كشفت مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، من قادة مسلحين وسياسيين ومسؤولين حكوميين في العراق، عن اندلاع صراع بين الفصائل المسلحة الشيعية المدعومة من إيران، بسبب اتجاه عدد منها إلى تغيير التعامل مع الولايات المتحدة، وتوسيع العلاقات مع واشنطن، يتصدرها عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي.
بحسب قيادي بارز في الحشد الشعبي العراقي، تحدث لـ"عربي بوست"، شريطة عدم الكشف عن هويته، "فإن هناك صراعاً متزايداً بين حركة حزب الله النجباء وعصائب أهل الحق، بسبب تعامل الأخيرة مع واشنطن".
وتُعد كلّ من حركة حزب الله النجباء، وعصائب أهل الحق، تحت مظلة الحشد الشعبي العراقي الذي تم تأسيسه في يونيو/حزيران 2014؛ لمقاتلة تنظيم الدولة الذي اجتاح العراق في صيف العام ذاته، وكلاهما مقربتان من إيران؛ فما الذي يحدث بين هذه الفصائل؟
بحسب المصادر، فإن فصائل شيعية رأت أنه مع الانفتاح الإيراني على السعودية بما يحقق مصالحها، حرك لدى قيادات فيها رغبة في بناء علاقات مع أمريكا بما يحقق مصالحهم، كما فعلت طهران مع الرياض.
"التطبيع مع الأعداء"
في بيان لها، اتهمت جماعة "أصحاب الكهف"، وهي جماعة مسلحة شيعية تابعة لحركة حزب الله النجباء، فصائل "المقاومة" الأخرى، وبالتحديد عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، بالتواطؤ مع الأعداء (الولايات المتحدة الأمريكية)، بعد أن داهمت عناصر من الاستخبارات العراقية والأمن العراقي مقرات أصحاب أهل الكهف، في مدينة البصرة، واعتقلت العشرات من أعضائها البارزين.
في هذا الصدد، يقول قيادي من جماعة أصحاب الكهف لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن "عصائب أهل الحق جلسوا مع الأمريكيين الأعداء من أجل الحصول على مكاسب سياسية، وكنا نحن الضحية. لقد تخلوا عن المقاومة، من أجل السياسة".
وأضاف: "قررت عصائب أهل الحق أن تتعاون مع الأمريكيين مع أنها كانت تقاومهم. هم أحرار في قرارهم، لكنهم ليسوا أحراراً فيما يخصنا نحن، فمن غير المقبول أن يفرضوا علينا ترك المقاومة من أجل الجلوس مع الأمريكيين. نحن سنواصل طريق المقاومة".
قيس الخزعلي والبراغماتية
تتمتع عصائب أهل الحق بعلاقة طيبة مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وتقول مصادر إن زعيمها قيس الخزعلي، يريد انتهاج البراغماتية مع الولايات المتحدة ووجودها في العراق.
وكشف مسؤول حكومي عراقي ومقرب من فصيل عصائب أهل الحق لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم الإسناد نظراً لحساسية الموضوع: "قدمت واشنطن من خلال السفيرة الأمريكية في بغداد، الكثير من الوعود لقيس الخزعلي في حال تخليه عن معارضته السابقة للولايات المتحدة".
وأضاف أن "قيس الخزعلي قبل بشروط أمريكية أخرى، كان من أهمها وقف أعمال فصيله ضد المصالح الأمريكية في العراق، من أجل السيطرة على السياسة العراقية".
تجدر الإشارة هنا إلى أن "عربي بوست"، قد نشر في تقرير سابق، تحركات قيس الخزعلي، زعيم فصيل عصائب أهل الحق المقرب من إيران، من أجل السيطرة على العملية السياسية العراقية، والظهور بمظهر السياسي بدلاً من المقاتل والمعارض للوجود الأمريكي في العراق.
منذ أن تولى محمد شياع السوداني المدعوم من الإطار التنسيقي الشيعي منصبه في أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعد عام كامل من الانسداد السياسي في العراق، اتجه إلى تحسين علاقة بغداد بواشنطن من أجل ضمان الاستقرار للبلاد.
