نددت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء 16 أغسطس/آب 2023، بالهجمات الروسية المستمرة على البنية التحتية لتصدير الحبوب في أوكرانيا، وقالت إنها تعمل مع شركاء لإيجاد خيارات بديلة لصادرات الحبوب الأوكرانية، وذلك في وقت أعلنت فيه كييف مغادرة أول سفينة شحن ميناء أوديسا الواقع على البحر الأسود عبر ممر ملاحي جديد، رغم تحذير روسيا.
فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، قال في إفادة صحفية، إن "الولايات المتحدة… تدعو روسيا للعودة على الفور إلى مبادرة حبوب البحر الأسود"، وذلك في إشارة إلى اتفاق كان يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وهو اتفاق انسحبت منه روسيا في 17 يوليو/تموز 2023.
باتيل ودون الخوض في تفاصيل، قال إن الولايات المتحدة تسعى إلى "إيجاد طرق وممرات يمكننا من خلالها الاستمرار في نقل الحبوب إلى الأماكن التي تحتاج إليها"، وأضاف أن واشنطن لم تر أي بادرة من الروس تعبر عن رغبتهم في العودة إلى الاتفاق.
فمنذ انسحابها من الاتفاق، هاجمت روسيا البنية التحتية الزراعية والموانئ الأوكرانية، وكان التصدير يتم عبر الممر البحري الآمن حيوياً؛ للمساعدة في التصدي لأزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب غزو موسكو لأوكرانيا.
في هذا الصدد، قال باتيل إن "بوتين ببساطة لا يعبأ بالأمن الغذائي العالمي". وأضاف أن هجمات موسكو تفاقم أزمة نقص الغذاء، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
وفي 22 يوليو/تموز 2022، وقّعت روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، مبادرة البحر الأسود المعروفة إعلامياً بـ"صفقة الحبوب"، والتي تقضي بإخراج الحبوب والمنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود من 3 موانئ، من ضمنها ميناء أوديسا.
من جانبهم، قال مسؤولون أوكرانيون إن الضربات الجوية التي شنت الليلة الماضية دمرت صوامع ومخازن في ميناء ريني على نهر الدانوب، وهو طريق حيوي في زمن الحرب لصادرات المواد الغذائية، ونُشرت صور لمرافق تخزين أصابها الدمار ولأكوام من الحبوب المبعثرة.
وأثار الهجوم موجة غضب في رومانيا المجاورة التي أصبحت الآن مركزاً رئيسياً لصادرات الحبوب الأوكرانية إلى الخارج منذ انهيار الاتفاق.
بدورها، دأبت موسكو على القول إنها مستعدة للعودة إلى الاتفاق "على الفور" بمجرد تنفيذ اتفاق مصاحب يتعلق بتسهيل الصادرات الروسية.
في موازاة ذلك، أعلنت كييف، الأربعاء 16 أغسطس/آب 2023، مغادرة أول سفينة شحن ميناء أوديسا الواقع على البحر الأسود عبر ممر ملاحي جديد، رغم تحذير روسيا في وقت سابق من أنها قد تستهدف السفن التي تستخدم الموانئ الأوكرانية.
الإعلان الذي يثير مخاوف من تدخل سفن حربية روسية، جاء بعد ساعات من إعلان أوكرانيا أنها حررت قرية في إطار الهجوم المضاد الذي تشنه على طول الجبهة الجنوبية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
الوزير الأوكراني المكلف شؤون البنى التحتية، أولكسندر كوبراكوف، قال إن "حاملة الحاويات جوزيف شولت… غادرت ميناء أوديسا وتبحر عبر الممر المؤقت الذي أنشئ للسفن المدنية"، وكانت السفينة تبحر بموازاة الساحل الأوكراني متجهة نحو فيلكوف جنوباً، وفقاً لموقع متخصص بتتبع السفن.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهائها "تخلي" كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.