تكثف الولايات المتحدة جهودها لتهدئة التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، ومنع اندلاع أعمال عدائية على الحدود، خشية أن تتحول إلى صراع أكبر بكثير، وفق ما ذكره موقع "Axios" الأمريكي، الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2023.
حيث أوضح الموقع أن أي حادث حدودي صغير بين إسرائيل وحزب الله سيتحول بسرعة إلى صراع أكبر بكثير، ومن المرجح أن يكون له آثار إقليمية أوسع. وأضاف أن التوترات تصاعدت منذ أشهر بسبب خيمة نصبها حزب الله شمال الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان.
مع العلم أن جنوب لبنان يعيش توتراً ميدانياً منذ أيام بين إسرائيل وحزب الله بسبب تشييد الجيش الإسرائيلي سياجاً شائكاً وجداراً أسمنتياً في محيط الجزء اللبناني من قرية الغجر المتداخلة جغرافياً بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة.
وقف التوترات بين إسرائيل وحزب الله
الموقع الأمريكي نقل عن مصادر أمريكية وإسرائيلية، لم يسمها، أن كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الطاقة والبنية التحتية، عاموس هوشستين، سيصل إلى بيروت الأربعاء 30 أغسطس/آب، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين.
فيما صرّح مصدر أمريكي مطلع على القضية بأن عاموس هوشستين سيعمل على تهدئة التوترات على الحدود.
كما أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، وباربرا ليف، كبيرة دبلوماسيي وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، التقيا بوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في نيويورك، الثلاثاء، وناقشا التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
بينما كشف موقع "أكسيوس" أن واشنطن ظلت تضغط منذ أشهر على الحكومة والجيش اللبنانيين، لاتخاذ خطوات لتفكيك موقع حزب الله، وتمت إزالة جزء من الخيمة منذ ذلك الحين، لكن التوترات لا تزال مرتفعة، حيث يتبادل الجانبان التهديدات العلنية خاصة في الأسبوع الماضي.
من جهة أخرى، قال غالانت في بيان إنه التقى بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك، وشدد على الحاجة الملحة لتدخل الأمم المتحدة الفوري لتهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله، من خلال تعزيز سلطة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة، وضمان حريتهم في التنقل وتنفيذ مهامهم.
أضاف غالانت أن إسرائيل لن تتسامح مع التهديدات المتزايدة لأمن مواطنيها، وستعمل على النحو المطلوب في الدفاع عنهم.
بينما شدد أمين عام حزب الله حسن نصر الله في تصريحات الإثنين، 28 أغسطس/آب، على أن أي عمل عسكري إسرائيلي في لبنان، بما في ذلك اغتيال مسؤولين لبنانيين أو فلسطينيين أو إيرانيين أو غيرهم، سيدفع الحزب إلى الرد.
رفض حزب الله للوساطة
في وقت سابق، كشف مصدر رفيع في الخارجية اللبنانية لـ"عربي بوست"، أن الوساطات التي تقودها فرنسا ومصر وقطر لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، جنوبي لبنان، لم تفلح في إقناع حزب الله بالتراجع.
أضاف المصدر نفسه أن رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل تحدث مطولاً مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، الحاج وفيق صفا، والذي أخبره بأن "الحزب سيمضي باتجاه التصعيد بعد خطوة إسرائيل ضم الغجر".
كما قال مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب، لرئيس المخابرات المصري، إن "الحزب سيمضي قدماً باتجاه التصعيد بعد خطوة الجانب الإسرائيلي بضم الغجر؛ لأن المقاومة لا يمكنها التعاطي معها وكأنها أمر عابر".
من جهته، أكد مصدر دبلوماسي عربي لـ"عربي بوست" أن الحزب أبلغ كل الأطراف الإقليمية والعربية والدولية، التي تتواصل معه لحل موضوع التوتر الحاصل جنوبي لبنان، بأن الأمر بالنسبة للحزب أنه لا يمكنه أن يمرر التعديات الإسرائيلية بدون رد.
فيما يشير المصدر إلى أن حزب الله أبلغ رسالة واضحة إلى كل المعنيين، بأنه في حال لم يعد الوضع في الغجر خلال يومين إلى ما كان عليه سابقاً، أي قبل عملية الضم، فإنه مستعد للذهاب نحو تصعيد عسكري مفتوح مهما بلغ مداه.