تسببت السيول في تدمير وتضرر أكثر من 400 منزل في الولاية الشمالية بالسودان، وسط اشتداد المعارك بين الجيش السوداني من جهة، وقوات "الدعم السريع" من جهة أخرى في العاصمة الخرطوم، ومناطق أخرى بالبلاد، الأمر الذي يزيد من محنة ملايين السودانيين الذين يعانون منذ أبريل/نيسان 2023 من ويلات الاقتتال.
وكالة الأنباء السودانية قالت، في تقرير ليل الأحد – الإثنين 7 أغسطس/آب 2023، إن "أجزاءً واسعة من محليات دنقلا ومروي والدبة والقولد والبرقيق وحلفا تعرضت خلال اليومين الماضيين إلى أمطار وسيول أدت إلى حدوث بعض الأضرار والخسائر في المنازل السكنية والمزارع".
أضافت الوكالة أن التقارير الأولية رصدت "تضرر 300 منزل كلياً وجزئياً بمحلية مروي و58 منزلاً بمحلية القولد و56 منزلاً بمحلية الدبة و50 منزلاً بمحلية دنقلا".
سبق أن حذرت منظمات الإغاثة الدولية من أن موسم الأمطار في السودان والذي بدأ في يونيو/حزيران 2023، يمكن أن يتسبب في انتشار أوبئة مثل الحصبة والكوليرا، خصوصاً في ظل توقف أنشطة التحصين ضد الأمراض، وخروج 80 % من المرافق الطبية في البلاد خارج الخدمة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
حلّت هذه المأساة بالسودانيين بعد قرابة أربعة أشهر من الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 أبريل/نيسان 2023، وتركزت في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.
واتسعت دائرة الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، الإثنين 7 أغسطس/آب 2023 في العاصمة الخرطوم وعدة مدن في إقليم دارفور غرب البلاد، ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قوله إن "اشتباكات عنيفة اندلعت جنوب الخرطوم خاصة في محيط سلاح المدرعات التابع للجيش والأحياء المجاورة له".
بحسب الشهود، شهدت مدينة بحري شمال الخرطوم، اشتباكات عنيفة بأسلحة ثقيلة وخفيفة، مع تحليق مكثف للطيران الحربي ما أدى لتصاعد ألسنة اللهب والدخان، وفي أم درمان غرب الخرطوم، سمعت أصوات قصف مدفعي، وتبادل للنيران في الأحياء الطرفية، ما أدى إلى تصاعد ألسنة الدخان.
كما تشهد نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، جراء نقص خدمات المياه والكهرباء والأدوية منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع.
بالموازاة مع هذا التصعيد في الاقتتال، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري، طرفي النزاع في السودان، إلى "وقف إطلاق نار فوري"، مشيراً إلى وجود "ضبابية تامة في مسار العملية السياسية بالبلاد".
جاء ذلك في كلمة له في اجتماع بتشاد، هو الأول للآلية الوزارية المنبثقة عن "قمة القاهرة لدول جوار السودان"، وفق ما نقلته قناة "القاهرة" الإخبارية (خاصة)، وقال شكري إن "أبناء الشعب السوداني يعيشون يومياً تحت دويّ المدافع وحجم المعاناة الإنسانية يزداد يوماً بعد يوم".
كانت القاهرة قد استضافت يوم 13 يوليو/تموز 2023، قمة دول جوار السودان لبحث تداعيات الأزمة السودانية المندلعة.
يأتي هذا فيما أسفرت الحرب في السودان عن مقتل 3900 شخص على الأقل، كما أجبرت نحو أربعة ملايين شخص على مغادرة بلداتهم ومنازلهم سواء إلى ولايات أخرى بمنأى عن أعمال العنف أو إلى خارج البلاد.
في موازاة ذلك، يستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة سُدى بالوصول إلى مناطق القتال ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تُصدر تأشيرات دخول لعمّال الإغاثة.