الأزمة بالنيجر تتعقد.. عقوبات على الانقلابيين لرفضهم استقبال دبلوماسيين إفريقيين وأمميين جاؤوا للتفاوض

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/09 الساعة 05:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/09 الساعة 05:50 بتوقيت غرينتش
قادة الجيش في النيجر/ رويترز

 فرضت نيجيريا المزيد من العقوبات على النيجر، الثلاثاء 8 أغسطس/آب 2023، بعد ساعات من رفض قادتها العسكريين الجدد أحدث بعثة دبلوماسية استهدفت استعادة النظام الدستوري، في أعقاب انقلاب 26 يوليو/تموز.

وقال متحدث باسم الرئاسة النيجيرية إن الرئيس بولا تينوبو أمر بفرض عقوبات جديدة، من خلال البنك المركزي النيجيري، بهدف الضغط على الكيانات والأفراد المشاركين في الاستيلاء على السلطة.

ورفض المجلس العسكري الذي قاد الانقلاب السماح بدخول وفد مشترك من دول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وقاوم ضغوط الولايات المتحدة والأمم المتحدة للجلوس إلى طاولة التفاوض.

ويزيد هذا الرفض من صعوبة التوصل إلى حل بعد الانقلاب الذي تخشى القوى الغربية أن يزعزع استقرار منطقة الساحل في غرب إفريقيا، وهي واحدة من أفقر مناطق العالم، وتعاني بالفعل من سلسلة من الانقلابات وتمرد خطير، كما أنه يهدد المصالح الأمريكية والغربية في حليفها السابق.

قمة مرتقبة لدول إيكواس 

ويستعد رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لعقد قمة يوم الخميس، لمناقشة مواجهتهم مع المجلس العسكري في النيجر، الذي تجاهل مهلة انتهت في السادس من أغسطس/آب، لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة.

واتفق قادة دفاع إيكواس في وقت سابق على خطة عمل عسكرية محتملة، من المتوقع أن يدرسها رؤساء الدول في قمة بالعاصمة النيجيرية أبوجا، لكن المتحدث باسم الرئيس النيجري تينوبو قال إن القادة يفضلون الحل الدبلوماسي.

وصرح المتحدث للصحفيين في أبوجا بأنه "لم يتم استبعاد أي خيارات من على الطاولة"، مضيفاً أنه سيتم اتخاذ "قرارات بعيدة المدى" في القمة، بشأن الخطوات التالية للكتلة.

وعلّل المجلس العسكري في النيجر قرار عدم السماح للوفد بالدخول، الثلاثاء، بأنه لا يمكنه ضمان سلامة الوفد في مواجهة الغضب الشعبي. كما استنكر "مناخ التهديد بالعدوان على النيجر".

كما أكد متحدث باسم الاتحاد الإفريقي منع دخول بعثته، ورفضت إيكواس التعليق.

إيكواس النيجر
أعضاء من المجلس العسكري في النيجر – رويترز

وكان المجلس العسكري قد تجاهل بالفعل اجتماعات مع مبعوث أمريكي كبير ووفد آخر من إيكواس.

حليفة الغرب بإفريقيا 

ونجحت النيجر نسبياً في عهد بازوم في احتواء التمرد الذي يعصف بمنطقة الساحل، وكانت حليفاً مهماً للغرب، بعد أن رفض اثنان من جيرانها القوة الاستعمارية السابقة فرنسا، واتجها نحو روسيا بدلاً من ذلك.

والنيجر سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وهو الوقود الأكثر استخداماً للطاقة النووية، ما يزيد من أهميتها الاستراتيجية.

وقالت الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يؤيد بقوة جهود الوساطة التي تبذلها إيكواس، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإذاعة آر.إف.آي الفرنسية، الثلاثاء، إن الدبلوماسية هي أفضل طريق لحل هذا الوضع.

النيجر
انقلاب النيجر / رويترز

ورفض بلينكن التعليق على مستقبل نحو 1100 جندي أمريكي في النيجر، حيث تتمركز أيضاً قوات فرنسية وألمانية وإيطالية.

وقال بلينكن في وقت لاحق لهيئة الإذاعة البريطانية إنه قلق من احتمال أن تستغل مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة حالة عدم الاستقرار في النيجر، لتعزيز وجودها في منطقة الساحل.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عنه قوله "كل مكان ذهبت إليه مجموعة فاغنر تركت وراءها الموت والدمار والاستغلال".

 أعلام روسية في النيجر

وتوجهت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إلى نيامي في وقت سابق، لكن السلطات لم تسمح لها بمقابلة رئيس المجلس العسكري عبد الرحمن تياني، أو مقابلة بازوم المحتجز.

وقالت نولاند إن محادثاتها مع الضباط الصغار كانت "صريحة وصعبة"، وإن الضباط لم يبدوا اهتماماً يذكر باستكشاف سبل استعادة النظام الديمقراطي.

كما أرسلت إيكواس، في الأسبوع الماضي، بعثة إلى نيامي بقيادة عبد السلام أبو بكر، الحاكم العسكري السابق لنيجيريا، لكن تياني رفض أيضاً مقابلته.

النيجر انقلاب
الآلاف من أنصار الانقلاب يتظاهرون في نيامي عاصمة النيجر، الخميس الماضي مطالبين المجلس العسكري بإجبار فرنسا والقوات الأجنبية الأخرى على مغادرة البلاد. بالتزامن مع الذكرى 63 لاستقلال البلاد عن فرنسا/وكالة الأناضول

لكن تياني اجتمع أمس الإثنين بوفد مشترك من مالي وبوركينافاسو، الدولتين اللتين استولى الجيش فيهما على السلطة من المدنيين. وتعهد المجلسان العسكريان هناك بدعم الانقلاب في النيجر.

وقال عبد الله مايجا، المتحدث باسم المجلس العسكري الحاكم في النيجر في التلفزيون الحكومي "لن نقبل تدخلاً عسكرياً في النيجر. بقاؤنا يعتمد على ذلك".

ورفع بعض المحتجين المؤيدين للانقلاب في نيامي الأعلام الروسية. وقال سكان وبائعو أقمشة إن الأعلام الروسية أصبحت صيحة يشغف بها الجمهور.

ويخشى الحلفاء الغربيون أن تتبع النيجر خطى مالي التي طردت القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ودعت قوات مجموعة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة بعد انقلاب في عام 2021.

فيما قال شهود وجماعات حقوقية إن مقاتلين يُعتقد أنهم من فاغنر نفذوا هجوماً عسكرياً وحشياً إلى جانب الجيش المالي، أعدموا فيه مئات المدنيين العام الماضي. وينفي الجيش وفاغنر الاتهامات.

وفي تقرير جديد قال مراقبو عقوبات الأمم المتحدة إنهم استخدموا أيضاً حملة من أعمال العنف الجنسي، وانتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان لإرهاب السكان.

تحميل المزيد