في الوقت ذاته، ينظر الإطار التنسيقي الشيعي إلى الوجود الأمريكي في العراق، وتوسيع العلاقة مع واشنطن على أنه تهديد للسيادة العراقية.
يثير الأمر غضب أحزاب من الإطار التنسيقي نفسه -المظلة التي تجمع الأحزاب والجماعات الشيعية المقربة من إيران- وعلى رأسهم رئيس الوزراء العراقي السابق (2014:2006)، ورئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي.
تطلق الفصائل المسلحة الشيعية العراقية المقربة من إيران، على نفسها اسم "فصائل المقاومة"، نظرا لكونها جزءاً من ما يسمى "محور المقاومة" الذي تقوده إيران في المنطقة.
يُذكر أن جماعة "أصحاب الكهف" التابعة لحركة حزب الله النجباء، قد تأسست بعد حادثة اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس السابق، الجنرال قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس وحدات الحشد الشعبي والمقرب من طهران، في يناير/كانون الثاني 2020 بالقرب من مطار بغداد الدولي.
تقول جماعة أصحاب الكهف إنها تريد إنهاء الوجود الأمريكي والأجنبي في العراق، وهذا ما تسعى إليه طهران أيضاً.
السوداني والعلاقة مع أمريكا
في حديثه لـ"عربي بوست"، يقول أحد مستشاري السوداني لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن "السوداني يريد إقامة علاقات متوازنة مع كل من طهران وواشنطن، لأن هذه المسألة ستضمن للعراق الاستقرار، الذي عاش سنوات طويلة كساحة خلفية للصراع بين واشنطن وطهران، وأنه آن الأوان لإبعاده عن هذه المعارك".
بحسب المصدر ذاته، فإن السوداني لا يرى أي مشكلة في استمرار الوجود الأمريكي في العراق، على عكس ما تراه الجماعات المسلحة الشيعية المدعومة من إيران، وبعض الأحزاب السياسية العراقية الكبرى.
وقال: "السوداني يؤيد استمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق، ويرى أن هذا الأمر سيضمن أمن البلاد من أي تهديد من داعش، وفي الوقت ذاته لا يرى أن هذا الأمر يتعارض مع العلاقات الجيدة بين بغداد وطهران".
وأضاف أنه ليس جديداً أن يحاول رئيس وزراء عراقي إقامة علاقة متوازنة مع كل من طهران وواشنطن، لكن الغريب في الأمر هنا، شيئان هما "أولاً أن السوداني مدعوم من الإطار التنسيقي الشيعي المقرب من إيران، وثانياً تأييد عصائب أهل الحق بالتحديد لانفتاح حكومة السوداني على التعامل مع الولايات المتحدة".
علق على ذلك مصدر من الإطار التنسيقي الشيعي لـ"عربي بوست"، بأن "ما يحصل حسابات جديدة"، موضحاً أن "السوداني يريد الاستقلال عن الإطار التنسيقي، ويريد أن يصنع فارقاً في الأوضاع داخل العراق ليضمن ولاية ثانية".
وقال: "أما بالنسبة لعصائب أهل الحق، فإن قيس الخزعلي يريد الآن السيطرة على الحياة السياسية في العراق، والتعاون مع الأمريكيين، ما يوفر لكليهما النجاح كما يأملون".
واتهم "قيس الخزعلي بأنه يريد السيطرة على أجهزة الاستخبارات والأمن في حكومة السوداني، ويعلم أن ذلك لن يتحقق إلا بدعمه للسوداني بتوطيد علاقته مع واشنطن".
يُذكر أن جهاز الاستخبارات الوطنية العراقية، قد أسسته الولايات المتحدة الأمريكية بعد غزوها على العراق عام 2003، ويعد أقوى جهاز أمني في العراق.
بحسب المصادر لـ"عربي بوست"، فإن "هناك صراعاً بين عصائب أهل الحق وزعيمها قيس الخزعلي، ونوري المالكي، على رئاسة هذا الجهاز القوي، الذي يترأسه الآن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني".
