دمرت البنى التحتية وممتلكات الفلسطينيين.. صور توثق الدمار الذي خلفه الاحتلال بعد اقتحام مخيم نور شمس

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/05 الساعة 08:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/05 الساعة 08:25 بتوقيت غرينتش
دمار هائل تسببت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس بالضفة الغربية/الأناضول

اقتحمت آليات عسكرية إسرائيلية، فجر الثلاثاء 5 سبتمبر/أيلول 2023، مخيم "نور شمس" بالضفة الغربية وأخرجت شوارعه ومحاله التجارية عن الخدمة، في عملية استمرت أكثر من 3 ساعات، فيما تبدو الصورة في الميدان الرئيس وسط مخيم "نور شمس" أشبه ما تكون بمخيم جنين للاجئين (شمال الضفة) الذي شهد عملية عسكرية مطلع يوليو/تموز الماضي.

ففي ميدان المخيم دمرت القوات الإسرائيلية البنية التحتية بشكل كامل، وفجرت محالّ تجارية ومركز خدمات، ووصل الدمار إلى المدخل الرئيس لمدينة طولكرم، فيما طال الرصاص الإسرائيلي عيادة أسنان خاصة، ومسجداً تكسرت نوافذه المطلة على ساحة المخيم بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.

وكانت القوات الإسرائيلية انسحبت من مخيم "نور شمس" بعد عملية استغرقت نحو 3 ساعات.

شهيد وإصابات في المخيم 

وكشف شهود عيان أن الجيش انسحب بالكامل من مخيم "نور شمس" بعد أن نفذ عملية عسكرية أسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة آخر بجروح خطيرة، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان "استشهاد الشاب عايد سميح خالد ابو حرب (21 عاماً) برصاص الاحتلال الحي في الرأس بمخيم نور شمس".

وشهد المخيم خلال العملية اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين، وفق شهود عيان قالوا للأناضول إن قوة إسرائيلية اقتحمت المخيم من عدة محاور.

ومنذ شهور تشهد الضفة تصعيداً جراء اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمدن والبلدات الفلسطينية، فضلاً عن اعتداءات المستوطنين وهجماتهم على القرى والبلدات الفلسطينية.​​​​​​​

وعقب الانسحاب الإسرائيلي انتشر مئات الفلسطينيين الذين خرجوا لتفقد الدمار وإزاحة الركام، فيما شوهد بضعة مسلحين من فصائل فلسطينية بعضهم يرتدي أقنعة.

وقال أحد المقنعين لوكالة الأناضول: "كانت حرباً حقيقية، لكنهم لم يستطيعوا تنفيذ أي من أهدافهم، دمروا البنية التحتية ومحال تجارية، قتلوا مدنيين وانسحبوا"، وأشار إلى أن "المقاومة استطاعت استهداف القوات بالعبوات الناسفة والرصاص الحي".

وينشط في مخيم "نور شمس" مسلحون من مختلف الفصائل الفلسطينية، لكن غالبيتهم يتبعون "حركة الجهاد الإسلامي"، وأعلن في مدينة طولكرم ومخيماتها الحداد العام، فيما يستعد المواطنون لتشييع جثمان "أبو حرب".

تعليق الاحتلال الإسرائيلي 

في المقابل قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "قامت قوات الأمن الليلة الماضية بتوجيه استخباري لجهاز الشاباك بالعمل داخل مخيم نور الشمس"، وأضاف أن "القوات فجّرت عدداً كبيراً من العبوات الناسفة التي كانت جاهزة للاستخدام داخل مبنى كان يستخدم كمقر لمطلوبين في المخيم".

وأردف البيان: "خلال النشاط العسكري قام عدد من المشتبه بهم بإشعال الإطارات وإلقاء العبوات الناسفة، حيث دارت اشتباكات مع عدد من المسلحين" وتابع: "كما تمكنت آلية هندسية عملت في المنطقة لكشف العبوات من اكتشاف وتفجير عبوة ناسفة دون وقوع إصابات".

الضفة الغربية تقرير أممي
قوات الاحتلال بالضفة الغربية/الأناضول

دمار واسع

ويقول محمد أبو طلال (صاحب محل تجاري دمر بالكامل بفعل التفجيرات الإسرائيلية): "كل شيء ذهب في المتجر، لا أعلم ما السبب، تم تفجير كل شيء، اختلطت البضائع بالطوب والركام" ويضيف: "وكأن زلزالاً ضرب المحال التجارية"، ويستطرد قائلاً: "المال يعوض، المهم سلامة السكان".

بدوره وصف طه الإيراني، رئيس اللجنة الشعبية لمخيم "نور شمس" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، العملية العسكرية الإسرائيلية بـ "الهمجية"، وقال: "في أقل من شهرين اقتحام جديد ودمار كبير في البنية التحتية للمخيم.. الآلة العسكرية دمرت كل شيء، جرفت الشوارع وشبكات المياه وفجّرت محولاً كهربائياً".

وأشار الإيراني إلى أن الجيش "يتوحش في كل مرة، هذه المرة قتل مواطناً وأصيب آخر بجراح خطيرة، دمر ممتلكات خاصة من محال تجارية ومركبات لا لسبب"، وتابع: "الاحتلال يسعى لإلغاء الحالة الوطنية من خلال البطش والدمار لكنه واهم، وشعبنا باقٍ متمسك بحقوقه"، وقال: "لا سلام إلا بحرية شعبنا وإقامة دولتنا المستقلة".

وطالب المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدنيين، وقال: "نحن لاجئون ومسؤولية حمايتنا تقع على المجتمع الدولي".

ونفذت إسرائيل في 24 يوليو الماضي عملية عسكرية في "نور شمس"، وخلفت دماراً كبيراً في البنية التحتية والمنازل، بالإضافة إلى اعتقال عدد من سكانه.

وعدد سكان المخيم يبلغ نحو 11 ألف نسمة، يعيشون في مساحة لا تتعدى 232 دونماً (الدونم يعادل ألف متر مربع).

تحميل المزيد