بعد انتهاء سحب قرعة تصفيات الدور الثاني لنهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 في 27 يوليو الماضي، أصبحت المواجهات معروفة الآن لدى المنتخبات العربية المشاركة في هذه التصفيات. وقد أفرزت القرعة مجموعات متفاوتة بين السهلة والمجموعات الصعبة، مما يعدّ مسرحاً لمباريات ذات تنافس عالٍ بين المنتخبات العربية المشاركة في التصفيات الآسيوية.
وتبدأ التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027 في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول القادم، ولعل هذه التصفيات تكتسب أهمية مضاعفة لكونها بالتأكيد بداية العبور للمرحلة الثانية من التصفيات المونديالية، ولكونها أيضاً بروفة حقيقية لاستعدادات المنتخبات العربية لخوض غمار المنافسات الآسيوية لكأس آسيا 2024 مطلع العام القادم في دولة قطر.
تغييرات جذرية.. وطموحات عالية للمنتخبات العربية
بعد نهائيات كأس العالم 2022، اتجهت إدارة اتحادات كرة القدم في مختلف الدول لإعادة هيكلة المنتخبات للاستعدادات للبطولات القادمة، في محاولة منها لإعادة هيكلة المنتخب وتأسيس منتخب جديد قادر على مقارعة الكبار.
وشهدت التغييرات إقالة المدربين السابقين لمعظم المنتخبات العربية، وتعيين مدربين جدد لقيادة المنتخبات في الفترات القادمة، وأهم المدربين الجدد القادمين لتولي دفة المنتخبات هم:
- البرتغالي جورجي جيسوس مدرب للسعودية (لم يتم تأكيد التعاقد معه بعد)
- الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش مدرب (سلطنة عمان)
- البرتغالي كارلوس كيروش مدرباً للمنتخب العنابي (قطر)
- الإسباني خيسوس كاساس مدرب لبلاد الرافدين (العراق)
- البرتغالي باولو بينتو مدرب (الإمارات)
- الصربي ألكسندر إيليتش مدرب لمنتخب (لبنان)
- المغربي الحسين عموتة مدرب للمنتخب (الأردن)
- الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب لنسور قاسيون (سوريا)
- البرتغالي روي بينتو مدرب (الكويت )
- التونسي مكرم دبوب مدرب للمنتخب (فلسطين)
- الإسباني خوان بيتزي مجرباً للمنتخب (البحرين)
الأخضر السعودي الرقم الصعب في البطولة الآسيوية
رغم خروج المنتخب السعودي من الدور الأول في نهائيات كأس العالم قطر 2022 الماضية، فإن مباراة نشوة الفوز على المنتخب الأرجنتيني ما زالت حاضرة في نفوس السعوديين، لذلك تنظر الجماهير السعودية بحالة من التفاؤل والترقب لمنتخبها الحالي.
الترقب لمعرفة المدرب الجديد للمنتخب السعودي خلفاً للمدرب هيرفي رينارد الفرنسي، والذي طلب الرحيل عن الأخضر السعودي منذ نهاية المونديال، والتفاؤل بحيث أن تكون المرحلة السابقة فرصة للتعلم وتلافي الأخطاء الماضية، وتكرار إنجاز المونديال الماضي بالتأهل لنهائيات مونديال قطر 2022، ولمَ لا تكرار إنجاز المنتخب المغربي في المونديال الماضي والوصول لنصف نهائي كأس العالم!
ويمني المنتخب السعودي النفس أيضاً بأن يحقق النتائج المرجوة في كأس آسيا القادمة، وتحقيق اللقب الرابع له في هذه المسابقة، وأن يكون التطور الحاصل في الكرة السعودية على جميع الأصعدة وليس فقط محصوراً على مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية في المملكة الذي يعمل على جلب أبرز نجوم العالم والمدربين للدوري السعودي، وأن ينعكس هذا الأمر على كرة القدم في السعودية بشكل كامل بكل الفئات العمرية وصولاً لمنتخب الرجال.
