يعتزم رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، إعلان ترشحه لرئاسة حزب الشعب الجمهوري خلال فترة لن تزيد عن أسبوعين، بحسب المصادر في أكبر أحزاب المعارضة التركية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، في حين أن الزعيم الحالي للحزب كليجدار أوغلو يبدأ استراتيجية لاحتواء طموح الأول.
رغم الحديث الدائر عن محاولة للتعاون بين جبهتي إمام أوغلو ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، للتوحد حول مرشح واحد لرئاسة الحزب، فإن المصادر أكدت ابتعاد الجبهتين عن التعاون حالياً، بسبب رغبة رئيس البلدية الحالي في رئاسة الحزب.
وكان مقرّبون من جبهة أوزيل قد قدموا مقترحاً لإمام أوغلو، بأن يتنازل عن الترشح لرئاسة الحزب لصالح أوزغور أوزيل، مقابل أن يكون إمام أوغلو هو مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة، وهو الأمر الذي لم يلقَ اهتماماً لدى إمام أوغلو ولا دائرة المقربين منه، وفق المصادر ذاتها.
جولة إمام أوغلو
في محاولة منه لفرض اسمه كمرشح لرئاسة حزب الشعب الجمهوري في المؤتمر العام القادم للحزب، بدأ إمام أوغلو في زيارة الولايات التركية للحصول على تزكية المندوبين قبل انعقاد المؤتمر.
وتحوي مدينة إسطنبول وحدها، التي يرأسها إمام أوغلو، 196 مندوباً للحزب، لهم حق الانتخابات والاختيار في المؤتمر العام للحزب، وهذا العدد من المندوبين يساوي عدد مندوبي الشعب الجمهوري في 36 ولاية تركية؛ ما يعطي أولوية لتقدم إمام أوغلو في الانتخابات حال ترشحه.
من مدينة تونجالي، مسقط رأس زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، بدأ رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو جولاته لنيل دعم مندوبي الحزب.
وخلال زيارته للمدينة، أجرى إمام أوغلو اتصالاً هاتفياً بكليجدار أوغلو أمام كاميرات وسائل الإعلام، قال فيه: "سيدي الرئيس، اتصلت على هاتفك المحمول، لكنك لم ترد، وكذلك اتصلت على هاتف المنزل ولم ترد، نحن اليوم في مدينة تونجالي، درجة الحرارة مرتفعة إلى حد ما، ومعي زوجتي ديلك هنا، وسنستمر في زياراتنا، هل هناك أي طلبات منا؟ ننقل لك سلام الجميع هنا في المدينة".
مناورة كليجدار أوغلو
مع استمرار إمام أوغلو في مطالبات التغيير داخل حزب الشعب الجمهوري، وعدم التراجع عن خطط ترشحه لانتخابات رئاسة الحزب القادمة، يحاول زعيم الحزب كليجدار أوغلو احتواء هذه التحرّكات داخل الحزب، عبر خطة تم الإعداد لها من قبل قيادات الحزب، وتستمر لمدة شهرين ونصف الشهر.
بحسب المصادر التي تحدث إليها "عربي بوست"، فقد بدأ كليجدار أوغلو بالفعل في محاولات احتواء جبهة المعارضة الداخلية، وذلك بعد قراره تعيين جوكهان جونايدن، أحد أهم المقربين من إمام أوغلو، في منصب نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس الأمة التركي.
إلى جانب ذلك، بدأ رئيس الحزب في استخدام بعض الكلمات العاطفية الجاذبة لقواعد الحزب، ومن أشهر ذلك خطابه حول "تسليم السفينة بعد وصولها بسلام إلى بر الأمان"، في محاولة منه لتقليل الضغوط من قواعد الحزب، ومنع جبهة المعارضة من كسب المزيد من الأصوات.
تغيير النظام الأساسي
في محاولة أخيرة لرئيس الحزب، بحسب المطلعين على الكواليس الداخلية فيه، وعد كليجدار أوغلو بتغيير النظام الأساسي لقيادة وإدارة الحزب قبل المؤتمر العام القادم، بما يضمن اتساع دائرة التمثيل النسبي لكافة الشرائح والفئات داخل القيادة العليا لحزب الشعب الجمهوري.
ووعد كليجدار أوغلو بجذب "النظام الأساسي الأكثر ديمقراطية على الإطلاق" إلى داخل مركز القيادة للحزب، بما يلبي طموحات المطالبين بالتغيير والتجديد داخل أروقة الحزب.
إلى جانب ذلك، قام رئيس أكبر أحزاب المعارضة التركية بتغيير جميع كبار مستشاريه الذين شاركوه مسيرته في رئاسة الحزب منذ عام 2010، وعيّن بدلاً منهم أشخاصاً مقربين من جبهتي المعارضة داخل الحزب.
ويوجد حالياً داخل حزب الشعب الجمهوري جبهتان تعارضان كليجدار أوغلو، إحداهما تنادي بتغيير قيادة الحزب كاملة، ويتزعمها أكرم إمام أوغلو، إضافة إلى جبهة التجديد، بزعامة رئيس الكتلة البرلمانية للحزب أوزغور أوزيل، التي تنادي بتجديد خطاب الحزب وقياداته.
يشار إلى أن مؤتمرات المناطق الفرعية بدأت منذ 5 أغسطس/آب 2023، وفي المقاطعات في 16 سبتمبر/أيلول، وتنتهي في 15 أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، وسيتم تحديد موعد المؤتمر العام من مجلس حزب الشعب الجمهوري بعد انتهاء مؤتمرات المقاطعات، وسط حديث عن إمكانية عقده في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة للمعلومات التي تأكدنا من مصداقيتها من خلال مصدرين موثوقين على الأقل. يرجى تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو سلامتها.