قال موقع ِAfrica Intelligence الفرنسي، إن نوفل سعيّد، أصغر إخوة الرئيس التونسي قيس سعيد ومدير حملته الانتخابية في عام 2019، عاد بقوة إلى قصر قرطاج بعد فترة من "شبه الصمت التام"، وفق تقرير نُشر الأربعاء 30 أغسطس/آب 2023.
ويُمثِّل تعيين أحمد الحشاني في مطلع أغسطس/آب رئيساً للوزراء بدلاً من نجلاء بودن بدايات عودة نوفل سعيّد، حيث رتَّب بهدوء وصول أحد زملاء الصف القدامى بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس، والذي لا يمتلك أي سجل سياسي، للعمل مع أخيه الرئيس سعيّد.
ويواصل نوفل العمل محامياً ويتمتع بالعديد من العملاء الحكوميين الجدد؛ مثل ديوان الطيران المدني والطيران، والشركة التونسية للشحن والترصيف، والخطوط الجوية الوطنية التونسية.
فترة هدوء قصيرة
مع أنَّ نوفل كان منخرطاً إلى حدٍ كبير في بداية حكم أخيه، فساعد بصورة لافتة في ترشيح السفير لدى طهران، طارق بالطيب، ليكون مديراً للديوان الرئاسي، إلا أنَّه فقد علاقاته في قصر قرطاج حين عيَّن الرئيس نادية عكاشة بدلاً من بالطيب في 2020.
لكنَّ تورُّط عكاشة في فضيحة تتضمَّن تسجيلات صوتية، وإقالتها، والإجراءات القانونية المختلفة المرتبطة بها، قد منح أصهار الرئيس، وخصوصاً شقيقة زوجته عاتكة شبيل، وهي محامية نافذة في منطقة الساحل التونسية، فترة مجد.
لكنَّ هذه الفترة تصل إلى نهايتها الآن وقد حلَّ كمال الفقي، وهو صديق لقيس سعيِّد، محل توفيق شرف الدين على رأس وزارة الداخلية، في حين يملأ نوفل سعيِّد الآن الفراغ الذي تركه وراءه حول الرئيس.
التواصل مع النهضة
يستعد قيس سعيِّد لإعادة انتخابه في 2024، وهو يتطلَّع للحصول على الدعم من المحافظين؛ حيث كان نجاحه في 2019 إلى حدٍ كبير ناجماً عن أصوات من حركة النهضة، وهو يرغب بتأمين الحصول على هذه الأصوات مجدداً.
ويملك نوفل شبكة ممتازة، وهو في موقع مثالي ليساعد أخاه في هذه المهمة الحساسة، في الوقت الذي يقبع فيه كبار الشخصيات من الحركة الإسلامية في السجن أو تحت أعين نظام القضاء العسكري.
وقد أسس نوفل في عام 2013 "رابطة تونس للثقافة والتعدد" مع صديقيه الإسلاميين بن عيسى الدمني وأحميدة النيفر، ويحتفظ بعلاقة وثيقة مع شخصيات رئيسية أخرى في الإسلام السياسي، بما في ذلك العجمي الوريمي وعبد اللطيف المكي الذي يدير الآن حزب "العمل والإنجاز"، وعضو البرلمان السابق عن حركة النهضة محمد القوماني.