ينتظر الشارع السعودي فترة ترقب كبير لمعرفة هوية المدرب الجديد مع كثرة التكهنات حول المدرب القادم، فيما تشير التوقعات إلى أن أبرز الأسماء التي قد تشغل المنصب هم: البرتغالي جورجي جيسوس مدرب نادي الهلال السعودي السابق، والذي من الممكن أن يتولى مهمة المدير الفني لمنتخب السعودية، ولكن اسم المدرب الأرجنتيني مارسيلو غالاردو مطروح أيضاً.
وفيما يتعلق بالتحضيرات الحالية، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم يفكر جدياً في عدم إجراء مباريات ودية حالياً، وذلك نظراً للتردد في تعيين مدير فني جديد للمنتخب فيما تواجه صعوبة في تنظيم مباريات ودية خلال هذا الشهر من عام 2023.
فوفقاً لصحيفة "اليوم" السعودية، فإن اتحاد كرة القدم وضع مدرب أحد أندية الرياض كخيار مؤقت على سبيل الإعارة، حال عدم إتمام التعاقد مع مدرب جديد، خلال الفترة المقبلة.
وبحسب مصادر مقربة من الاتحاد السعودي، سيتم التركيز في الوقت الحالي على تنفيذ خطة تشمل إقامة مباريات ودية خلال فترات التوقف الدولية التي تعتمدها الفيفا في سبتمبر/أيلول القادم من يوم 4 إلى 12، مما يتيح فرصة إقامة مباراتين خلال تلك الفترة.
كما ستتاح فرصة أخرى لإقامة مباريات ودية خلال الفترة من 9 إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وسيكون هناك أيضاً فترة توقف أخيرة من 13 إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث يمكن إقامة مباراتين أخريين خلال تلك الفترة.
بالتالي، يُتوقع أن يكون لدى المدرب الجديد للمنتخب السعودي فرصة لإجراء ما يصل إلى 6 مباريات ودية خلال هذه الفترات الدولية الثلاث. تلك المباريات ستكون جزءاً من التحضيرات الأخيرة والبروفات للمنتخب، استعداداً لبطولة كأس آسيا التي ستُقام في قطر عام 2024.
منتخبات الكويت والإمارات.. هيكلية جديدة لرسم مسار العودة الجادة الصحيحة
تعيش منتخبات الكويت والإمارات فترة كروية خلال السنوات الماضية وصفت بالأسوأ لها على الإطلاق، فبعد أن كانت هذه المنتخبات قادرة على مقارعة كبار القارة أصبحت في السنوات الأخيرة تكتفي بدور خجول في المجموعات خلال البطولات الآسيوية، فيما يستمر غيابها عن نهائيات كأس العالم لأكثر من 20 عاماً، حيث تأهل المنتخب الكويتي مرة واحدة عام 1982، بينما تأهل المنتخب الإماراتي مرة واحدة أيضاً عام 1990، في حين لم يسبق للأخير أن فاز بكأس آسيا وكان أفضل إنجاز لها هو الوصول لنهائي 1996 أمام السعودية وخسر النهائي وقتها بركلات الترجيح .
أما عن المنتخب الكويتي فيمني النفس أملاً في الحصول على اللقب الثاني له في بطولة كأس آسيا بعد إنجاز وحيد لم يحققه مجدداً منذ أكثر من 3 عقود.
يمر المنتخبان بفترة معقدة وصعبة مع مدربين محترفين جدد، حيث بدأت مرحلة التحضير من جانب المنتخب الإماراتي والذي أنهى المدير الفني للمنتخب الأول البرتغالي باولو بينتو، زياراته لعدد من معسكرات الأندية الخارجية المقامة حالياً في أوروبا استعداداً لانطلاق الموسم الجديد.
العنابي يكثف جهوده للمحافظة على اللقب
يمر المنتخب القطري بتقلبات عديدة خلال الفترة الماضية، فبعد أن حقق اللقب في كأس آسيا الأخيرة 2019، استمر المنتخب بالتطور، لكن غياب الخبرات الدولية انعكس على المستوى العام للفريق فظهر بمستوى متواضع جداً في المونديال الأخير الذي فاز به منتخب ميسي وأصدقاؤه.
