أعلنت روسيا، السبت 29 يوليو/تموز 2023، أنها تلقت عدداً كبيراً من مبادرات السلام عبر قنوات تواصل مختلفة، بينما أعلن الجيش الروسي أنه قصف مركزاً قيادياً للقوات الأوكرانية في دنيبرو (وسط أوكرانيا)، تزامناً مع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جبهة باخموت المشتعلة في دونيتسك شرقي البلاد.
إذ نقلت وكالة تاس الروسية عن المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا قولها إن بلادها تلقت نحو 30 مبادرة سلام عبر قنوات تواصل رسمية وغير رسمية بشأن أوكرانيا.
والجمعة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة الروسية الإفريقية في سان بطرسبرغ إن بلاده تتعامل مع المبادرة الإفريقية للتسوية باحترام، وستدرسها بكل اهتمام، حسب تعبيره.
وفي وقت سابق، قدمت الصين وتركيا ودول إفريقية مبادرات سلام لكل من كييف وموسكو.
وقبل أشهر، زار وفد من القادة الأفارقة كييف وموسكو وعرض على الرئيسين الأوكراني والروسي مبادرة سلام من 10 نقاط لوقف الحرب بأوكرانيا، تتضمن المبادرة انسحاب القوات الروسية وتوفير ضمانات أمنية لجميع الدول.
وكان أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، قال إن صيغة زيلينسكي للسلام هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب، مضيفاً أن بلاده تعمل مع شركائها لتطوير فهم موحد لهذه الصيغة، من خلال إنشاء هيكل للتنسيق بين الدول المعنية.
وتتألف هذه الصيغة التي قدمها زيلينسكي أواخر العام الماضي من 10 نقاط من أبرزها استعادة وحدة الأراضي الأوكرانية.
وفي المقابل، أكدت موسكو مراراً أنها لن تسحب قواتها من أوكرانيا قبل أن تتحقق أهداف "العملية العسكرية الخاصة" وبينها إرساء شروط تضمن أمن روسيا، وحماية إقليم دونباس الذي يقع شرقي أوكرانيا وتسعى القوات الروسية للسيطرة عليه بالكامل.
زيارة زيلينسكي للجبهة
من جهة أخرى، تفقد زيلينسكي اليوم المواقع المتقدمة للقوات الخاصة باتجاه مدينة باخموت التي تسيطر عليها قوات روسية في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وخلال لقاء مع عدد من القادة الميدانيين، قال زيلينسكي إن المهام التي تقوم بها القوات الخاصة في تلك المنطقة توفر الحماية لأوكرانيا.
وكان المتحدث باسم القيادة الشرقية بالجيش الأوكراني سيرهي شيرفاتي قال إن قواته تحقق تقدماً باتجاه باخموت، مشيراً إلى أن القوات الروسية تتكبّد خسائر كبيرة، على حد وصفه.
يأتي ذلك بينما تتواصل الهجمات المتبادلة بين القوات الأوكرانية والروسية، بمقاطعتي دونيتسك ولوغانسك (شرق) وكوبيانسك في خاركيف (شمال شرق)، دون أن يحرز أي من الطرفين تقدماً حاسماً باتجاه البلدات التي يسعى للسيطرة عليها.
قصف دنيبرو
وميدانياً، تعرضت مدينة دنيبرو الأوكرانية للمرة الأولى منذ فترة طويلة لقصف صاروخي روسي، وأكد متحدث أوكراني أن القصف أسفر عن جرح 9 أشخاص وأضرار مادية.
في المقابل، قال الجيش الروسي إنه قصف مركزاً قيادياً للجيش الأوكراني بأسلحة دقيقة في المدينة الواقعة على نهر دنيبرو.
وفي إطار القصف المتبادل بين طرفي الصراع، استهدفت الوحدات الصاروخية الأوكرانية مقاطعة روستوف الروسية الواقعة على الحدود، بحسب مصادر روسية.
من جهتها، قالت الاستخبارات البريطانية اليوم، إن القتال احتدم خلال الساعات الـ48 الماضية في محورين بمقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق).