أعلنت الجزائر، السبت، 12 أغسطس/آب 2023 اكتمال "الطريق السيار شرق ـ غرب" الذي يبدأ من حدود البلاد الغربية مع المغرب ويصل حدودها الشرقية مع تونس، ويبلغ طوله 1216 كلم، وبذلك تكون الجزائر أنهت كلياً إنجاز هذا الطريق الذي بدأ بناؤه مطلع الألفية الجديدة وسُمي "مشروع القرن".
جاء ذلك خلال تدشين رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، المقطع الأخير من الطريق الذي يربط مدينة الدرعان (محافظة الطارف أقصى الشرق) بالحدود التونسية على مسافة 84 كلم، وفق التلفزيون الرسمي.
13 مليار دولار تكلفة مشروع القرن في الجزائر
بحسب الأرقام الرسمية للحكومة الجزائرية، فإن التكلفة الإجمالية للطريق فاقت 13 مليار دولار، وكان يفترض أن يكتمل عام 2012.
وشهد المشروع تأخراً بسبب مشكلات تقنية وإدارية، وفجر حينها قضية فساد عرفت بـ"فضيحة القرن" وانتهت المحاكمات فيها عام 2015 بإصدار القضاء الجزائري أحكاماً بالسجن وغرامات مالية ضد المتورطين فيها.
في حين اعتمدت السلطات الجزائرية على الاستغلال الفوري لكل مقطع من الطريق يتم تجهيزه، إلى أن تم الانتهاء منه كلياً، السبت.
وأثناء حفل التدشين، قال رئيس الوزراء إن "الجزائر باتت تحوز أطول شبكة طرقات على الصعيد القاري بمسافة 141 ألف كلم، منها 9000 كلم طرق سريعة وبمعايير دولية".
ودعا بن عبد الرحمن إلى تفعيل شبكات صيانة الطريق والحرص على إبقائه ملائماً لحركة سير المركبات.
ويسمح المقطع الأخير من الطريق برفع حجم المبادلات التجارية مع تونس، بجانب ضمان انسيابية تنقل الأشخاص بين البلدين.
ويقع "الطريق العملاق" ضمن مخطط تكامل اقتصادي وتجاري وضعه اتحاد دول المغرب العربي، ليربط برياً المغرب والجزائر وتونس، غير أن خلافات الجزائر والرباط وإغلاق الحدود البرية بينهما منذ 1994، تحول دون اكتمال مخطط الطريق.
تعاون بين الصين والجزائر في مشروع القرن
المشروع الذي أنجزته شركة سيتيك للإنشاءات الصينية (CITIC CONSTRUCTION) قال جطني بن عيسى، مدير مشروع 84 كيلومتراً للمؤسسة الجزائرية للطرق السيارة بخصوصه في تصريح لوكالة أنباء "شينخوا" إنه يعتبر هذا الطريق ذا أهمية قصوى من حيث البعد الاقتصادي والتنموي والاجتماعي الكبير والانتهاء من إنجازه يعني الافتتاح الكامل للطريق السيار الذي يربط شرق الجزائر بغربها على مسافة 1216 كيلومتراً حيث سيربط 17 ولاية جزائرية شمالية من أصل 58 ولاية تشكل الجمهورية الجزائرية، كما سيربط الجزائر بالدول العربية الأخرى.
كانت شركة سيتيك للإنشاءات تشارك إلى جانب شركة سكك الحديد الصينية الدولية المحدودة في عملية بناء 528 كيلومتراً من الطريق السيار شرق-غرب المعروف باسم "مشروع القرن" بين عامي 2006 و2012.
أما مقطع 84 كيلومتراً، فإن شركة سيتيك للإنشاءات تبرز كشريك "منفذ" لإكمال المشروع الذي تخلى عنه المقاول الأول بسبب تضاريسه المعقدة وظروفه الجيولوجية، حيث كان "مشروع القرن" طريقاً "مسدوداً" بينما تم فتح بقية المقاطع أمام حركة المرور قبل سنوات.
وعند البحث عن مقاول جديد، اختارت المؤسسة الجزائرية للطرق السيارة الشركة الصينية سيتيك للإنشاءات كشريك لها من خلال مناقصة التفاوض بدلاً من المناقصة العامة.
قال محمد الخالدي المدير العام للمؤسسة الجزائرية للطرق السيارة: "إنه خلال تعاوننا السابق في بناء الطريق السيار شرق-غرب، أظهرت سيتيك للإنشاءات التزامها بجميع القوانين والأعراف الدولية، حيث كانت حريصة على مساعدتنا في التغلب على تحدياتنا".
الجدير بالذكر أن سيتيك للإنشاءات لعبت دور رجال الإطفاء عدة مرات خلال عملية بناء مشروع 84 كيلومتراً، فمثلاً عندما اندلعت حرائق الجبال في شمال الجزائر في أغسطس/آب الماضي، وأسفر عن مصرع العشرات من الأشخاص، استخدم موظفو المشروع آلات البناء لإنشاء حواجز ضد الحرائق عبر الغابات، وتم بنجاح احتواء انتشار الحرائق.