واشنطن تحذّر شركات الفضاء الأمريكية.. مخاوف من محاولات “تجسس أجنبي” خاصة من روسيا والصين

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/18 الساعة 16:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/18 الساعة 16:20 بتوقيت غرينتش
هل تنحي الصين وأمريكا خلافاتهما قبل فوات الأوان؟ تعبيرية/ رويترز

حذرت وكالات مكافحة التجسس الأمريكية، الجمعة 18 أغسطس/آب 2023، صناعة الفضاء الأمريكية، طالبة منها توخي الحذر من جهود أجهزة مخابرات أجنبية لسرقة البحوث ومعرفة الأسرار؛ في مسعى لتعزيز برامج بلادها في مجال الفضاء.

وقال مسؤول أمريكي من مجال مكافحة التجسس، لـ"رويترز": "نتوقع ازدياد المخاطر تجاه هذه الصناعة الآخذة في النمو من الاقتصاد الأمريكي"، مضيفاً أن "الصين وروسيا من بين التهديدات المخابراتية الرئيسية لصناعة الفضاء الأمريكية".

وأصدر مكتب التحقيقات الاتحادي والمركز الوطني للأمن ومكافحة التجسس ومكتب القوات الجوية الأمريكية للتحقيقات الخاصة بياناً من صفحتين يفيد بأن كيانات أجنبية غير محددة تشن هجمات إلكترونية وتستخدم تقنيات مثل الاستثمار الاستراتيجي من خلال مشروعات وعمليات استحواذ مشتركة بما يسمح لها بدخول صناعة الفضاء الأمريكية.

يأتي ذلك ضمن أحدث محاولات من واشنطن لرفع الوعي بشأن قضية أثارت غضب مسؤولي مكافحة التجسس منذ مدة طويلة حتى صارت لها أولوية أكبر، حيث تنفق صناعة الفضاء الأمريكية مليارات الدولارات من أجل تطوير صواريخ جديدة وتقنيات أخرى.

وحذر البيان أيضاً الشركات، وطالبها بالحذر إزاء طلبات زيارة المنشآت ومحاولات جمع المعلومات السرية في أثناء انعقاد المؤتمرات. كما ذكر أن الموظفين عرضة لخطر جهود توظيفهم خارج البلاد أو للعمل بشكل استشاري، وتلقي مبالغ مالية مقابل الإفصاح عن معلومات حصرية.

وحث البيان الشركات على الاتصال بمكتب التحقيقات الاتحادي أو مكتب القوات الجوية للتحقيقات الخاصة في حالة وجود مخاوف تتعلق بالتعرض للاستهداف، وعلى تتبع "الحوادث غير المألوفة"، وتطوير برامج اكتشاف "التهديدات من الداخل" في إطار التحقق من الأفراد في الوظائف الحساسة.  

تجسس صيني 

ونهاية يوليو/تموز، كشف تقرير أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تعتقد أن الصين زرعت فيروساً في شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات بالقواعد الأمريكية، مشيرة إلى أن هذا البرنامج يعد "قنبلة موقوتة" يمكن أن تمنح بكين القدرة على إبطاء الانتشار العسكري الأمريكي. 

بحسب التقرير، فإن الإدارة الأمريكية تعتقد أن الصين خبَّأتها بعمق داخل الشبكات التي تتحكم في شبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات وإمدادات المياه التي تغذي القواعد العسكرية في الولايات المتحدة وحول العالم، وفقاً لمسؤولي الجيش والاستخبارات والأمن القومي الأمريكيين. 

أثار هذا الاكتشاف مخاوف من أن القراصنة الصينيين قد أدخلوا شيفرةً مصمَّمة لتعطيل العمليات العسكرية الأمريكية في حالة حدوث صراع، وضمن ذلك إذا تحركت بكين ضد تايوان في السنوات المقبلة. 

من جانبه، قال أحد المسؤولين في الكونغرس إن البرنامج الضار "قنبلة موقوتة" يمكن أن تمنح الصين القدرة على مقاطعة أو إبطاء عمليات الانتشار أو الإمداد العسكري الأمريكي عن طريق قطع الطاقة والمياه والاتصالات عن القواعد العسكرية الأمريكية. لكن تأثيرها قد يكون أوسع بكثير، لأن البنية التحتية نفسها غالباً ما تزود منازل وشركات الأمريكيين العاديين، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.

بحسب الصحيفة، فإن هناك جدلاً داخل الإدارة الأمريكية حول ما إذا كان الهدف من العملية هو في المقام الأول تعطيل الجيش، أو الحياة المدنية، على نطاقٍ واسع في حالة نشوب صراع. لكن المسؤولين يقولون إن عمليات البحث الأولية عن الشيفرة ركزت أولاً على المناطق ذات التركيز العالي للقواعد العسكرية الأمريكية.

وبدأت الإشارات العامة الأولى لحملة البرامج الضارة في الظهور أواخر مايو/أيار، عندما قالت شركة مايكروسوفت إنها اكتشفت شيفرة كمبيوتر غامضة في أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية في غوام، الجزيرة الواقعة بالمحيط الهادئ ذات القاعدة الجوية الأمريكية الشاسعة، وأماكن أخرى في الولايات المتحدة. 

فيما قال أكثر من عشرة من المسؤولين وخبراء الصناعة الأمريكيين في مقابلات على مدار الشهرين الماضيين، إن الجهود الصينية سبقت تقرير مايو/أيار بعام على الأقل، وإن جهود الحكومة الأمريكية لتعقُّب الشيفرة والقضاء عليها جاريةٌ منذ بعض الوقت. 

ويقول مسؤولون أمريكيون إن الجهود الصينية أكثر انتشاراً مما كانوا يدركون في البداية، لكن المسؤولين يعترفون بأنهم لا يعرفون المدى الكامل لوجود الشيفرة في الشبكات حول العالم.

وأدى اكتشاف البرنامج الضار إلى إطلاق سلسلة من اجتماعات غرفة العمليات بالبيت الأبيض في الأشهر الأخيرة، حيث حاول كبار المسؤولين من مجلس الأمن القومي والبنتاغون ووزارة الأمن الداخلي ووكالات الاستخبارات في البلاد فهم نطاق المشكلة وتحديد رد الفعل. 

يأتي الكشف العلني عن عملية البرمجيات الخبيثة في لحظة مشحونة بشكل خاص في العلاقات بين واشنطن وبكين، في ظل توتراتٍ تشمل التهديدات الصينية ضد تايوان والجهود الأمريكية لحظر بيع أشباه الموصلات المتطورة للغاية للحكومة الصينية. 

علامات:
تحميل المزيد