اتُّهِمَت الحكومة الروسية بمحاولة محو ذكرى مرتزقة مجموعة فاغنر الذين لقوا حتفهم أثناء القتال في أوكرانيا، بعد أن شوهدت مقبرة أنشأها زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين وقد "سُحِقَت تماماً"، وذلك وفق ما نشرت مجلة Newsweek الأمريكية في تقرير لها السبت 26 أغسطس/آب 2023.
تُظهِر الصور ومقاطع الفيديو من السكان المحليين في قرية نيكولايفكا، في سامارا، وهي منطقة تقع إلى الجنوب الشرقي من موسكو وشمال كازاخستان، صلباناً وأزهاراً تحمل أسماء متراكمة بالقرب من آلات البناء وحفاراً يقوم بهدم شواهد القبور.
تمرد فاغنر ضد بوتين
رغم الغضب المحلي، ذكرت تقارير إعلامية روسية أن هذا العمل كان جزءاً من تجديد الموقع. ويأتي ذلك بعد أقل من أسبوع من إعلان السلطات الروسية أن بريغوجين كان من بين العشرة الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم طائرة يوم الأربعاء.
أثارت الواقعة شكوكاً في أن قائد مجموعة المرتزقة إما استُهدف بسبب عدم ولائه للنظام وإما أنه زيَّف مصرعه. ونفى الكرملين تورُّطه في ذلك.
في يونيو/حزيران 2023، نظمت مجموعة مرتزقة فاغنر تمرداً مسلحاً رداً على ما اعتبره بريغوجين سوء إدارة الكرملين لغزو أوكرانيا، حيث زحفوا من مدينة روستوف أون دون الجنوبية إلى موسكو قبل التوقف والموافقة على الانتقال إلى بيلاروسيا.
ومنذ ذلك الحين أُثيرَت التساؤلات حول مصير بريغوجين ورجاله، الذين أثبتوا أنهم من بين العناصر القليلة الناجحة في "العملية العسكرية الخاصة" الروسية، ولكن قادتهم انتقدوا علناً قيادة القوات المسلحة الروسية.
هدم قبور أعضاء مجموعة فاغنر
شجب أحد الروس، الذي لم يذكر اسمه، والذي قام بتصوير نفسه بالفيديو وهو يصرخ بغضب في موقع المقبرة، هدم قبور أعضاء مجموعة فاغنر.
وفي ترجمة لتعليقاته التي قدمها أنطون جيراشينكو، مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية، يقول الرجل الذي كان يرتدي قميصاً يحمل العلامة التجارية لمجموعة فاغنر: "هنا، حيث يوجد طريق، كانت هناك قبور. هُدِمَ كل شيء. ماذا تفعلون؟ إنه تدنيسٌ للمقدسات. لقد ضحى هؤلاء الناس بحياتهم من أجل روسيا، وقمتم بتسوية قبورهم بالأرض".
ثم أظهر الصلبان الخشبية التي كُدِّسَت معاً، ويبدو أنها تحمل أسماء المرتزقة الذين سقطوا قتلى، بمن فيهم أحد الرجال الذي قُتِلَ في يناير/كانون الثاني من العام الجاري.
ونقل الموقع الإعلامي الروسي 63.RU عن أحد السكان المحليين قوله: "لقد كُدِّسَت الصلبان وأكاليل الزهور.. دمروا القبور وقاموا بتسويتها بالأرض".
وذكر الموقع أن المقبرة أُنشِئت منذ بضعة أشهر وأصبحت تضم ما يقرب من 20 صفاً من القبور في شهر مارس/آذار. وفي أبريل/نيسان، زار بريغوجين الموقع لتكريس نصب تذكاري لإحياء ذكرى أعضاء الميليشيا الذين لقوا حتفهم في الحرب الروسية الأوكرانية، وأشار في مقطع فيديو التُقِطَ في الموقع إلى شواهد القبور، واصفاً القتلى بالأبطال.
في كل من الصور والفيديو، لا يزال النصب التذكاري قائماً. وأفاد الموقع الإعلامي أيضاً بوجود مقبرةٍ أخرى لمجموعة فاغنر في زيجوليفسك، في سامارا أيضاً، بالقرب من مدينة تولياتي.
ويبدو أن الصورة التي نشرها موقع 63.RU تُظهِر خططاً لما ستتحوَّل إليه مقبرة مجموعة فاغنر، مع وجود أهرامات سوداء تشير إلى القبور.