فرضت ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حظر تجوال اعتباراً من صباح السبت 2 سبتمبر/أيلول 2023، ولمدة 48 ساعة، في المناطق الخاضعة لسيطرتها من محافظة دير الزور، حيث قُتل 54 شخصاً على الأقل في معارك دارت هذا الأسبوع بين وحداتها التي يهيمن عليها الأكراد ومقاتلين تابعين لعشائر عربية.
وفي بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، مساء الجمعة، قالت "قوات سوريا الديمقراطية" إن المجلس العسكري لدير الزور وقوى الأمن الداخلي يعلنان حظراً للتجوال في منطقة دير الزور، يبدأ من الساعة الخامسة من صباح يوم السبت، الثاني من سبتمبر/أيلول (الجاري) ولمدة 48 ساعة".
وانفجرت الأوضاع في دير الزور، بعد أن أوقفت "قوات سوريا الديمقراطية"، الأحد، قائد "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل، المعروف بأبي خولة، في مدينة الحسكة.
وأثار توقيف هذا القيادي توتراً تطور إلى اشتباكات مسلحة، أوقعت بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان 54 قتيلاً على الأقل، وفق حصيلة جديدة أوردها مساء الجمعة.
اشتباكات عنيفة
وميدانياً، أفادت مصادر محلية سورية بأن مقاتلين يتبعون للعشائر العربية سيطروا على بلدة الصَّبحة بريف دير الزور شرقي البلاد، بعد اشتباكات مع عناصر ما تُعرف بقوات سوريا الديمقراطية.
المصادر قالت إن اشتباكات عنيفة تدور في مدينة البُصَيرة وجبل البصيرة، حيث يتحصن عناصر قوات سوريا الديقراطية.
كما أعلن مقاتلو العشائر سيطرتهم على قرى شمال مَنبِج ومواقعَ ونقاطٍ عسكرية تابعةٍ للنظام السوري في المنطقة.
واشنطن تدعو إلى إنهاء الاقتتال
يأتي حظر التجوال بعد أن دعت الولايات المتحدة إلى إنهاء الاقتتال الدائر في مناطق قريبة من حقل كونيكو للغاز، في ريف دير الزور الشرقي، حيث توجد قاعدة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
إذ قالت السفارة الأمريكية في دمشق، في منشور على منصة "إكس"، الجمعة، إن الولايات المتحدة "تشعر بالقلق العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة" في دير الزور، وتدعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد.
وجدّد المنشور تأكيد واشنطن على تخفيف معاناة الشعب السوري، بما يضمن الهزيمة النهائية لتنظيم الدولة من خلال التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية.
وكانت القيادة الوسطى للجيش الأمريكي "سنتكوم"، قالت الخميس إنّها تواصل مراقبة الأحداث عن كثب في شمال شرقي سوريا، وتؤكد التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، لضمان هزيمة دائمة لتنظيم الدولة.
وتتألف قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية. وتتمركز هذه القوات على الضفة الشرقية لنهر الفرات، الذي يقسم محافظة دير الزور.