التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بجدة، الجمعة 18 أغسطس/آب 2023، في أرفع محادثات منذ تصالح البلدين في مارس/آذار 2023، بعد خصومة استمرت سنوات وزعزعت استقرار المنطقة.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية، عن عبد اللهيان قوله بعد الاجتماع، إنَّ ولي العهد السعودي قبل دعوته إلى زيارة طهران.
وعمل ولي العهد السعودي على إعادة رسم السياسة الخارجية للمملكة في السنوات الماضية، في ظل تساؤلات بشأن علاقتها الوثيقة تاريخياً بالولايات المتحدة.
يأتي الاجتماع، الذي لم يكن مقرراً، بعد يوم من وصول وزير الخارجية الإيراني إلى المملكة وإعلانه عقب محادثات مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن العلاقات بين البلدين "على المسار الصحيح".
وقال أمير عبد اللهيان في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بعد لقائه الأمير محمد بن سلمان: "كانت المحادثات صريحة ومفيدة ومثمرة"، مضيفاً أن الدولتين "متفقتان على استتباب الأمن والتنمية في المنطقة".
وأظهرت لقطات للاجتماع عرضتها وسائل إعلام رسمية إيرانية، الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الإيراني وهما يبتسمان في أثناء حديثهما، بينما كان الأمير فيصل والوفد الإيراني ينظران إليهما.
تسارع في عودة العلاقات
وسيطرت المنافسة بين إيران والسعودية على الشرق الأوسط لسنوات، في ظل تنافسهما بالعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، وسط موجة من إراقة الدماء لأسباب طائفية.
لكن الصين توسطت في مارس/آذار 2023 لتحقيق تقارب، مما أدى إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل كامل، والتي كانت قد قطعتها السعودية في 2016 عندما هاجم محتجون سفارتها في طهران بسبب إعدام الرياض رجل دين شيعياً بارزاً.
وزار الأمير فيصل طهران في يونيو/حزيران 2023، وعبَّر عن أمله في أن يزور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، المملكة في الوقت المناسب.
وبعد سنوات من التنافس ومع تحول بعض الساحات الإقليمية الرئيسية التي كانت موضع تنافس بينهما للاستقرار أكثر مما كانت عليه في السنوات السابقة، يبدو أن كلا الجانبين بات لديه سبب لتغيير مسار العلاقات.
وقال مسؤولون إيرانيون إن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، أراد إنهاء العزلة السياسية والاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة، ورأى في العلاقات الجديدة مع السعودية وسيلة لإنهائها.
بينما باتت السعودية لا تثق بالتزام الولايات المتحدة في ما يتعلق بالمخاوف الأمنية الإقليمية المشتركة، وأرادت تعزيز العلاقات مع الصين التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع إيران.
ونجحت المملكة هذا الشهر في حمل الصين على حضور اجتماع دبلوماسي بشأن الوضع في أوكرانيا كانت بكين قد رفضت المشاركة فيه في وقت سابق.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سعودية، الجمعة، أن الأمير فيصل تحدث مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي، ناقشا خلاله زيادة التنسيق "لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".