ذكرت وسائل إعلام رسمية، الجمعة 8 سبتمبر/أيلول 2023، أن كوريا الشمالية دشنت أول "غواصة هجومية نووية تكتيكية"، وألحقتها بالأسطول الذي ينفّذ دوريات في المياه بين شبه الجزيرة الكورية واليابان، بحضور زعيم البلاد كيم جونغ أون.
وقال الزعيم الكوري الشمالي، خلال مراسم التدشين التي جرت الأربعاء 6 سبتمبر/أيلول، إن الغواصة رقم 841 ستكون إحدى الوسائل الأساسية "للهجوم تحت الماء للقوات البحرية"، في حين وصفت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية حفل تدشين الغواصة بأنه بدأ فصلاً جديداً لتعزيز القوة البحرية للبلاد.
وذكرت الوكالة أن كيم قال في مراسم التدشين إن تسليح البحرية بالأسلحة النووية مهمة عاجلة، وتعهد بتوفير المزيد من القطع البحرية المزودة بأسلحة نووية تكتيكية.
وقال كيم إن بلاده تعتزم تحويل الغواصات الموجودة إلى قطع بحرية مسلحة نووياً، وتسريع وتيرة مساعيها لتصنيع غواصات تعمل بالطاقة النووية.
أضاف: "تحقيق تطوير سريع لقواتنا البحرية… أولوية لا يمكن تأجيلها بالنظر إلى… التحركات العدائية والعسكرية التي اتخذها الأعداء مؤخراً"، في إشارة على ما يبدو إلى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
"تهديد خطير ووشيك" لليابان
وبرامج بيونغ يانغ للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية محظورة وفقاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأثار تدشين الغواصة تنديداً من كوريا الجنوبية واليابان.
في السياق، قال هيروكازو ماتسونو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، في إفادة: "النشاط العسكري لكوريا الشمالية يشكل تهديداً خطيراً ووشيكاً لأمن بلادنا أكثر من أي وقت مضى".
في حين قال جيش كوريا الجنوبية إن الغواصة لا تبدو جاهزة للعمليات العادية، وإن هناك مؤشرات على أن كوريا الشمالية تحاول المبالغة في قدراتها العسكرية.
ويقول محللون إن الغواصة معدلة فيما يبدو من غواصة من طراز "روميو" الذي يعود للعهد السوفييتي، جلبتها كوريا الشمالية من الصين في السبعينيات، وبدأت في إنتاجها محلياً.
وأشار المحللون إلى أن الغواصة مزودة بعشر فتحات إطلاق، ما يُظهر أنها على الأرجح ستكون مسلحة بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز.
ومن غير الواضح إن كانت كوريا الشمالية قد تمكنت بالفعل من تطوير مكتمل لرؤوس حربية نووية مصغرة مطلوبة للصواريخ التي يمكن تزويد غواصة بها، لكن محللين يرون أن صنع رؤوس نووية أصغر سيكون على الأرجح هدفاً رئيسياً إذا استأنفت كوريا الشمالية الاختبارات النووية.
مناورة محاكاة لهجوم نووي
يشار إلى أن كوريا الشمالية أجرت، السبت 2 سبتمبر/أيلول، مناورة محاكاة لهجوم نووي تكتيكي تضمّنت إطلاق صاروخين من طراز كروز بعيدَي المدى، في حين تفقّد الزعيم كيم جونغ أون مصانع لتشييد السفن والذخيرة.
حيث قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن التدريبات أجريت في وقت مبكر، السبت 2 سبتمبر/أيلول، "لتنبيه الأعداء" إلى أن البلاد مستعدة في حال نشوب حرب نووية، فيما تعهدت بيونغ يانغ مجدداً بتعزيز الردع العسكري ضد واشنطن وسول.
حمل الصاروخان رؤوساً حربية نووية وهمية، وأطلقا باتجاه البحر الغربي لشبه الجزيرة الكورية، وقَطَعا مسافة 1500 كيلومتر، وحلّقا على ارتفاع 150 متراً، بحسب ما أوضحته وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية.
وجاء أحدث إطلاق صاروخي بعد انتهاء التدريبات الصيفية السنوية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، المعروفة باسم أولتشي فريدم شيلد، الخميس 31 أغسطس/آب الماضي، بعد استمرارها 11 يوماً، وتضمنت تدريبات جوية بقاذفات بي-1بي.
رداً على تلك التدريبات، ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية، الثلاثاء 29 أغسطس/آب، أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون دعا إلى تعزيز القوات البحرية، متهماً الولايات المتحدة بتحويل المياه القريبة من شبه الجزيرة الكورية إلى "المياه الأكثر اضطراباً، في ظل خطر نشوب حرب نووية".
خطر نشوب حرب نووية
كان كيم دعا في أغسطس/آب المنصرم، إلى تعزيز قواته البحرية، مشدداً على أن على "البحرية في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ستصبح عنصراً من عناصر الردع النووي للدولة التي تنفذ المهمة الاستراتيجية".
كما اتهم كيم الولايات المتحدة بتحويل المياه القريبة من شبه الجزيرة الكورية إلى "المياه الأكثر اضطراباً، في ظل خطر نشوب حرب نووية".
حيث نقلت، آنذاك، الوكالة الرسمية في كوريا الشمالية عن كيم قوله: "بسبب التحركات التصادمية المتهورة التي تقوم بها الولايات المتحدة والقوى المعادية الأخرى، تحولت المياه قبالة شبه الجزيرة الكورية إلى أكبر منطقة لتركيز المعدات الحربية في العالم، المياه الأكثر اضطراباً في ظل خطر نشوب حرب نووية".
صراع كوريا الشمالية وأمريكا
تتهم كوريا الشمالية جارتها سيول بحثّ حليفتها الولايات المتحدة على فرض عقوبات على بيونغ يانغ، في محاولة لردع التجارب الصاروخية التي تثير قلق جيران الزعيم كيم جونغ أون.
ولا تزال واشنطن "قلقة" حيال تجربة نووية محتملة قد تجريها كوريا الشمالية في أي وقت، إذ أكد المتحدث الأمني بالبيت الأبيض جون كيربي ذلك في إفادة دورية مطلع الشهر الحالي، قائلاً: "بشكل عام لا يزال قلقنا شديداً".
يُذكر أن أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان، تعهدت أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2022 بردٍّ "لا مثيل له" إذا أجرت كوريا الشمالية سابع اختبار نووي، حيث تعتقد واشنطن وحلفاؤها أن بيونغ يانغ يمكن أن تكون على وشك استئناف اختبار القنابل النووية لأول مرة منذ عام 2017.
كانت كوريا الشمالية أعلنت، في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنها أجرت محاكاة لضربات "نووية تكتيكية"، بإشراف الزعيم كيم جونغ أون شخصياً، رداً على "التهديد العسكري" الذي قالت إن الولايات المتحدة وحلفاءها يمثلونه.
وأجرت كوريا الشمالية، العام الماضي، عدداً قياسياً من اختبارات إطلاق الصواريخ التي تحظرها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بموجب العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ، بسبب برنامجها الصاروخي والنووي.