تزداد درجات حرارة الصيف لتصل إلى مستويات غير مسبوقة عاماً بعد عام بسبب أزمة الاحترار المناخي العالمية، وفضلاً عن أن درجات الحرارة المرتفعة قد تسبب الشعور بالضيق والانزعاج كما قد تؤدي إلى الخمول والكسل، فقد تكون لها أيضاً آثار جانبية سيئة قد تصل إلى حد الإصابة بنوبة قلبية.
ارتفاع درجات الحرارة والنوبات القلبية
إذا كنت تعاني من مرض في القلب أو في الدورة الدموية، فقد تؤثر درجات الحرارة سلباً على صحتك بشكل أكبر.
ففي الطقس الحار يجب أن يعمل جسمك بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارته الأساسية عند المستويات الطبيعية، وهذا يضع ضغطاً إضافياً على قلبك ورئتيك وكليتيك. وبالتالي قد تسبب درجات الحرارة المرتفعة نوبات قلبية أو سكتات دماغية إذا كان الشخص لديه مرض قلبي بشكل مسبق أو كان يعاني من أمراض تعتبر عوامل خطر للإصابة بالنوبات القلبية مثل السكري أو ارتفاع الكوليسترول في الدم، وفقاً لما ورد في موقع clevelandheartlab.
دراسات تربط الحرارة المرتفعة بالنوبات القلبية
تشير الدراسات إلى أن المشكلة قد تزداد سوءاً بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية. راجعت دراسة نشرت في مجلة القلب الأوروبية، حالات أكثر من 27000 مريض بأزمة قلبية بين عامي 1987 و2014.
وقارن الباحثون النوبات القلبية للمرضى بمعلومات الطقس، ووجدوا أن مزيداً من النوبات القلبية المرتبطة بالحرارة حدثت في السنوات الأخيرة من الدراسة، من 2001 إلى 2014. وذلك عندما كان متوسط درجات الحرارة أعلى.
يمكن للحرارة العالية جداً أن تخفض ضغط الدم، مما يؤدي إلى تسريع ضربات قلب الشخص وتعريضه لخطر الإصابة بنوبة قلبية.
أظهرت أبحاث أخرى طرقاً أخرى يؤثر بها المناخ على صحة القلب. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي التغيرات الكبيرة في درجة الحرارة أثناء النهار إلى ارتفاع النوبات القلبية أيضاً. يحدث هذا عندما تكون درجات الحرارة الأعلى والأدنى في اليوم متباعدة للغاية.
أظهرت دراسة أجريت عام 2018 على أكثر من 30 ألف مريض في 45 مستشفى في ميشيغان، أن هناك مزيداً من النوبات القلبية عندما كان الفرق بين أعلى وأدنى درجات حرارة في اليوم مرتفعاً للغاية. توصل الباحثون إلى ذلك من خلال مطابقة سجلات المستشفى مع سجلات الطقس.
زادت مخاطر النوبات القلبية بنحو 5% لكل 9 درجات (فهرنهايت) من تغير درجة الحرارة. وارتبطت التقلبات التي تزيد على 45 درجة، بنوبات قلبية أكثر من التغيرات الطفيفة في درجة الحرارة.
لسوء الحظ، ليس هناك الكثير مما يمكنك فعله في وقت ارتفاع الحرارة، مع ذلك يمكنك عدم الخروج من المنزل كثيراً في أيام الصيف الحارة، كما يمكن اتباع بعض النصائح البسيطة الأخرى.
ماذا يمكنني أن أفعل عند ارتفاع درجات الحرارة؟
هناك بعض الأشياء البسيطة التي يمكنك القيام بها للحفاظ على البرودة في الطقس الحار:
- حافظ على رطوبتك بشرب كثير من الماء أو المشروبات الأخرى. الماء هو الأفضل لكن الحليب والمشروبات الرياضية والاسكواش المخفف وعصير الفاكهة والشاي والقهوة كلها مهمة (على الرغم من أن من الأفضل الالتزام بما لا يزيد على ثلاثة إلى خمسة أكواب من الشاي أو القهوة يومياً، أو التحول إلى الإصدارات منزوعة الكافيين). إذا طُلب منك تخفيف تناول السوائل، لأنك تعاني من قصور في القلب على سبيل المثال، يجب عليك التحدث إلى طبيبك العام لمناقشة البدائل.
- استمتع بالأطعمة الباردة، مثل السلطات والفواكه، التي تحتوي على نسبة عالية من الماء وهي مصادر جيدة للفيتامينات والمعادن.
- حاول أن تحافظ على برودة منزلك. قم بتغطية النوافذ المعرضة لأشعة الشمس المباشرة بالستائر. افتح النوافذ إذا كان الجو أكثر برودة بالخارج منه في منزلك. أطفئ أي أضواء أو معدات كهربائية لا تحتاجها، لأنها قد تجعل منزلك أكثر سخونة.
- خصص أبرد جزء من منزلك للنوم.
- ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة.
- ابق بعيداً عن الشمس في أشد فترات اليوم حرارة بين الساعة 11 صباحاً و3 مساءً. ضع واقياً من الشمس، وارتدِ قبعة، واحمل معك بعض الماء.
- تجنَّب التمارين البدنية الشديدة.
ماذا لو شعرت بالمرض في الحر؟
- هذه أربع طرق سريعة للشعور بالتحسن إذا كنت تشعر بالمرض في الحرارة:
انتقل إلى مكان بارد - استلقِ وارفع قدميك قليلاً
- اشرب كثيراً من الماء
- قم بتبريد بشرتك عبر رشها بالماء وقم بتهوية نفسك. اطلب من شخص آخَر القيام بذلك نيابة عنك إذا كان هذا خياراً لك.
- ضع الكمادات الباردة أو كمادات الثلج حول الإبط أو الرقبة.
إذا استمرت الأعراض لديك، فاطلب المشورة الطبية.
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
- يعاني كبار السن والأطفال الصغار جداً من صعوبة أكبر في تنظيم درجة حرارتهم؛ ومن ثم يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لخطر درجات الحرارة القصوى.
- كبار السن، خاصة إذا تجاوزوا 75 عاماً، أو يعيشون بمفردهم.
- الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية طويلة الأمد، وضمن ذلك أمراض القلب أو الدورة الدموية، وأمراض الرئة، ومشاكل الكلى، ومرض السكري ومرض باركنسون.