سلّط تقرير بريطاني الضوء على العديد من عمليات النصب والاحتيال ارتكبها وكلاء لاعبين مزيفون وقع ضحيتها مواهب كروية من البرازيل.
وكلاء اللاعبين المزيفون في البرازيل
وذكرت صحيفة the sun البريطانية أن أحد هؤلاء اللاعبين ويُدعى ليان بيليم يبلغ من العمر 18 عاماً وقع ضحية لأحد الوكلاء النصابين في إيطاليا، بعد أن وعده بالنجومية في أوروبا على غرار مواطنه نيمار الذي لعب لبرشلونة وباريس سان جيرمان قبل الرحيل عن القارة العجوز باتجاه الهلال في صيف العام الجاري.
وقالت: "تحول حلم اللاعب المراهق إلى كابوس بعد أن تُرك في إيطاليا لعدة أشهر أنفق خلالها الكثير من الأموال ثم تُرك بلا ماء وبالكاد يحصل على الطعام"، مؤكدة أنه يُعد نموذجاً واحداً من بين عشرات ضحايا النصب والاحتيال.
وكانت الشرطة الإسبانية قد ألقت القبض في أبريل/نيسان 2023 على عصابتين منفصلتين يعمل أفرادها كوكلاء لاعبين مزيفين ونجحوا في جمع توقيعات من 70 أسرة برازيلية بعد أن وعدوهم بتحويل أبنائهم إلى نجوم في أوروبا.
وجاءت هذه العملية بعد شكوى تقدّم بها أحد اللاعبين إلى الشرطة التي اعتقلت 11 شخصاً.
وحسب "ذا صن" فإن هؤلاء الرجال تلقوا رسوماً أولية تزيد عن 5 آلاف يورو عن كل لاعب شاب ثم دفعات شهرية تصل إلى 1700 يورو، حيث تم إقناع العائلات بأن هذه الأموال يتم توجيهها لتغطية النفقات، بما في ذلك الرسوم الدراسية والسكن والأوراق للحصول على تصاريح الإقامة في مدينة غرناطة الإسبانية.
وعلى العكس من ذلك فإن هؤلاء اللاعبين الشباب عاشوا في ظروف قاسية مع القليل من الطعام وانتهى بهم الأمر دون الحصول على إقامة قانونية في إسبانيا.
هذه الظروف عاشها البرازيلي ليان بيليم في إيطاليا الذي عُرض عليه اللعب في فريق US Albaronco المنافس في دوري الدرجة الرابعة الإيطالي وذلك في ديسمبر/كانون الأول 2019 من قبل وكيل يُدعى تياغو رودريغو دي سوزا.
وعود في الهواء
وأوهم دي سوزا الذي أُدين بتهريب المخدرات الشاب بيليم بأنه سيغطي جميع نفقات الطعام والإقامة كما سيحصل اللاعب من النادي على 300 يورو شهرياً وفي نفس الوقت سيعمل على إجراءات منحه الجنسية الإيطالية، لكن أغلب تلك الوعود لم تُنفذ.
وقال بيليم: "أخبرني تياغو أن اللعب لألبارونكو سيكون الخطوة الأولى لمسيرة رائعة في كرة القدم الأوروبية، تخيل أنك شاب مراهق من أمريكا الجنوبية ويقول لك هذا الرجل إنه سيساعدك على أن تصبح لاعباً مثل نيمار، كان من الصعب أن أقول لا".
وأضاف: "لقد قال لي إنه يعرف أندية أكبر وبإمكانه أن يقدمني كلاعب لها، لكنه نصحني بأن ألبارونكو كان هو السبيل الوحيد للعب في أوروبا حالياً، ولكن بعد ذلك مرت أسابيع وبدأ حلمي يتحول إلى كابوس".
وكان ليان بيليم قد وصل إلى إيطاليا يوم 3 يناير/كانون الثاني 2020 مع أربعة لاعبين آخرين تتراوح أعمارهم بين 16 و21 عاماً وتعرفوا هناك على طبيب أسنان يُدعى إدواردو بوني كولي وهو من حذرهم من ألاعيب وأوهام تياغو دي سوزا على اعتبار أنه أحد ضحاياه، فما كان من ليان إلا أن فكّر في إيجاد طريقة للعودة مجدداً إلى البرازيل لكن دون جدوى.
وقال بيليم: "كل شيء خرج عن السيطرة، كنا في منتصف الشتاء في شمال إيطاليا، ولم يكن لدينا ما يكفي من الطعام وبقينا بدون ماء؛ لأن ثياغو نسي دفع الفواتير، لقد جعلنا نعيش ضغوطاً نفسية رهيبة وشعرت بالرعب"، وازدادت معاناتهم بعد ظهور جائحة فيروس كورونا.
وأضاف: "في أواخر فبراير/شباط 2020 وجدت طريقة للسفر إلى لندن، قبلها كنت على وشك أن أدفع لثياغو 8000 جنيه إسترليني مقابل إنهاء عقدي مع ألبارونكو"، وهي رسوم لم يقررها النادي بل الوكيل ثياغو الذي زوّر توقيع اللاعب في أحد المستندات.
ويبلغ ليان الآن من العمر 21 عاماً ويعيش في كامبريدج ويدرس المحاسبة في جامعة أنجليا روسكين ويحلم بالعودة إلى ممارسة كرة القدم.