قال الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للتبريد المركزي "تبريد" الإماراتية، خالد المرزوقي، إن قرار تجميد شركته الاستثمار في مصر بسبب سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، مؤكداً أن قرار التجميد "هو استراحة محارب وليس تخارجاً"، في الوقت ذاته، أعلن التوسع في كل من فيتنام وتايلاند والهند.
وفي مقابلة مع قناة "سي إن بي سي" الأربعاء 6 سبتمبر/أيلول 2023، أشار المرزوقي إلى أن "شركته تدرس دائماً فرصاً بمصر، لكن فرق سعر الصرف دفع الشركة للتريث للوقوف على حلول مناسبة بشأن استمرار أعمالها هناك"، وهذا الأمر وفق قوله "هو استراحة محارب وليس تخارجاً".
ويقلق سعر الصرف المستثمرين الأجانب، حيث يوجد في مصر سعران للصرف؛ الشيء الذي يشكل عائقاً كبيراً أمامهم في سوق البلد العربي الأفريقي، فضلاً عن معاناة مصر من شح العملة الصعبة "الدولار".
خروج المستثمرين من مصر
وخلال الفترة الماضية، شهد السوق المصري خروج عدد من الشركات، بينها الشركة المتحدة للإلكترونيات (أكسترا) السعودية فقد أعلنت في مايو/أيار الماضي عن وقف خططها التوسعية بمصر، وفي نفس الشهر أعلنت شركة الدار العقارية الإماراتية تأجيل توسعاتها بمصر لحين استقرار الأوضاع.
كذلك أعلن رجل الأعمال سميح ساويرس عدم قيام شركة أوراسكوم للتنمية القابضة، باستثمارات جديدة بمصر في ظل حالة عدم اليقين بشأن سعر الصرف، كما أعلنت شركة ألكترولكس السويدية المتخصصة في صناعة الأجهزة المنزلية الشهر الماضي، بيع علامتها التجارية ومصانعها بمصر والتي يعمل فيها 2100 عامل.
وكانت بيانات البنك المركزي المصري قد أشارت إلى خروج استثمارات أجنبية مباشرة من مصر في العام الماضي، بقيمة 13 ملياراً و663 مليون دولار، وكان نصيب الدول العربية من تلك الاستثمارات الخارجة 1.723 مليار دولار إلى الإمارات، و214 مليون دولار للكويت، و184 مليون دولار إلى السعودية، و121 مليون دولار لقطر، و96 مليون دولار للبحرين، و32 مليوناً لتونس، و12 مليون دولار للأردن.
أسواق جديدة
وفي السياق ذاته، أوضح المرزوقي، أن شركته "تنوي دخول سوقي فيتنام وتايلاند خلال الـ3 أو 4 أعوام المقبلة، إما من خلال تنفيذ استحواذات أو عبر مشاريع خضراء". مشيراً إلى "أنها بصدد توقيع عقد مع حكومة ولاية تيلانجانا الهندية، من أجل النظر في الفرص الموجودة حول "فارما سيتي"، وذلك للتطوير المختلط أو حتى في فرص بالولاية بصفة عامة".
وزاد المرزوقي أن "دخول صندوق الاستثمارات العامة السعودي في "تبريد السعودية" مؤخراً كشريك استراتيجي بحصة 30% سيكون عاملاً محفزاً لتطوير الأعمال".
يذكر أن الصفقة التي تعتزم تنفيذها الشركة الإماراتية في الهند سيتم تمويلها بـ75% من البنوك المحلية في الهند و25% من تبريد والتسهيلات الائتمانية المتوفرة بالإمارات.
كما نوّه المتحدث نفسه إلى أن "السوق السعودية واعدة وقوية مالياً وسريعة التنفيذ، بالإضافة إلى أن الأحجام المستهدفة لتبريد المناطق كبيرة"، معلناً أن "الشركة تدرس التواجد في مشاريع مثل نيوم والمكعب".
تجدر الإشارة إلى أن الشركة الوطنية للتبريد المركزي "تبريد" الإماراتية يتبع لها نحو 31 شركة تتوزع فيها نسب ملكيتها من 20% وحتى 100%.
إضافة إلى ذلك، أكد المرزوقي أنه "لا توجد لدى "تبريد" أي نية حالياً للتخارج من إحدى الشركات التابعة، بل على العكس قد يكون الاتجاه لزيادة حصة ملكيتها، إذا تطلب الأمر ذلك"، فيما لم يستبعد طرح أي منها في الأسواق المالية، مشيراً إلى أن الأمر يتوقف على جدواه وقرار الشريك الاستراتيجي.