ظهرت حالات جديدة من مرض الجذام في ولاية فلوريدا الأمريكية، وأجزاء أخرى من البلاد التي ارتفع فيها عدد حالات الإصابة بالمرض، وهو من الأمراض التي تنقلها الحيوانات، ويُعد من السهل نسبياً علاجه، لكن في حال عدم علاجه فإنه يؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض خطيرة.
صحيفة The Telegraph البريطانية، ذكرت الجمعة، 4 أغسطس/آب 2023، أنه وفقاً لخطاب نُشر في العدد الأخير من المجلة العلمية للأمراض المعدية الناشئة Emerging Infectious Diseases، فإن "ولاية فلوريدا الأمريكية شهدت زيادة في حالات الجذام التي لم يتعرض أصحابها لعوامل الإصابة التقليدية".
بحسب ما ورد في المجلة، فإن "هذه الأرقام، بالإضافة إلى انخفاض حالات الإصابة بين المولودين في الخارج، تعزز الأدلة على أن الجذام أصبح مرضاً متوطناً في جنوب شرق الولايات المتحدة. وأن السفر إلى فلوريدا ربما يكون ضرورياً عند تعقب الإصابة بالجذام في أي ولاية أمريكية".
الجذام، أو داء "هانسن"، هو مرض معدٍ مزمن تسببه بكتيريا، ويتسبب في تأذّي الجلد والنهايات العصبية، ولو تُرك دون علاج، فقد يؤدي إلى العمى وإعاقات جسدية خطيرة أخرى.
قبل توفر العلاجات، كان المصابون يُعزلون في "مستعمرات الجذام" في بلدان كثيرة حول العالم، وتضاعف عدد الحالات المسجّلة في جنوب شرق الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، وسُجلت 159 حالة جديدة في الولايات المتحدة عام 2020 وحده.
تُشير الصحيفة البريطانية، إلى أن فلوريدا كانت من بين أكثر الولايات التي شهدت حالات جذام. ومن ضمن الولايات الأخرى كاليفورنيا ولويزيانا وهاواي ونيويورك وأوريغون وتكساس.
لكن التركيز منصب على فلوريدا تحديداً، لأن الحالات فيها كانت لأشخاص لم يتعرضوا لعوامل الإصابة التقليدية، التي من بينها السفر إلى البلدان التي يُعرف أن المرض متوطن فيها مثل زيمبابوي والاتصال بحيوانات معينة.
وأشارت دراسة وراثية في برنامج "داء هانسن" القومي الأمريكي مؤخراً، إلى أن حيوان المدرَّع قد يكون مصدراً للإصابة في جنوب الولايات المتحدة، على سبيل المثال.
يقول الخطاب في مجلة الأمراض المعدية الناشئة، إن الكثير من الحالات الحديثة في وسط فلوريدا، لا تظهر أي دليل واضح على أنها من مصدر حيواني.
في واحدة من هذه الحالات، ذهب بستاني، يبلغ من العمر 54 عاماً، ليتلقى العلاج في عيادة الأمراض الجلدية المحلية، بعدما أصيب بطفح جلدي مؤلم ومتفاقم، وبدأ هذا الطفح في أطرافه، ثم امتد إلى جذعه ووجهه.
المجلة أشارت إلى أن المريض "نفى سفره إلى أي مكان في الداخل أو الخارج، أو مخالطة حيوان المدرع، أو مخالطة مهاجرين من البلدان الموبوءة بالجذام، أو مخالطة شخص معروف أنه مصاب بالجذام. وكان يقيم في وسط فلوريدا طوال حياته، ويعمل في تنسيق الحدائق، ويقضي فترات طويلة من الوقت في المساحات المفتوحة".
لا يزال من غير الواضح كيف أُصيب هذا الشخص بالمرض، ولكن يُشتبه في وجود مصدر متوطن في البيئة، لأن تتبع المخالطين استبعد الطرق الواضحة.
في هذا الصدد، قالت المجلة إن "غياب عوامل الإصابة التقليدية في الكثير من حالات الجذام الحديثة في فلوريدا، إلى جانب النسبة العالية من السكان، مثل مريضنا، الذين يقضون وقتاً طويلاً في المساحات المفتوحة، يدعم التحقيق في أن المستودعات الطبيعية ربما تكون مصدراً محتملاً للإصابة بالمرض".