ارتفع عدد قتلى حرائق الغابات في جزيرة ماوي بولاية هاواي الأمريكية إلى 80 شخصاً، السبت 12 أغسطس/آب 2023، فيما فتحت السلطات تحقيقاً حول تعامل المسؤولين مع الحريق المدمر، في وقت تواصل فيه فرق البحث تمشيط أطلال منتجع مدينة "لاهينا" التاريخي الذي اجتاحته النيران.
المسؤولون في مقاطعة ماوي، أكدوا أنه فيما تزايدت أعداد الضحايا، تم إجلاء نحو 1418 شخصاً إلى الملاجئ، فيما أكد حاكم هاواي جوش غرين في تصريح لشبكة "سي إن إن" أنه "بلا شك سيكون هناك مزيد من القتلى".
كان قائد شرطة مقاطعة ماوي، جون بيليتيه، قد أشار يوم الخميس الماضي، إلى أن حوالى ألف شخص قد يكونون في عداد المفقودين، لكنه أشار إلى أن هذا لا يعني أنهم رسمياً في عداد المفقودين أو متوفون.
بدورهم، أشار المسؤولون في ماوي أيضاً إلى أن فرق البحث التي تستعين بكلاب مدربة على البحث عن الجثث، قد تعثر على المزيد من ضحايا الحرائق، التي أتت على ألف مبنى وشرّدت الآلاف، وهو ما يتطلب على الأرجح سنوات عديدة ومليارات الدولارات لإعادة البناء.
بحسب السلطات فإن حريق "لاهاينا" الذي انتشر من الغابة إلى البلدة لم ينته بعد، لكن تم احتواؤه بنسبة 85%، فضلاً عن احتواء حريقين آخرين في الجزيرة بنسبتي 80 و50%، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
بالتزامن مع تمشيط فرق البحث منطقة المنتجع، سعى المسؤولون في هاواي إلى تحديد كيفية انتشار اللهب بهذه السرعة عبر المنتجع دون تحذير يذكر، وبعد ثلاثة أيام من وقوع الكارثة لم يتضح بعد ما إذا كان بعض السكان تلقوا أي تحذيرات قبل أن تلتهم النيران منازلهم.
تحتوي الجزيرة على صفارات إنذار للتحذير من الكوارث الطبيعية والتهديدات الأخرى، لكن يبدو أنها لم تنطلق أثناء الحريق، وقال حاكم هاواي، غرين: "لقد وجهت بإجراء مراجعة شاملة هذا الصباح، كي نعرف على وجه التحديد ما الذي حدث ومتى حدث"، في إشارة إلى صفارات الإنذار.
بدوره، فتح القضاء يوم الجمعة 11 أغسطس/آب تحقيقاً في الحادثة، وقالت المحامية العامة في جزر "هاواي" آن لوبيز، إن التحقيق يطال إدارة الحرائق المدمرة، وأضافت في بيان: "فريقي يتعهد تفحص القرارات التي اتُّخذت قبل وأثناء الحرائق ومشاركة نتائج هذا التدقيق مع العامة"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبه، أكد متحدث باسم الوكالة المسؤولة عن إدارة الأزمات في "هاواي"، لشبكة "سي إن إن"، أن صفارات الإنذار التي كان من المفترض أن تُطلق في حالة نشوب حريق لم يتم تفعيلها، لكنه أشار إلى أنه تم إرسال تنبيهات إلى هواتف السكان المحمولة، وبُثت عبر الإذاعة والتلفزيون.
في موازاة ذلك بدأ الناجون في مدينة لاهاينا، العاصمة السابقة لـ"هاواي"، والتي أتت النيران عليها تقريباً، بالعودة، وإلقاء اللوم بعد رؤية مدينتهم التي استحالت رماداً.
يبلغ عدد سكان المدينة نحو 12 ألف نسمة قبل أن تلتهمها النيران، وتحوّل عدد لا يحصى من المنازل والمتاجر والسيارات إلى مجرد أكوام من الرماد، بحسب الوكالة الفرنسية.
كانت ماوي قد شهدت انقطاعات عديدة للتيار الكهربائي خلال الأزمة، وتوقف رقم الطوارئ عن الخدمة في أجزاء من الجزيرة، كما أدى اندلاع عدة حرائق متزامنة إلى تقسيم جهود رجال الإطفاء، ففي لاهاينا تفاجأ السكان لدرجة أن العشرات منهم ألقوا بأنفسهم في البحر بعدما حاصرتهم النيران، وفقاً لخفر السواحل.
وأصبحت الحرائق الكارثة الطبيعية الأكثر فتكاً في تاريخ الولاية، بعد أن تخطت كارثة تسونامي التي أودت بحياة 61 شخصاً على جزيرة هاواي الكبرى، في عام 1960، بعد انضمام هاواي إلى الولايات المتحدة.
على وقع كارثة الحرائق، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن حرائق هاواي كارثة طبيعية، مفرجاً عن مساعدات فيدرالية لجزيرة ماوي، بهدف تمويل أعمال الإغاثة والإيواء الفوري وجهود إعادة الإعمار.