عرض فيلم وثائقي بريطاني لقطات لمواجهة دراماتيكية بين طائرة "تايفون" التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، و3 طائرات حربية روسية أوشكت على اختراق أراضي حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وذلك في غمار الحرب التي تشنها موسكو على الأراضي الأوكرانية منذ فبراير/شباط 2023.
صحيفة The Independent البريطانية ذكرت الثلاثاء 22 أغسطس/آب 2023، أن مقطع الفيديو عُرض ضمن الفيلم الوثائقي Top Guns: Inside the RAF، على قناة Channel 4 البريطانية، وأشارت إلى أن الفيديو التُقط من داخل قمرة القيادة بطائرة التايفون البريطانية، ويظهر فيه الطيار وهو يواجه المقاتلات الروسية في سماء الأراضي الأوروبية.
الطيار الذي ظهر في الفيديو هو "جيك"، وينتمي إلى السرب التاسع من طائرات تايفون المقاتلة بسلاح الجو الملكي البريطاني، ويظهر في مقطع الفيديو وهو يشارك في "مبارزة جوية" مع مقاتلة روسية، ويقول: "إن وقع حادث هنا، فإن هذا قد يفضي إلى تصعيد يؤدي بنا إلى حرب عالمية ثالثة".
في الفيديو، تغيب الطائرات الروسية عن رؤية جيك أكثر من مرة خلال المواجهة، ويقول: "لقد بدأ القلق يتسرب إليَّ، إنهم يتباطأون من غير سبب واضح، أو يسرعون من دون سبب، ويصعب بشدةٍ أن تتبين المكان الذي يباغتونك منه، هل تأتيهم الأوامر من [الرئيس الروسي فلاديمير] بوتين بنفسه؟ هل يتعمد هذا الرجل تعريض طائرتي للخطر، لأن دماغه يشتغل بهذه الطريقة؟!".
بعد ذلك يقول "جيك" إن أي خطأ يرتكب في أثناء هذه المواجهة الخطيرة قد يُفضي إلى "كارثة لا تحمد عقباها"، وأضاف: "لقد جئنا إلى هنا لنبيِّن أننا جبهة موحدة [مع دول الناتو المتاخمة لأوكرانيا]. إن أتيت إلى هذا البلد، فستواجه عواقب لذلك، وإن استدرجني التأثر بما أتعرض له في هذه اللحظة، واصطدمت خطأ بإحدى هذه الطائرات، فقد يفضي هذا إلى تصعيد يُودي بنا إلى حرب عالمية ثالثة".
لا يُعرف بعدُ مكان الحادث الذي وردت مشاهده في الفيلم الوثائقي، لكن سلاح الجو البريطاني قال سابقاً إن الفيلم الوثائقي يتعقب الطيارين في أثناء انتشارهم في إستونيا خلال العملية (آزوتايز-Azotize)، وحماية بحار المملكة المتحدة وسمائها، وقد اختتم سلاح الجو الملكي البريطاني مشاركته في العملية في بداية شهر أغسطس/آب 2023.
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن بريطانيا شاركت في العملية بإرسال أفراد من قوة الجناح الجوي 140 إلى قاعدة "أماري" الجوية في إستونيا منذ بداية شهر مارس/آذار 2023، علاوة على سرب من الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني من طراز تايفون، وكانت مهمتهم هي اعتراض الطائرات الروسية التي تقترب من المجال الجوي لحلف الناتو.
كان سلاح الجو البريطاني يتولى دوريات الحماية للمجال الجوي للناتو في إستونيا على مدار 4 أشهر، وقالت بريطانيا إن قواتها شاركت في 50 عملية اعتراض جوي مماثلة خلال هذه المدة.
يأتي هذا فيما تزايدت حوادث تحليق الطائرات الروسية فوق المجال الجوي لـ"الناتو" منذ أن بدأت روسيا حربها على أوكرانيا.
كانت الحكومة البريطانية قد أعلنت الأسبوع الماضي، أن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني اعترضت قاذفات روسية شمال أسكتلندا، إذ أقلعت مقاتلات بريطانية من طراز "تايفون" لاعتراض قاذفتين روسيتين بعيدتي المدى كانتا تحلّقان ضمن ما يُزعم أنه دورية بحرية شمال جزر شتلاند في أسكتلندا، خلال الساعات الأولى من يوم 15 أغسطس/آب 2023.
في المقابل، قالت روسيا إن قاذفاتها الاستراتيجية أجرت عمليات تحليق روتينية فوق المياه الدولية في القطب الشمالي.