وبحسب المصدر ذاته، فإن "واشنطن لن تسمح لأي شخص رافض لوجودها في العراق في قيادة هذا الجهاز، لذلك تخلى قيس الخزعلي عن موقفه المتشدد تجاه واشنطن من أجل تحقيق هذا المكسب".
بهذا الصدد، أشار المصدر ذاته من الإطار التنسيقي الشيعي، إلى تحركات قيس الخزعلي ولقاءاته بالسفيرة الأمريكية في بغداد، ألينا رومانوسكي، التي كانت موضع انتقاد من باقي الفصائل المسلحة الشيعية الأخرى، وبالتحديد أصحاب الكهف.
أما بالنسبة للسوداني، فبحسب مصدرين من الإطار التنسيقي الشيعي، فإن السفيرة الأمريكية في بغداد، وعدت رئيس الوزراء العراقي، بالمزيد من التعاون الاقتصادي بين العراق وأمريكا.
وأضافا بأن "السوادني حصل على وعود أمريكية بتوسيع التعاون الاقتصادي الذي يراه يحقق الاستقرار والرضا الجماهيري لحكومته، بعيداً عن سيطرة الإطار التنسيقي وإيران".
قناة "صابرين نيوز" ومعركة التليغرام
في وقت سابق من هذا الشهر، قامت الحكومة العراقية بحجب تطبيق المراسلة الأكثر شهرة في العراق "تليغرام"، بعد قيام بعض القنوات على التطبيق بتسريب بيانات مواطنين يعملون في جهاز الدولة، وبررت الحكومة الحجب، بأنه حماية للأمن القومي العراقي.
لكن على الجهة المقابلة، كانت هناك معركة أخرى، تخص قناة "صابرين نيوز" على التطبيق، وهي القناة التي تتمتع بشهرة واسعة بين العراقيين لنشرها الأخبار الحصرية في الأحداث كافة.
كان يُعتقد في البداية أن قناة "صابرين نيوز" تابعة للفصائل المسلحة الشيعية المقربة من إيران، في العراق، لكنها في الكثير من الأحيان، كانت تنشر أخباراً سلبية ضد بعض الفصائل المسلحة مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله.
بعد قرار الحكومة العراقية حجب التطبيق، هدد القائمون على القناة بإثارة الشغب وأعمال العنف إذا لم تتراجع الحكومة عن قرارها، وبالفعل قررت وزارة الاتصالات العراقية رفع الحجب عن تطبيق "تليغرام" بعد أيام قليلة من حجبه، لكنها ما زالت تمارس عدداً من القيود على وجود قناة "صابرين نيوز" على التطبيق.
يقول مسؤول أمني عراقي مقرب من السوادني لـ"عربي بوست"، إن "قناة صابرين نيوز كانت تبث في الآونة الأخيرة أخباراً سلبية ضد الحكومة، وكانت تحرض على العنف ضد المصالح الأمريكية في العراق، من خلال بثها لأخبار عن جماعة أصحاب الكهف التي تؤيد استمرار المقاومة ضد الأمريكيين في العراق".
في الوقت ذاته، اتهم القائمون على قناة "صابرين نيوز" كلاً من السوداني وقيس الخزعلي، بـ"انصياعهم للولايات المتحدة في قرار حجب تطبيق تليغرام".
تواصل "عربي بوست"، مع أحد القائمين على قناة "صابرين نيوز" وهو مقيم في إيران، فقال شريطة عدم الكشف عن هويته: "نعلم أن صابرين نيوز كانت هي المستهدفة من قرار السوداني لحجب تليغرام، وجاء هذا الأمر إرضاء للأمريكيين، بعد أن قمنا بنشر بيانات لأصحاب الكهف تدعو فيها لمواصلة المقاومة ضدهم في العراق".
بحسب المسؤول الأمني العراقي، فإن السفيرة الأمريكية في العراق، بلغت السوداني بضرورة الحد من نفوذ قناة "صابرين نيوز" وتحريضها ضد الوجود الأمريكي في العراق، خاصة بعد نشر القناة لنية جماعة "أصحاب الكهف" للتظاهر أمام السفارة الأمريكية.
