ذكرت وسائل إعلام محلية الثلاثاء 8 أغسطس/آب 2023، أن لجنة الانتخابات الباكستانية قررت منع رئيس الوزراء السابق عمران خان من ممارسة العمل السياسي لمدة خمس سنوات بعد إدانته بتهم فساد، وتمنع القوانين في باكستان أي شخص تثبت إدانته من الترشح لأي منصب عمومي لفترة تحددها لجنة الانتخابات قد تصل إلى خمس سنوات كحد أقصى.
كانت الشرطة الباكستانية، قد أوقفت السبت، رئيس الوزراء السابق عمران خان في مدينة لاهور، إثر صدور حكم قضائي بسجنه 3 أعوام. وأصدرت محكمة ابتدائية بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد حكماً بسجن خان 3 أعوام بتهمة الكسب غير المشروع.
اقرأ أيضاً
اعتقال عمران خان وتوجيه اتهامات له
بحسب التلفزيون الباكستاني "أعلن القاضي همايون ديلوار أنه جرى إثبات التورط في ممارسات فساد، وأصدر قراراً باعتقال عمران خان الذي لم يكن حاضراً في المحكمة".
ويُتهم خان بعدم الإفصاح عن هدايا تلقّاها عندما كان رئيساً للوزراء وبيعها بشكل غير قانوني.
وفيما أعلنت شرطة لاهور أن شرطة إسلام أباد هي التي أوقفته، قال عطا الله طرار المساعد الخاص لرئيس الوزراء شهباز شريف للصحفيين: "تلقيت للتو معلومات تفيد بتوقيف عمران خان".
وفي بيان مسجل مسبقاً بُثّ عبر صفحته في منصة إكس (تويتر سابقاً)، قال عمران خان مخاطباً أنصاره: "اعتقالي كان متوقعاً، سجّلت رسالتي قبل القبض علي "لدي نداء واحد، لا تجلسوا في منازلكم صامتين". وأضاف: "أطالب أعضاء حزبي بالسلمية والثبات وأن يكونوا أقوياء".
اقرأ أيضاً
فريق الدفاع عن عمران خان يستعد للاستئناف
أكّد فريق الدفاع عن خان أنه سيستأنف الحكم. وقال أحد محاميه: "من المهم أن نذكر أنه لم تتوفر أي فرصة لتقديم شهود ولم يُخصَّص وقت لجمع الحجج".
من جانبه، قال وزير الإعلام الباكستاني إن "القبض على عمران خان جرى بعد تحقيق شامل وإجراءات قانونية سليمة في المحاكمة". وتابع أن "قرار المحكمة يقول إن عمران خان مُنح الفرصة الكاملة للدفاع عن نفسه".
وأردف الوزير: "إدانة عمران خان لا علاقة لها بالانتخابات، حكم المحكمة يقول إن خان ثبت أنه مذنب بارتكاب ممارسات فساد".
في الأثناء، تداولت وسائل إعلام باكستانية أنه "جرى احتجاز عمران خان في مكان غير معلوم وسيُنقل إلى إسلام أباد جواً". وأفاد إعلام محلي باكستاني بأنه بحسب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه، سينقل عمران خان إلى سجن أديالا المركزي في مدينة روالبندي في إقليم البنجاب شمال شرقي باكستان.
ومنذ الإطاحة به في أبريل/نيسان2022، يواجه خان أكثر من 150 قضية، في تهم يواصل نفيَها، ويقول إن "دوافعها سياسية".
حجز عمران خان في زنزانة ضيقة
من جانبه، قال نعيم بانجوتها، أحد محامي رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، الإثنين 7 أغسطس/آب 2023، إن خان مُحتجز في زنزانة صغيرة وقذرة، وذلك بعد أن سُمح للمحامي بمقابلة خان في السجن، فيما يعمل محامو خان على الطعن في الحكم القضائي الذي أدان خان في قضايا تتعلق بالفساد المالي.
