القمة 18 لقادة مجموعة العشرين المقامة حالياً في العاصمة الهندية نيودلهي، حيث يعد أول لقاء رسمي بينهما منذ عقد من الزمان.
وتناول أردوغان والسيسي العلاقات الثنائية بين تركيا ومصر، وتعزيز التبادل التجاري، والتعاون في مجال الطاقة، إلى جانب التباحث حول قضايا إقليمية ودولية.
وخلال اللقاء أشار الرئيس أردوغان إلى دخول العلاقات التركية المصرية مرحلة جديدة عقب تبادل السفراء، معرباً عن إيمانه بأن العلاقات الثنائية ستصل إلى المستوى المنشود في أقرب وقت.
كما ثمّن الرئيس أردوغان كذلك دعم الإدارة المصرية لشركات ومستثمري بلاده، مؤكداً أنهم يولون أهمية لإحياء التعاون بين أنقرة والقاهرة في مجالات الغاز الطبيعي المسال، والطاقة النووية، والثقافة والتعليم.
في السياق، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، في بيان، إن الرئيسين "أكدا أهمية العمل من أجل دفع مسار العلاقات بين البلدين والبناء على التقدم الملموس في سبيل استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي".
ووفق بيان المتحدث، فقد أعرب الرئيسان عن الحرص على تعزيز التعاون الإقليمي، كنهج استراتيجي راسخ، في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وبما يسهم في صون الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط، وفقا للبيان.
وحضر اللقاء من الجانب التركي، وزيرا الخارجية هاكان فيدان، والخزانة والمالية محمد شيمشك، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون، ومسؤولون آخرون.
وفي وقت سابق السبت، انطلقت أعمال قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي، تحت شعار "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد"، وتستمر القمة يومين.
ويعد اللقاء الرسمي بين أردوغان والسيسي الأول منذ عقد من الزمان، حيث التقيا لأول مرة خلال حفل الاستقبال الذي أقيم للقادة بمناسبة افتتاح مونديال قطر 2022 بدعوة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وذلك بعد نحو 9 أعوام من التوترات بين البلدين، بدأت بالانقلاب الذي قام به السيسي على الرئيس الراحل محمد مرسي.
وفي 29 مايو/أيار الماضي، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قدم خلاله التهنئة للرئيس التركي بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية. وقرر الرئيسان، حسب بيان للرئاسة المصرية، البدء الفوري في ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وتبادل السفراء.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت مصر وتركيا رفع علاقاتهما الدبلوماسية إلى مستوى السفراء، حيث رشحت مصر القائم بأعمال سفارتها لدى أنقرة عمرو الحمامي، سفيراً لها في تركيا، بينما رشحت الأخيرة القائم بأعمال سفارتها بالقاهرة صالح موتلو شن، سفيراً لها في مصر.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن تلك الخطوة تهدف إلى تأسيس علاقات طبيعية بين البلدين من جديد، كما تعكس عزمهما المشترك على العمل نحو تعزيز علاقاتهما الثنائية لمصلحة الشعبين المصري والتركي، مستطردة بأنها تأتي ترفيعاً للعلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وأنقرة، في إطار تنفيذ قرار رئيسي البلدين.
ورغم فتور العلاقات الدبلوماسية آنذاك، إلا أن الأعمال التجارية لم تتوقف أبداً بين البلدين، ففي عام 2022 كانت تركيا أكبر مستورد للمنتجات المصرية بإجمالي 4 مليارات دولار.
وفي أغسطس/آب الماضي، قال وزير الصناعة والتجارة المصري، أحمد سمير، إن حجم التبادل التجاري بين بلاده وتركيا بلغ 10 مليارات دولار.
وجاءت تصريحات سمير صالح خلال اجتماع طاولة مستديرة عُقد في مقر اتحاد الغرف والبورصات التركي، وذلك على هامش زيارته إلى العاصمة أنقرة.
ومن ناحيته، أكد وزير التجارة التركي عمر بولات، زيادة حجم التجارة المتبادلة بين بلاده ومصر إلى 15 مليار دولار خلال 5 أعوام، منوّهاً إلى أنه سيلتقي قريباً في العاصمة المصرية القاهرة، في سياق آلية التشاور التجارية الرفيعة المستوى بين البلدين، لمتابعة القرارات التي اتخذها في هذا الاجتماع.