أعلن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الخميس 7 سبتمبر/أيلول 2023، أن بلاده وتركيا تقتربان من رفع مبادلاتهما التجارية إلى 10 مليارات دولار، تجسيداً للأهداف المسطّرة من قبل رئيسَي البلدين عبد المجيد تبون ورجب طيب أردوغان.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده عطاف في أنقرة مع نظيره التركي هاكان فيدان، في ختام أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة الجزائرية-التركية للتخطيط.
وقال عطاف: "نقترب تدريجياً من تجسيد الأهداف التي كلفنا بها رئيسا البلدين، لا سميا رفع المبادلات التجارية بين بلدَيْنا إلى 10 مليارات دولار على المدى المتوسط".
الوجهة الأولى للاستثمارات التركية
أضاف الوزير الجزائري أن الجزائر أصبحت ثاني شريك تجاري لتركيا، بتجارة بينية تفوق 5 مليارات دولار، مشيراً إلى أن الجزائر أصبحت كذلك "الوجهة الأولى للاستثمارات التركية المباشرة، بقيمة تفوق 6 مليارات دولار حالياً".
كما لفت إلى أن هذا الرقم "يضع تركيا في مرتبة أول مستثمر أجنبي بالجزائر خارج قطاع المحروقات".
في السياق، أعلن عطاف عن "تحضير مشاريع اتفاقيات في قطاعات التجارة، والاستثمار، والطاقة، والتعليم، والثقافة، سيتم التوقيع عليها خلال الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر في مستقبل قريب جداً".
والأربعاء، 6 سبتمبر/أيلول، شرع وزير الخارجية الجزائري في زيارة إلى تركيا، برفقة وفد يضم ممثلين عن 12 قطاعاً وزارياً، في إطار انعقاد الاجتماع الثاني لمجموعة التخطيط المشتركة بين البلدين، التي تأسست لمتابعة قرارات اجتماع مجلس التعاون التركي- الجزائري رفيع المستوى، في مايو/أيار 2022.
وعن الزيارة، قالت الخارجية الجزائرية في بيان، إنها ستركز على التحضير للقمة المقبلة، التي ستجمع قريباً الرئيسين التركي والجزائري، بمناسبة انعقاد الدورة الجديدة لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، دون تحديد موعدها.
العلاقات الجزائرية التركية
وتشهد العلاقات الجزائرية التركية زخماً كبيراً على المستوى الرسمي، خلال السنوات الأخيرة، ترجمته زيارات رسمية على أعلى المستويات، ما ينعكس على مواقف البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة والعالم، وفق تقرير للأناضول تناول العلاقات بين البلدين.
ومنذ وصوله الحكم نهاية عام 2019، زار الرئيس الجزائري تركيا مرتين، الأولى في مايو/أيار 2022، والثانية في يوليو/تموز 2023، كما زار الرئيس رجب طيب أردوغان الجزائر في يناير/كانون الثاني 2020.
وطيلة هذه الفترة تبادل الجانبان عدة زيارات واتصالات رسمية، بشأن مختلف ملفات التعاون، وكذا التشاور والتنسيق السياسي بخصوص الأحداث الإقليمية والدولية.
وفي خطوة رمزية حول الإرادة في تعزيز العلاقات مع أنقرة، قلد الرئيس الجزائري، في 19 يونيو/حزيران الماضي، سفيرة تركيا في الجزائر ماهينور أوزدمير كوكطاش "وسام الاستحقاق الوطني الجزائري من الدرجة الأولى"، بعد نهاية مهمتها في البلاد، عقب تعيينها وزيرة للأسرة والشؤون الاجتماعية الحالية في الحكومة الجديدة.
الرئيس #تبون يكرم السفيرة #التركية بوسام الاستحقاق الوطني(فيديو)https://t.co/9BYWAAZCYA pic.twitter.com/aiR3ZyOSck
— الشروق Echorouk (@echoroukonline) June 19, 2023
وهذا الأمر عدّته وسائل الإعلام الجزائرية "مؤشراً على المساهمة الكبيرة لها في تعزيز العلاقات بين البلدين، والأهمية التي يوليها الرئيس تبون لعلاقات بلاده مع تركيا".
وتعد معاهدة التعاون والصداقة، التي وقَّعها البَلَدان في 23 مايو/أيار 2006، المحطة التي وضعت أسس شراكة استراتيجية بين الدولتين.
وفي 2020 قرر رئيسا البلدين دعم الشراكة بمجلس تعاون رفيع المستوى، عقد أول اجتماع له في 2022 بتركيا، ويجري التحضير لثاني اجتماع بالجزائر برئاسة رئيسي البلدين.
وخلال أول اجتماع للمجلس، في مايو/أيار 2022، وقع البلدان العديد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم في عدة مجالات.
وشملت الاتفاقيات قطاعات عديدة، منها الطاقة والمالية والتجارة والصناعة والإعلام والأشغال العامة والصيد البحري والتكنولوجيا والابتكار، والمؤسسات المصغرة، والخدمات الاجتماعية، والتكوين المهني، والثقافة والتعليم والبيئة ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.