لذلك، بعد النهائيات تمت إقالة المدرب الإسباني فليكس سانشيزباس، ليتم تعيين المدرب البرتغالي كارلوس كيروش مدرب المنتخب المصري السابق، على أمل إعادة المنتخب العنابي لمساره الصحيح، إذ تأمل الجماهير القطرية في أن تكون الفترة القادمة مغايرة تماماً لما سبقها من أداء سيئ، وأن يحافظ المنتخب على لقبه في النسخة السابقة من كأس آسيا.
وفي إطار التحضيرات، شارك المنتخب القطري للمرة الثانية في كأس الكونكاكاف الذهبية وضمت مجموعته كلاً من المكسيك، هندوراس، هايتي، واستطاع التأهل بمركز الوسيط، لكنه خرج من الدور ربع النهائي بنتيجة قاسيا للغاية، عندما هزم بنتيجة 4 أهداف مقابل لا شيء أمام منتخب بنما المصنف رقم 57 عالمياً، في المباراة التي جمعتهما في دالاس الأمريكية.
رغم ذلك، صرح الأسترالي تيم كاهيل المدير التقني لمنتخب قطر: "خروجنا من الكونكاكاف لا يعني نهاية العمل بل سنراجع المشاركة ونتعلم منها"، وسيخوض المنتخب القطري مباراة ودية في 12 من سبتمبر، قبل أن يبدأ تصفيات كأس العالم 2026 ويواجه منتخب الهندي في 12/11 /023 .
اجتياز عقدة الدور الأول في كأس آسيا
أما عن المنتخب السوري، في محاولة يائسة من الاتحاد السوري لكرة القدم فتم تعيين المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، لقيادة المنتخب في الفترة القادمة.
فرغم الأوضاع الاجتماعية والسياسية البائسة التي تعيشها سوريا، ترتفع مع بدء كل بطولة آسيوية المعنويات أملاً بتحقيق نتائج جيدة تُنسي الشعب للحظات مأساته اليومية، لكن لا جديد في الكرة السورية إذ اعتاد المنتخب على الفشل الدائم في البطولة الآسيوية، فلم ينجح في عبور دور المجموعات طيلة مشاركته فيها.
تم تثبيت مباراتين وديتين سيخوضهما المنتخب السوري، حيث سيواجه المنتخب الماليزي في المباراة الأولى يوم 6 سبتمبر/أيلول المقبل، ثم يلتقي المنتخب الصيني في المباراة الثانية يوم 12 من نفس الشهر.
وتأتي هذه المباريات الودية كفرصة قوية للمنتخب السوري لاختبار قوته واستعداداته قبل أن يخوض غمار التصفيات الرسمية المؤهلة لكأس العالم، فسيبدأ المنتخب السوري مشواره في هذه التصفيات بمواجهة المنتخب الكوري الشمالي في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، ومن ثم سيلتقي منتخب اليابان في 21 من نفس الشهر.
وبعد هذه المرحلة المهمة، سيستعد المنتخب السوري لخوض منافسات كأس آسيا، حيث سيبدأ بمواجهة منتخب أوزباكستان في 13 يناير 2024.
أما عن تاريخ المشاركات في كأس العالم فلم يتأهل المنتخب السوري ولا مرة لبطولة، وكانت محاولته الأخيرة من أفضل الفرص للوصول، لكنه للأسف مُنّي بهزيمة أمام نظيره الكوري الجنوبي (0-2) في الجولة الثامنة من التصفيات.
بهذه الترتيبات والاستعدادات التي تخوضها المنتخبات العربية في آسيا، تنتظر الجماهير بفارغ الصبر أداء فرقها خلال البطولة والتصفيات المقبلة لكأس العالم، لتحقيق نتائج إيجابية تعزز من تمثيلهم في البطولات الكروية الكبرى.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.