غالباً ما يعاني كبار السن من صعوبة النوم، حتى الأصغر سناً يلاحظون أن جودة نومهم قد تتراجع مع التقدم في العمر، فما العلاقة بين الشيخوخة والأرق؟
كيف تؤثر الشيخوخة على جودة النوم؟
لطالما تمت ملاحظة العلاقة بين قلة النوم والتقدم في العمر على الرغم من أن أسباب هذه الظاهرة ظلت غامضة لفترة طويلة.
لكن ثمة دراسة جديدة نُشرت في دورية Science، ساعدت في تقدمنا خطوة نحو فهم ما التغيرات التي تحدث في دماغنا مع التقدم في العمر والتي تؤثر بشكل مباشر على جودة النوم.
بدأ الباحثون دراسة دوائر دماغ الفئران لفهم كيفية تأثير نشاط الدماغ في النوم وكذلك اليقظة. كانوا يبحثون على وجه التحديد في مادة كيميائية بالدماغ تُسمّى "هيبوكريتين" تفرزها الخلايا العصبية بمنطقة تحت المهاد. (وجميعها موجودة في أدمغة البشر أيضاً).
وقد أشارت أبحاث سابقة إلى أنَّ مادة "هيبوكريتين" تؤدي دوراً رئيسياً في الشعور بحالة اليقظة، لذا أراد الباحثون معرفة ما إذا كانت تؤثر أيضاً في النوم. قارن الباحثون دوائر دماغ الفئران الأصغر سناً بالفئران الأكبر سناً من خلال تحفيز خلايا عصبية معينة.
ماذا كانت النتيجة؟
لاحظ الباحثون أنَّ أدمغة الفئران الأكبر سناً فقدت نحو 38% من مادة "الهيبوكريتين"، مقارنةً بالفئران الأصغر سناً. إضافة إلى ذلك، تبيَّن أنَّ مادة "الهيبوكريتين" المتبقية في أدمغة الفئران الأكبر سناً كانت "أكثر استثارة"، وهو ما أدى إلى جودة نوم دون المستوى الأمثل.
قال لويس دي ليسيا، الباحث المشارك في الدراسة والأستاذ بجامعة "ستانفورد" الأمريكية: "تميل الخلايا العصبية مع التقدم في العمر إلى أن تكون أكثر استثارة ونشاطاً. كلما زاد نشاطها، زاد عدد مرات استيقاظك أثناء الليل".
افترض الفريق أنَّ هذا التراجع في إفراز مادة "الهيبوكريتين" قد تكون له علاقة بنقص البوتاسيوم، الذي ينخرط في جوانب مختلفة من عمل الخلية، وفقاً لما ورد في موقع mindbodygreen الأمريكي.
ولا يزال أمام الفريق مزيد من الأبحاث يتعيَّن عليه إجراؤها لجعل هذه النتائج قابلة للتطبيق، على الرغم من أنَّهم يأملون أن تؤدي هذه المعرفة الجديدة إلى حلول تساعد كبار السن في الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم عالي الجودة.
قد تُقدّم هذه الدراسة الجديدة، التي أجريت على الفئران، أدلة مهمة في نهاية المطاف توضح كيفية تأثير شيخوخة الدماغ على النوم. وحتى يحين وقت معرفة المزيد، تذكرنا تلك النتائج بإعطاء الأولوية للحفاظ على جودة نومنا بكل ما هو في نطاق سيطرتنا من خلال اتباع عادات النوم الصحي، التي تتضمن الحفاظ على جدول ثابت للنوم والاستيقاظ، وتناول مكملات غذائية تساعد على النوم، وتجنّب النظر إلى الشاشات الإلكترونية عند اقتراب وقت النوم.
طرق تساعدك على تحسين نومك ليلاً
تُظهر الأبحاث أن لقلة النوم آثاراً سلبية على الهرمونات وأداء التمارين ووظائف الدماغ. كما يمكن أن تسبب أيضاً زيادة الوزن وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض لدى كل من البالغين والأطفال، حسبما ورد في موقع Healthline.
في المقابل، يمكن أن يساعدك النوم الجيد على زيادة صحتك البدنية، وتناول كميات أقل من الطعام، وممارسة الرياضة بشكل أفضل، وتخفيض التوتر والقلق لديك.
إليك طرقاً مثبتة علمية، من الممكن أن تحسن نومك خلال الليل:
زيادة التعرض للضوء أثناء النهار: يتمتع جسمك بساعة بيولوجية تحدد من خلالها ساعات الاستيقاظ والنوم، وتؤثر على عقلك وجسمك وهرموناتك، ما يساعدك على البقاء مستيقظاً في ساعات النهار وإعداد جسدك عندما يحين وقت النوم.
تقليل التعرض للضوء الأزرق في المساء: يعد التعرض للضوء أثناء النهار مفيداً، لكن التعرض للضوء ليلاً له تأثير معاكس؛ فهو يربك إيقاع ساعتك البيولوجية ويخدع عقلك الذي يعتقد أن الوقت لا يزال نهاراً.
قلل من فترات القيلولة غير المنتظمة أو الطويلة خلال النهار: في حين قد تزيد القيلولة القصيرة من طاقتك خلال النهار، إلا أن القيلولة الطويلة أو غير المنتظمة يمكن أن تؤثر سلباً على نومك.
حاول النوم والاستيقاظ في أوقات ثابتة: يعمل الإيقاع اليومي لجسمك بشكل يتماشى مع شروق الشمس وغروبها. وبالتالي يمكن أن يساعد الاستيقاظ والنوم في أوقات ثابتة يومياً على تحسين جودة النوم على المدى الطويل.
تناول مكملات الميلاتونين: الميلاتونين هو هرمون نوم رئيسي يخبر عقلك عندما يحين وقت الاسترخاء والتوجه إلى الفراش، لذا تعتبر مكملات الميلاتونين وسيلة شائعة للغاية للمساعدة على النوم.
لا تتناول الطعام في وقت متأخر: قد يؤثر تناول الطعام في وقت متأخر من الليل سلباً على جودة النوم والإفراز الطبيعي لهرمون النمو والميلاتونين.
لا تشرب أي سوائل قبل النوم: التبول الليلي هو المصطلح الطبي للتبول المفرط أثناء الليل الذي يؤثر على جودة النوم وفقدان الطاقة أثناء النهار.
يمكن أن يؤدي شرب كميات كبيرة من السوائل قبل النوم إلى أعراض مشابهة، على الرغم من أن بعض الأشخاص أكثر حساسية من غيرهم.
وعلى الرغم من أن شرب السوائل أمر حيوي وضروري لصحتك، فمن الحكمة تقليل تناول السوائل في وقت متأخر من المساء.
حاول ألا تشرب أي سوائل قبل ساعة إلى ساعتين من الذهاب إلى الفراش.