أعلن الجيش السوداني، مساء السبت، 5 أغسطس/آب 2023 تكبيد قوات الدعم السريع عشرات القتلى، وتدمير 10 مركبات عسكرية أثناء هجومها على مواقعه في محيط "سلاح المدرعات" جنوبي الخرطوم، في الوقت نفسه أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، قراراً بتكليف مدير عام قوات الشرطة الفريق خالد حسان محيي الدين، بمهام وصلاحية وزير الداخلية.
من جانبه، قال متحدث الجيش نبيل عبد الله، في تسجيل صوتي نشره حساب الجيش على فيسبوك، إن قوات الدعم السريع "حاولت مهاجمة ارتكازات الجيش في محيط سلاح المدرعات واشتبكت مع قواتنا". وأضاف: "استطاعت قوات الجيش دحر العدو وتكبيده خسائر كبيرة في الأرواح، عشرات القتلى والجرحى وتدمير 10 مركبات عسكرية".
تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم
في وقت سابق السبت، أعلنت "الدعم السريع" أنها "أحبطت محاولة لفك حصار سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم" على حد تعبيرها. وأضافت في بيان أن قوات الجيش "حاولت فك الحصار المفروض عليها في محيط سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم واصطدمت بقواتنا التي أحبطت مغامراتهم وطاردتهم إلى داخل معسكرهم، مخلفين وراءهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد والأسرى".
يذكر أنه وفي صباح السبت، تجددت اشتباكات عنيفة بين الجيش و"الدعم السريع" جنوبي وغربي العاصمة الخرطوم، وفق شهود عيان للأناضول.
تعيين وزير جديد للداخلية
في الوقت نفسه، أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت، قراراً بتكليف مدير عام قوات الشرطة الفريق خالد حسان محيي الدين، بمهام وصلاحية وزير الداخلية.
وقال بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة الانتقالي، إن "البرهان أصدر قراراً بتكليف الفريق خالد حسان محيي الدين الماحي مدير عام قوات الشرطة بمهام وصلاحيات وزير الداخلية". ووجه وزارة الداخلية والجهات ذات الصلة بوضع هذا القرار موضع التنفيذ.
جدير بالذكر أنه وفي 15 مايو/أيار 2023 أقال البرهان، الفريق عنان حامد محمد عمر من منصبه مديراً عاماً لقوات الشرطة ووزير داخلية مكلفاً، وكلف الفريق خالد حسان محيي الدين بمهام مدير عام قوات الشرطة.
اجتماع وزاري لدعم السودان
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، عقد أول اجتماع وزاري لقمة دول جوار السودان يوم الأحد، في تشاد، وذلك وفق بيان للوزارة التي استضافت بلادها قمة دول جوار السودان في 13 يوليو/تموز 2023 لبحث تداعيات الأزمة السودانية المندلعة اشتباكاتها المسلحة منذ أبريل/نيسان الماضي.
وشارك في قمة دول جوار السودان، التي انعقدت في القاهرة رؤساء دول وحكومات ست دول هي جمهورية إفريقيا الوسطى، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا، وليبيا وجنوب السودان، بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وأمين عام جامعة الدول العربية.
في حين قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في البيان الختامي للقمة إنه تم "الاتفاق على إنشاء آلية وزارية تعقد اجتماعها الأول في تشاد لوضع خطة تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال"، بحسب بيان للقاهرة وقتها.
وأوضحت الخارجية المصرية، في بيانها، أن العاصمة التشادية ندجامينا، "ستحتضن (يوم غدٍ) الأحد الاجتماع الأول للآلية الوزارية المنبثقة عن قمة دول جوار السودان".
ولفتت إلى أن "وزراء خارجية دول الجوار سيبحثون في اجتماعهم مختلف جوانب الأزمة السودانية، بكافة أبعادها الأمنية والسياسية والإنسانية، وتأثيراتها على الشعب السوداني وتداعياتها الإقليمية والدولية".
وأشارت إلى أن الاجتماع "يبحث وضع مقترحات عملية تمكّن رؤساء الدول والحكومات المجاورة للسودان من التحرك الفعال للتوصل إلى حلول تضع نهاية للأزمة الحالية".
جدير بالذكر أنه ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.