الأعشاب الطبيعية مثل القيصوم من بين أفضل الحلول التي بإمكان الشخص اللجوء إليها لعلاج بعض الأمراض أو للاسترخاء، بالإضافة إلى كون بعضها له رائحة عطرية جميلة ومذاق فريد، لهذا قد تكون من بين أفضل الأدوية الطبيعية التي قد ينصح باستهلاكها.
خاصة أن هذه الأعشاب قد لا تتسبب في غالبية الأحيان بمضاعفات صحية في حال استهلكت بشكل جيد مع عدم الإكثار في تناولها بشكل غير طبيعي، من بين هذه الأعشاب التي تحتوي على العديد من الفوائد الطبيعية نجد نبات القيصوم الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم.
القيصوم من أنواع النباتات التي تنتمي إلى الفصيلة النجمية وتدخل في الكثير من الصناعات وأهمها صناعة الشاي والأدوية والعطور ومستحضرات التجميل والمطهرات، بالإضافة إلى استخدامها كنوع من التوابل لتحضير الأطباق والسلطات.
يضمّ نبات القيصوم الكثير من الأنواع التي يصل عددها تقريباً إلى ثلاث مئة نوع وجميعها تتشابه نسبياً في الخصائص، ولذلك تمّ تصنيفها بأنها نوع من أنواع الشيح البلدي.
للقيصوم عدة فوائد للجسم لكنها قد تتسبب في أعراض جانبية في حال الإكثار منها.
من خسارة الوزن إلى التئام الجروح.. فوائد القيصوم للجسم
حسب موقع "healthline" الأمريكي، أكدت الأبحاث وجود عدة فوائد للقيصوم، منها ما يساعد على التنحيف وحرق الدهون وأخرى ما تساعد في علاج بعض الأمراض العضوية، من بين فوائد القيصوم نجد:
- خسارة الوزن: تستخدم هذه العشبة ضمن النظام الغذائي الخاص بالرجيم والحميات الغذائية للتنحيف والتخلص من الوزن الزائد؛ حيث تحتوي عشبة القيصوم على نسبة كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي تساهم في حرق الدهون وإذابتها والتخلص تماماً من الشحوم والترهلات المتراكمة بمناطق مختلفة من الجسم.
- حرق السعرات الحرارية: تتميّز هذه العشبة بقدرتها الفائقة في حرق السعرات الحرارية المخزّنة داخل الجسم، وتساعد في تنشيط عمليات الأيض وعمليات التمثيل الغذائي. هذا فضلاً عن دورها في تحسين عملية الهضم وطرد السموم والدهون خارج الجسم.
لذلك عليكِ بغلي أوراق القيصوم في مقدار مناسب من الماء وتناوله يومياً بعد وجبة العشاء.
- التخلص من الإمساك والإسهال: يساهم هذا النبات في التخلص من الإمساك والإسهال والفطريات والبكتيريا التي تسبّب الغازات والانتفاخات، وبالتالي تخّفف من التقلصات واضطرابات القولون، وخاصة لدى مريضات القولون العصبي.
- المساعدة في التئام الجروح: قد تساعد عشبة القيصوم بحسب دراسة حديثة على التئام الجروح، كما أنها قد تمتلك خصائص مضادة للالتهابات أيضاً مع تأثيرها الإيجابي على توازن درجة حموضة الجلد ونسبة الرطوبة فيه، كما قد تساعد في تخفيف التهاب ونزيف البواسير، يمكن الاستفادة من خصائصها عبر تطبيق زيت القيصوم الذي يباع في الصيدليات.
- التقليل من اضطراب الجهاز المناعي: قد تساعد هذه العشبة في التخلص من آلام وتشنجات الجهاز الهضمي بسبب الخصائص المضادة للتشنجات الهضمية الناتجة من بعض المشكلات الصحية المتعلقة بالجهاز الهضمي، مثل: القولون العصبي.
- علاج الجهاز العصبي: تساعد عشبة القيصوم حسب الدراسة في علاج بعض اضطرابات وأمراض الجهاز العصبي مثل: التصلب اللويحي من خلال تقليل حدة المرض، والتهاب الأعصاب.
كما قد تساعد في تحسين مرض باركنسون من خلال تحسين حركة ونظم العضلات، والجلطة الدماغية من خلال تقليل حجم الاحتشاء الناتج من التجلط، والصرع من خلال خفض حدة التشنجات العصبية.
الأعراض الجانبية من استخدام القيصوم
عند البدء في تناول أي نوع من الأعشاب لا يجب الإكثار منه أو تناوله دون استشارة طبية، إذ قد تؤثر هذه الأعشاب بشكل عكسي على الصحة في حال الإكثار منها، كما قد تتسبب في عدم استفادة الجسم من بعض الأدوية التي قد تكون ضرورية لبعض المرضى.
من بين الأعراض الجانبية التي قد تتسبب بها عشبة القيصوم نجد:
- المرضعة والحامل: لا ينصح الأطباء المرضعات والحوامل شرب أو استهلاك القيصوم؛ إذ قد تتسبب العشبة في حساسية مفرطة وتهيج الجلد، خاصة عند تطبيقها بشكل مباشر على الجلد "على شكل زيد أو مرهم"، بالإضافة إلى زيادة الشعور بالدوار بالإضافة إلى كثرة التبول خاصة عند الحوامل.
- قد تزيد من النزيف: بسبب تأثيرها على عملية تخثر الدم، وبالتالي يجب الحذر عند تناولها من قبل المصابين بأمراض الدم، كما يجب التنبيه حول ضرورة إيقاف تناولها قبل إجراء أية عملية جراحية لمدة لا تقل عن الأسبوعين قبل إجراء العملية.
- حساسية تجاه الأعشاب: في حال كنت تعاني من الحساسية تجاه عائلة الأستراسيا العشبية، مثل الأقحوان، والقطيفة وغيرها تجنب استهلاك القيصوم؛ لأنك غالباً ستعاني من صدمة الحساسية في حين تناولها أو تطبيقها على الجلد.
لنبات القيصوم أضرار أخرى؛ إذ يمكن أن يؤثر سلباً في حال كنت تشرب بعض الأنواع من الأدوية، إذ يعيق إمكانية وصول بعض المواد للجسم مثل:
- الليثيوم: تعمل هذه العشبة على تقليل نسبة طرح الليثيوم من الجسم؛ مما يؤدي إلى تراكمه وزيادة خطر التسمم بالليثيوم.
- الأدوية المهدئة: يعمل القيصوم على زيادة التأثير الدوائي للعلاجات المسببة للنعاس الشديد والنوم، لأنه يمتلك خصائص تسبب النعاس أيضاً.
- الأدوية المضادة لحموضة المعدة: تتفاعل هذه العشبة أيضاً مع العلاجات المستخدمة في تقليل حموضة المعدة من خلال خفض فاعلية هذه العلاجات مثل: كاربونات الكالسيوم، كاربونات الصوديوم، مضادات الهيستامين من النوع الثاني وأدوية مثبطات مضخة البروتون.
- مضادات التخثر: يقلل القيصوم من فاعلية الأدوية المضادة للتخثر، وبالتالي يزيد من خطر النزيف والكدمات من هذه الأدوية نذكر:
- الأسبرين.
- الكلوبيدوجريل.
- دالتيبارين.
- الهيبارين.
- الوارفارين.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.