عند تقرير السفر، واختيار وجهة تحتاج الوصول إليها عن طريق الطائرة، يكون آخر ما يتم التفكير فيه هو شكل المطار، أو طريقة بنائه، أو حتى شكل المدرجات التي يتم فيها النزول.
وذلك لأن هناك اعتقاداً سائداً بأن جميع المطارات مجهزة بأحدث التقنيات، ومبنية في أماكن آمنة تساعد الطيار في النزول بسهولة، دون الحديث عن العوامل الخارجية الأخرى.
إلا أنه في الحقيقة فالأمر مختلف تماماً، وذلك لوجود عدة دول عبر العالم بها أخطر المطارات، والهبوط فيها يمكن وصفه على أنه لحظات رعب حقيقية، سواء تعلق الأمر بالركاب، أو ربان الطائرة نفسه، الذي يكون عادة حاصلاً على تدريب خاص، للتّمكن من الهبوط سالماً بالرغم من الصعوبات المتوقعة.
في هذا التقرير نكشف لكم عن أكثر المطارات الخطيرة في العالم، والتي يوجد بعضها على حافة جبل، وأخرى بها أصغر مدرج يمكن لطائرة الإقلاع أو الهبوط به في كل العالم.
1- مطار لوكلا، تنزينج هيلاري في نيبال
يصنف مطار لوكلا في نيبال، الموجود في جبال الهيمالايا، على أنه من بين أخطر المطارات، والأشهر في القائمة، يعرف كذلك باسم مطار تنزينج هيلاري.
وإلى غاية سنة 2010، كان مطار لوكلا مصنفاً لمدة 20 سنة كاملة على أنه أخطر مطار في العالم، وأكثرها إثارة للأعصاب والقلق والهلع عند الهبوط.
والسبب وراء ذلك، كون هذا المطار مبنياً على ارتفاع ما يقارب 3 كيلومترات، وسط الجبال القريبة من إيفرست، وبه أضواء خافتة في المدرج والتي يصعب تحديدها عند الهبوط.
مخاطر هذا المطار لا تتوقف هنا، وذلك لأن الظروف الجوية المتغيرة بسرعة في جبال الهيمالايا، وسطح المدرج غير المستوي والهبوط العمودي، كلها عوامل أخرى تزيد من الخطر.
2- مطار الأميرة جوليانا الدولي في سانت مارتن
هذا المطار يصنف من بين الأخطر كذلك، وذلك بسبب ضيق مساحته، حيث إنه تم بناؤه أولاً خصيصاً من أجل الطائرات صغيرة الحجم فقط، قبل أن تتحول جزيرة سانت مارتن في الكاريبي إلى مزار سياحي شهير، لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الطائرات كبيرة الحجم.
وما يجعل مطار الأميرة جوليانا خطيراً، هو كونه مبنياً بالقرب من شاطئ البحر، إذ إنه عند كل عملية هبوط، تضطر الطائرة للاقتراب من مياه البحر، عند الشط، الشيء الذي يجعلها تمر بالقرب من المصطافين بشكل مخيف.
زيادة إلى أم مساحة المطار كاملاً لا تتجاوز 2 كيلومتر، الأمر الذي يجعل ربان الطائرة يستغل كل متر في المدرج، عند كل عملية إقلاع أو نزول، الأمر الذي يجعل عدم التركيز بدقة أمراً خطيراً جداً.
3- مطار كريستيانو رونالدو في البرتغال
في مدينة ماديرا البرتغالية، يوجد المطار الذي يحمل اسم لاعب كرة القدم الشهير كريستيانو رونالدو، والذي يصنف من بين الأخطر، بسبب موقعه الجغرافي، المتوقع بالقرب من المحيط الأطلسي.
إذ إن حركة الرياح هذه بالقرب من هذا المطار دائماً ما تكون قوية ومعاكسة للتيار، ما يجعل عملية الهبوط صعبة جداً، ودائماً ما يعيش الركاب حالة من الذعر والهلع عند الاقتراب من المدرج.
وبسبب مسافة المدرج الصغيرة، تم تمديده إلى داخل البحر، في محاولة للحد من مخاطر سقوط الطائرة، إلا أن المشكلة قد تفاقمت بشكل كبير، بسبب زيادة سرعة الرياح عند المحيط.
4ـ مطار جبل طارق الدولي
مطار جبل طارق هو أحد المطارات الرئيسية، الذي يستقبل ما يقارب نصف مليون مسافر سنوياً، لكنه في نفس الوقت يصنف على أنه من بين أغرب وأخطر المطارات في العالم.
ويعود السبب في ذلك، كون هذا المطار يحتاج 5 دقائق فقط للوصول إليه من وسط المدينة، على أن المدرج هو نفسه الطريق الرئيسي، المطل على البحر مباشرة.
وعند كل عملية إقلاع وهبوط، يتم إغلاق الشارع الرئيسي بشكل كامل، إلى أن تحلق الطائرة في السماء، أو تستقر في مكانها بعد الوصول بسلام.
ومن بين الظواهر المخيفة في هذا المطار، هو كون الطائرة تنزل بين الناس، أي إنها عند كل عملية هبوط تكون قريبة بشكل لا يصدق من رؤوس المواطنين المتواجدين وسط المدينة.
5- مطار تونكونتين في الهندوراس
يعتبر هذا المطار من بين أكثر المطارات الخطيرة التي يحدث بها حوادث تحطم طائرات، وذلك بسبب موقعه في قمة أحد الجبال في العاصمة تيغوسيغالبا.
إذ إن مدرج هذا المطار مائل بزاوية 45 درجة، مما يجعل من الضروري أن تنخفض الطائرات بسرعة وهي على ارتفاع عالٍ مع الحرص على عدم الاصطدام بالتضاريس المحيطة بالمطار.
وعند كل عملية هبوط طائرة، يكون سكان الهندوراس على أعصابهم، ويرددون الدعاء بشكل مستمر، خوفاً من حصول أي كارثة جديدة، وتحطم طائرة أخرى في نفس الموقع.
وقد تم تصنيف هذا المطار لعدة سنوات على أنه ثاني أخطر مطار في العالم، بعد مطار لوكلا في نيبال، خصوصاً أنه ما زال يعمل بمعدات قديمة، والتي تعود لسنة 1948.
6- مطار كورشوفيل في فرنسا
إن هذا المطار الموجود في جبال الألب الفرنسية، متواجد بالقرب من منتجع تزلج، يدخل بدوره في هذه اللائحة، وذلك لأنه به أصغر مدرج في العالم، والذي يبلغ طوله 537 متراً فقط.
كما أن مدرج هذا المطار، المتواجد في قمة أحد الجبال، يقدر انحداره بنسبة 18.6%، إضافة إلى أنه يفتقر إلى الإجراءات الخاصة بالهبوط، بسبب التضاريس الجبلية المحيطة به.
يستخدم المطار في المقام الأول الطائرات الصغيرة ذات الأجنحة الثابتة، إضافة إلى المروحيات، فيما يفتقر إلى إجراءات المراقبة، والأدوات المساعدة على الإضاءة، مما يجعل الهبوط في الضباب أو السحاب الكثيف عملية صعبة تكاد تكون مستحيلة في بعد الحالات.