بانجوتها قال: "التقيت عمران خان، الذي قال لي وضعوني في الدرجة الثالثة"، مشيراً إلى الأوضاع في السجن، حيث قضى أقل من ساعتين مع خان في تحضير أوراق لتقديم استئنافه، مضيفاً: "إنها غرفة صغيرة بها مرحاض مفتوح، حيث قال إنه يمتلئ بالذباب في النهار وبالحشرات في المساء".
أشار بانجوتها في تصريح للصحفيين في إسلام أباد، بأن الفريق القانوني لخان سيقدم أيضاً طلباً للسلطات لتوفير أوضاع أفضل له في السجن، إذ يحق للسجناء السياسيين المكوث في مرافق أفضل من "الدرجة الثانية"، بها تلفزيون وصحف وكتب.
وجد خان البالغ من العمر 70 عاماً، نفسه في قلب أزمة سياسية منذ الإطاحة به من رئاسة الوزراء، في تصويت لسحب الثقة في العام 2022، الأمر الذي أثار مخاوف حول الاستقرار في الدولة المسلحة نووياً التي تواجه أزمة اقتصادية.
في موازاة ذلك، يسعى محامو خان – وهو لاعب سابق للكريكيت- لتقديم طعون قانونية ضد الحكم الصادر بسجنه ثلاث سنوات بتهم الفساد، والذي استُبعد بناء عليه من الترشّح للانتخابات.
كان رئيس الوزراء الباكستاني الحالي شهباز شريف، قد قال قبل أيام، إن البرلمان سيُحل على الأرجح، الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023، قبل أيام من انتهاء دورته العادية.
سيمهل ذلك الحكومة المؤقتة حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لإجراء انتخابات، لكن تسري تكهنات بشأن إمكان تأجيلها، بعد صدور نتائج آخر تعداد سكاني في البلاد السبت الماضي.
في هذا الصدد، أفاد وزير العدل عزام نظير تارار بأنه سيتعيّن إعادة تحديد الدوائر الانتخابية بناء على التعداد السكاني الجديد، محذّراً من أن ذلك قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات لمدة تصل إلى شهرين ونصف الشهر.
وأوقفت السلطات الباكستانية خان في منزله، يوم السبت 5 أغسطس/آب 2023، ونُقل بعد قرار المحكمة إلى سجن "أتوك"، الذي تأسَّس قبل مئة عام، على أطراف مدينة أتوك التاريخية، الواقعة على بعد حوالي 60 كيلومتراً غرب إسلام أباد، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
في جلسة في المحكمة لم يحضرها عمران خان يوم السبت الماضي، أدانه القاضي بتهم فساد ترتبط بهدايا تلقاها عندما كان رئيساً للوزراء، فيما ينفي خان الاتهامات.
أثار توقيف عمران خان واعتقاله ثلاثة أيام في القضية ذاتها، في مايو/أيار 2023، أعمال عنف دامية، عندما خرج عشرات الآلاف من أنصاره إلى الشوارع، مع وقوع صدامات مع الشرطة.
لكن اعتُقل الآلاف من أنصار حزبه "حركة الإنصاف" في إطار حملة أمنية واسعة نفّذتها السلطات، بينما قلّص قمع وسائل الإعلام إلى حد كبير قدرته على التأثير على الشارع، وإن كانت شعبيته لا تزال واسعة.
يُعد خان رئيس الوزراء الوحيد الذي أُطيح به من خلال التصويت بحجب الثقة في تاريخ باكستان السياسي المتقلب، الممتد لـ75 عاماً.
يأتي هذا فيما يتفاقم الاضطراب السياسي في وقت تواجه فيه باكستان أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ عقود، فيما ارتفع التضخم إلى مستويات قياسية، في ظل ضعف النمو الاقتصادي، وتوجد مخاوف من أن البلاد قد تتخلف عن سداد الديون الخارجية، ما لم يُفرج صندوق النقد الدولي عن حزم مساعدات تأخر تسليمها.