وقال لـ"عربي بوست": "كنا نخشى أن يتم اقتحام السفارة الأمريكية من أصحاب الكهف، هذا الأمر كان سيهدد تحركات السوداني الأخيرة لتحسين العلاقة بين بغداد وواشنطن ويهدد أمن العراق، وكان يجب اتخاذ خطوات جادة لوقف هذا التحريض الذي تمارسه صابرين نيوز".
كما اتهم أحد القائمين على إدارة قناة صابرين نيوز، قيس الخزعلي، بتأييد قرار السوداني حجب تطبيق تليغرام من أجل الحد من انتشار القناة.
مواجهة حركة حزب الله النجباء تزداد
في حديثه لـ"عربي بوست"، اتهم قيادي في حركة حزب الله النجباء، فصيل عصائب أهل الحق ورئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بتكثيف جهودهم لمواجهة وعرقلة عمل حركة النجباء.
وقال: "قامت الحكومة بتفكيك مواكب الحركة في ذكرى عاشوراء، ودفعت الشرطة لمواجهة عناصرنا"، مضيفا أنها كذلك "قامت بعرقلة جميع دعواتنا للاحتجاج أمام السفارة الأمريكية، وغيرها من الأماكن، ويستغل قيس الخزعلي سيطرته على البصرة، ويلاحق عناصر الحركة في كل شارع ومنطقة، ونحن لن نستسلم إلا بموتنا".
تجدر الإشارة هنا، إلى أن كلاً من قيس الخزعلي ومقتدى الصدر، يتنافسان في توسيع نفوذهما في مدينة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط، لكن في الآونة الأخيرة، وبحسب مسؤولين حكوميين تحدثوا لـ"عربي بوست"، استطاع قيس الخزعلي السيطرة على محافظة البصرة من خلال تعيين محافظ لها من المحسوبين على عصائب أهل الحق.
في السياق ذاته، قال مسؤول أمني مقرّب رئيس الوزراء العراقي، لـ"عربي بوست": "نحن لا نضطهد أي فصيل على حساب الآخر، نحن نحاول فقط حفظ أمن واستقرار العراق، وأغلب الفصائل اختارت التهدئة مع الأمريكيين، والتركيز على مستقبل البلاد، بعد سنوات طويلة من الحروب المدمرة، لذلك نحاول منع أي جهة أو فصيل من العبث بأمن البلد".
وأضاف المصدر ذاته أنه "بالنسبة لإلغاء مواكب حركة النجباء، جاء بقرار أمني بعد التأكد من تخطيط القائمين على هذه المواكب بتحويل ذكرى عاشوراء لمعركة سياسية، وكان يجب التدخل، خاصة أن محافظ كربلاء طلب من السوداني عدم إقحام المدينة الدينية في المعارك السياسية".
إعادة انتشار أمريكي.. ومخاوف حركة النجباء
مما يزيد الأمور تعقيداً بين الفصائل المسلحة الشيعية في العراق، هو التحركات العسكرية الأمريكية التي حدث في الأيام الماضية في العراق، بحسب مسؤول حكومي عراقي قال لـ"عربي بوست": "تقوم واشنطن بإعادة انتشار لقواتها عبر الحدود العراقية- السورية".
بحسب المسؤول، فإن الولايات المتحدة رفعت عدد جنودها في سوريا من 500 إلى 1500، دخلوا إلى الأراضي السورية عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق.
تعليقاً على هذا الأمر، يقول قيادي في الحشد الشعبي العراقي لـ"عربي بوست": "إعادة انتشار القوات الأمريكية عبر الحدود العراقية مع سوريا، أمر مقلق للغاية. في الماضي لم تكن عصائب أهل الحق ستصمت على هذا التحرك، لكن الآن هناك شكوكاً كبيرة بأن العصائب موافقة على التحركات الأمريكية الأخيرة".
