أرسلت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة والتي تقودها قوات كردية، تعزيزات إلى محافظة دير الزور بشرقي سوريا، الأربعاء 30 أغسطس/آب 2023، لإخماد اضطرابات واسعة النطاق من عشائر عربية رفعت سلاحها بعد اعتقال قائد عربي.
بحسب ما نقلت رويترز عن شهود ومصادر محلية، فإن ما لا يقل عن 40 مقاتلاً من الجانبين، و15 مدنياً، قُتلوا في معارك تدور منذ الأحد 27 أغسطس/آب، في سلسلة من البلدات ضمن حزام نفطي استراتيجي بقلب منطقة العشائر العربية، شرقي نهر الفرات، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
واندلع القتال يوم الأحد، بعد أن اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية أحمد الخبيل، الملقب بـ"أبو خولة"، والذي كان يرأس مجلس دير الزور العسكري التابع لها.
وكان الخبيل أيضاً قائداً عربياً بارزاً في قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف شكّلته الولايات المتحدة من مسلحين، وتُمثل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.
تعزيزات جديدة
وفي أول تعليق لها على الوضع، أصدرت قوات سوريا الديمقراطية بياناً قالت فيه إن أبو خولة اعتقل وعُزل من منصبه، بتهمة الاشتراك في جرائم عديدة تشمل تهريب المخدرات، والإخفاق في التعامل مع تهديد تنظيم داعش في المحافظة.
وقال سكان لرويترز إن قوات سوريا الديمقراطية دفعت بتعزيزات جديدة، وقصفت عدة بلدات وقرى، حيث أحرقت العشائر العربية المسلحة الإطارات، ونصبت كمائن للمركبات، وقصفت مواقع قوات سوريا الديمقراطية.
واستولى مقاتلو العشائر على عدة نقاط تفتيش، وهاجموا دوريات في عدة بلدات، بما في ذلك الشحيل، بالقرب من حقل العمر النفطي، على مقربة من مكان تمركز القوات الأمريكية.
خلاف على المجلس العسكري
وبدأ التوتر بين الجانبين إثر مخاوف لدى ما يسمى المجلس العسكري، الذي يقوده الخبيل، من قيام التنظيم بدعم أمريكي باستبداله بمجموعة "الصناديد" العسكرية المنضوية تحت سقف التنظيم، ونتيجة ذلك عارض "المجلس العسكري" نقل التنظيم لعناصر مجموعة "الصناديد" إلى شرق نهر الفرات في دير الزور، وفق الأناضول.
واندلعت اشتباكات بين عناصر "المجلس العسكري" وما يسمى الشرطة العسكرية التابعة للتنظيم، في 25 يوليو/تموز الماضي، إثر هذا الخلاف.
ويضم "المجلس العسكري" عناصر من عشائر العقيدات وبوسرايا والبقارة العربية في شرق الفرات بمحافظة دير الزور، فيما تشكل عشيرة "شمر" العمود الفقري لمجموعة "الصناديد"، وكلتا المجموعتين عملت خلال السنوات الماضية تحت مظلة التنظيم.
ويبلغ عدد عناصر "المجلس العسكري" نحو 4 آلاف، فيما يتراوح عدد عناصر "الصناديد" بين ألفين و3 آلاف شخص.
وقالت شخصيات من العشائر لرويترز وسكان إن الاضطرابات المتزايدة الناجمة عن اعتقال أبو خولة كشفت عن الغضب العميق تجاه القوة التي يقودها الأكراد، والتي تسيطر على السكان، وأغلبهم من العرب، في المحافظة الغنية بالنفط.
ويشكو السكان العرب الذين يعانون من ظروف معيشية متدهورة من أن الإدارة التي يقودها الأكراد لا تمنحهم حصتهم من الثروة النفطية.
وتزود وزارة الدفاع الأمريكية مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية بالأسلحة، حيث كانت الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا في طرد تنظيم داعش من دير الزور، وهزيمة جيش النظام السوري وداعميه الروس للسيطرة على بعض من أكبر حقول النفط السورية.