يعاني عدد كبير من الأشخاص من مشاكل الشعر المجعد، والذي يصعب تمشيطه والاعتناء به، عكس الشعر الناعم والمنسدل، لذلك فهو بحاجة لعناية خاصة ودائمة.
لكن هناك نوع آخر من الشعر، والذي يعتبر التعامل معه أصعب بكثير من المجعّد، وهو الشعر المتخشّب، الذي يحدث بسبب خلل جيني قبل الولادة، ويسمى متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط، ويرمز لها طبياً بـ(UHS).
تعتبر هذه المتلازمة واحدةً من المشاكل النادرة التي قد تصيب الشعر، إذ إنها تلازم الأطفال المولودين بهذا الخلل الجيني فترات طويلة، ما قد يؤدي إلى شعورهم بالإحراج بسبب شكل شعرهم الغريب وغير المألوف.
تعريف متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط
هذه المتلازمة النادرة عبارة عن اضطراب في نمو الشعر، ناتج عن خلل في الجينات المتحكمة في نمو الشعر، وهي التي تكون مسؤولة عادةً عن عملية تساقطه، وذلك لأن بصيلات الشعر تبني خصلات شعر ذات اختلافات بنيوية، ناتجة عن نقص في الميلانين.
وغالباً ما يكون لون شعر الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة أشقر أو فضياً لامعاً، مجعداً شبيهاً بالأسلاك، الشيء الذي يجعل اختلافه واضحاً جداً مقارنة بالآخرين، وذلك لأنه وكما يشير اسم المتلازمة لا يمكن تمشيطه بالمرة.
وبحسب أبحاث أُجريت سنة 2016، فإن هذا الشعر المتخشب عند ملاحظته تحت المجهر يظهر على شكل مثلث، وليس أنبوبياً، كما هو الحال بالنسبة للشعر العادي.
وبما أن أغلبية المصابين بهذه المتلازمة، والذين لم يتجاوز عددهم 100 شخص حول العالم، يعانون من تخشّب الشعر بسبب خلل جيني قبل الولادة، فإنها تؤثر على الأشخاص في مرحلة الطفولة، وغالباً ما تبدأ الأعراض في الظهور في الفترة ما بين 3 أشهر و3 سنوات، والأكثر شيوعاً بين سن 2 و11 سنة.
أسباب أخرى لمتلازمة الشعر غير القابل للتمشيط
كما ذكرنا سابقاً فإن السبب الرئيسي للإصابة بهذه المتلازمة هو الخلل الجيني، الذي يحدث خلال مرحلة الحمل، والذي يحمله الجنين غالباً من كلا الوالدين، ما يجعله واحداً من بين المشاكل الوراثية النادرة التي تصيب الأطفال.
فيما هناك بعض الأسباب المرضية التي قد تؤدي للشعر المتخشب، والتي لها علاقة كذلك بتغيُّر بنية نمو الشعر، وهي الثعلبة البقعية، وخلل التنسج الجلدي، ومتلازمة بورك، وخلل التنسج الكتائبي.
فيما يمكن أن يتعرض بعض الأشخاص لتخشب الشعر الذي يصعب تمشيطه لأسباب أخرى مختلفة، لا علاقة لها بالوراثة، أو أمراض أخرى، الشيء الذي يستدعي القيام بأبحاث أكثر لمعرفة الأسباب الأخرى غير المعروفة.
علامات تدل على الشعر المتخشب
هناك العديد من العلامات الواضحة التي تكشف أن الشخص مصاب بمتلازمة الشعر غير القابل للتمشيط، والذي لا يمكن تحسين وضعه عن طريق علاجات العناية بالشعر المتوفرة للشعر المجعد.
ومن بين كل هذه العلامات نجد:
- شعر جاف وخشن جداً.
- لون الشعر أشقر أو فضي.
- وجود انحناءات طولية في بنية الشعر.
- استحالة تمرير المشط به.
- تصلُّب الشعر ووقوفه.
- نمو بطيء جداً.
وفي هذه الحالة لا يكون فقط من الصعب استعمال مملسات المشط، أو مستحضرات العناية، وإنما يُمنع كذلك استعمال مملّسات الشعر، لأنها تزيد من تدهور الحالة، ولن تُجدي أي نفع حسب المتوقع.
هل هناك علاج لهذه المتلازمة؟
لا تشكل هذه المتلازمة أي خطر على صحة الطفل المصاب بها، خصوصاً أنها تعتبر من بين المشاكل الجينية القابلة للتلاشي مع مرور الوقت، إذ إنه كلما كبر الطفل بدأ يحصل على خصائص شعر عادية أكثر.
إذ إن هذه المتلازمة لا تضر الشعر الطبيعي، وذلك لأنه غالباً ما ينمو بصحة جيدة، ولكن بمعدل أبطأ من الشعر العادي، ويبدأ في التغير مع الوصول إلى سن البلوغ.
لذلك فإن الشعر المتخشب لا يحتاج لأي نوع من العلاج، ويكفي الانتظار فقط لا غير، فيما يمكن الاستعانة بمكملات البيوتين، التي يمكن أن تجعل مظهره أحسن من السابق، وفقاً لمراجعة بحثية أجريت عام 2017.