موافقة عصائب أهل الحق على إعادة انتشار القوات الأمريكية، أكدها مسؤول استخباراتي عراقي مقرب من السوداني، قائلاً لـ"عربي بوست": "تم عقد اجتماع بين القوات العراقية والأمريكية لمناقشة إعادة الانتشار الأمريكي الأخير، وقد أبلغ السوداني قيس الخزعلي بنتائج هذا الاجتماع، ولم يظهر أي رفض أو معارضة".
وأضاف: "يرى الخزعلي أنه ما دامت التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة لا تستهدف أياً من فصائل المقاومة، فالأمر طبيعي، ولن يقف معارضاً لها، خاصة بعد زيارة قاآني الأخيرة للعراق".
وعلم "عربي بوست"، من عدد من المصادر العراقية المطلعة، أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني قد زار العراق في منتصف شهر أغسطس/آب في زيارة سرية، واجتمع بقيس الخزعلي وعدد من قادة الفصائل الأخرى، مؤكداً أهمية وقف الأعمال الهجومية من الفصائل المسلحة العراقية ضد المصالح الأمريكية في العراق.
لكن الأمر تجاوز وقف الأعمال الهجومية، فبحسب قائد آخر في الحشد الشعبي العراقي، قال لـ"عربي بوست"، متهماً عصائب أهل الحق بالتورط في صفقة مع واشنطن: "العصائب وافقت على مطلب الأمريكيين بوقف دخول السلاح من لبنان إلى سوريا عبر العراق، وهذا أمر لن يطول، فالمقاومة ليست عصائب أهل الحق فقط".
وقال: "نحن نتوقع أن تكون عمليات إعادة الانتشار للقوات الأمريكية على الحدود العراقية الغرض منها استهداف فصائل الحشد الشعبي الرافضة للوجود الأمريكي، كما أننا نخشى أن تكون تمهيداً لاغتيال كبار القادة في حركة النجباء".
لكن هذه المخاوف نفاها المسؤول الأمني العراقي المقرب من السوادني، قائلاً لـ"عربي بوست": "أكد لنا الأمريكيون أن التحركات الأخيرة ليس الهدف منها استهداف قادة فصائل الحشد الشعبي أو مخازن الأسلحة التابعة لهذه الفصائل، ولن تقوم واشنطن بأي عملية من ذلك النوع دون إعلام حكومة السوداني، كل ما في الأمر، هو محاولة من واشنطن لاستغلال فترة الهدنة بينها وبين عصائب أهل الحق، من أجل إعادة انتشار قواتها في سوريا ومواجهة القوات الإيرانية والروسية".
تجدر الإشارة هنا إلى أنه حتى فترة قريبة، كان فصيل عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، من أشد المعارضين للوجود الأمريكي في العراق وفي المنطقة بأسرها، وسبق أن رفض طلباً من طهران في وقت سابق العام الماضي 2022 من الفصائل العراقية المتحالفة معها، عقد هدنة وعدم مهاجمة المصالح الأمريكية في العراق.
جاء رفض قيس الخزعلي حينها رغم أن الطلب جاء من المرشد الأعلى الإيراني مباشرة، مؤكداً أن فصيله جزء من "المقاومة الاسلامية العراقية" ولن يتبع أوامر بوقف عمله ضد ما أطلق عليه حينها "العدو" في إشارة إلى الولايات المتحدة.
ويرى عدد من المصادر الأمنية التي تحدثت لـ"عربي بوست" في هذا التقرير، أن المواجهات الأخيرة بين الفصائل المسلحة الشيعية العراقية المدعومة من إيران، بالتحديد عصائب أهل الحق وحركة حزب الله النجباء، يجب السيطرة عليها في أسرع وقت؛ لأنها تهدد أمن العراق، في حالة تفاقمت الأمور أكثر من ذلك.
وقالت: "يجب مراقبة الوضع بحذر، والتدخل في الأوقات الخطيرة، فأي تصعيد للصراع بين فصائل المقاومة سيفتح أبواب الجحيم أمام العراق"، كما قال مسؤول الأمني العراقي المقرب من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.