ناقش مؤتمر عقد في مدينة إسطنبول التركية، وضع التعليم في اليمن، تحت عنوان "شركاء من أجل اليمن"، مقدماً حلولاً عملية لمساعدة الطلاب والحالة التعليمية هناك، من بينها بناء المدارس ودعم المعلمين، وتحسين ظروف التعليم للطلاب.
عقد المؤتمر الأربعاء 26 يوليو/تموز 2023، وحضره "عربي بوست"، واستعرض المشاركون فيه المشاريع التعليمية والإنسانية في اليمن، وتبعاً لخطة الاستجابة الطارئة بالتعاون مع الحكومة اليمنية.
أقام الفعالية المستمرة حتى 27 يوليو/تموز 2023، الوكالة اليمنية الدولية للتنمية، بمشاركة وزارة التربية والتعليم اليمنية، وبالشراكة مع مؤسسات يمنية وتركية ودولية إنسانية وإغاثية.
ركز المتحدثون في المؤتمر على سبل دعم القطاع التعليمي في اليمن، الذي يعاني وسط حالة الحرب المستمرة في البلاد، مستعرضين أرقاماً صادمة عن حالة التعليم هناك.
وقال رئيس الوكالة اليمنية الدولية للتنمية عبد الرقيب عباد، لـ"عربي بوست"، إن "المؤتمر يهدف إلى الوقوف عند المشكلة المتعلقة بالتعليم في اليمن، والخروج بمصفوفة مشاريع يتم تسويقها لدى المنظمات التي شاركتنا من أمريكا وأوروبا ودول الخليج".
وأضاف: "لدينا مجموعة ورش تتحدث عن هذا الموضوع، وسنقوم بتوضيح أبعاد العمل الإنساني وتقديم نظرة جديدة إلى هذا العمل، لبلورة مشروع عالمي إسلامي يعتز بثقافته وعقيدته وانتمائه".
حول بناء المدارس في اليمن، قال إن "هذا المشروع الذي يركز على تعزيز البنية التحتية وبناء المدارس في البلاد، وإنشاء مناخ تعليمي مناسب، جزء من مجموعة مشاريع تعمل عليها الوكالة اليمنية الدولية للتنمية، من أجل التعليم في بلدنا، بسبب أنه يعاني من حالة متردية وتزداد سوءاً بسبب الحرب".
وتابع أن "هذه المشاريع تحظى بدعم حكومي يمني، وقد حضر المؤتمر نائب وزير التربية والتعليم ووكيل التعليم، والسفير اليمني لدى تركيا، وبيننا وبين وزارة التربية جهود واتفاقيات مشتركة بما يتعلق بالتعليم في اليمن".
وموجهاً رسالة إلى العالم العربي من أجل الهبة لدعم التعليم في بلاده، قال عباد: "نتمنى أن لا يُنسى اليمن، فلا بواكي له، ونحتاج إلى أن يشعر المواطن العربي والمسلم بأهمية هذا البلد ومركزيته ومظلومية أهله وعدالة قضيته، والتركيز على جانب انتشال الطلاب والطالبات من هذه المعاناة، ومحاولة تخفيف الأهوال التي يعاني منها المعلم في اليمن".
وأقيم المؤتمر بتنظيم من الوكالة اليمنية، بالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية – الكويت، ومنتدى العمل الإنساني الدولي – بريطانيا، وهيئة الإغاثة الإنسانية – تركيا، والوصول الإنساني، وتنمية الخيرية – الكويت، ومؤسسة توكل كرمان، واتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي – تركيا.
أرقام صادمة
واستعرض المؤتمر أرقاماً صادمة متعلقة بقطاع التعليم في اليمن، منها ما يتعلق بهشاشة البنية التحتية والمرافق والتجهيزات المدرسية، موضحاً أن 1693 مدرسة غير صالحة للاستخدام، وأن 13 ألف مدرسة بحاجة إلى ترميم وصيانة.
يضاف إلى ذلك أن 5766 مدرسة لا تتوافر فيها حمامات، وإن وجدت لا توجد المياه.
وقال وزير التربية والتعليم اليمني السابق عبد الرزاق الأشول، إن المدارس في اليمن تعاني من دمار في البنية التحتية، والتجهيزات والأثاث، بل في توفير المباني بحد ذاتها، إذ إن كثيراً من مناطق البلاد لا تتوافر فيها مدارس ولا صفوف.
وقدم توصيات تتلخص بتفعيل وتشجيع المبادرات المجتمعية لدعم التعليم والمساهمة في حل مشكلة الأطفال خارج المدرسة، وتعزيز القدرات المؤسسية في النظام التعليمي، وإيجاد حل جذري لمشكلة توافر الكتب المدرسية.
إضافة إلى تأمين وصول آمن ومنصف للأطفال المتأثرين بالحرب في اليمن، وتحسين آليات التكيف لدى الطلبة والأطفال النازحين خلال برامج الدعم النفسي والاجتماعي.
14 مليون دولار دعم لليمن
أفاد القائمون على المؤتمر، لـ"عربي بوست"، بأنهم يهدفون من خلال المؤتمر إلى تقديم دعم بقيمة 14 مليون دولار لمشاريع المساعدات الإنسانية التي سيتم تنفيذها في اليمن، موجهين رسالة إلى المنظمات العربية والدولية بهذا الخصوص.
وتُوّج اليوم الأول، من المؤتمر بإعلان هيئات ومؤسسات كويتية تقديم دعم مالي لإنشاء 12 مدرسة في محافظة مأرب اليمنية، إضافة إلى مشروع كفالة 1000 طالب متميز في المحافظة ذاتها.
كذلك أعلن رجال أعمال يمنيون خلال المؤتمر تقديم 600 ألف دولار لدعم التعليم في محافظات يمنية.
إغاثة القطاع التعليمي
من جانبه، قال علي العباب، نائب وزير التربية والتعليم في اليمن، إن "الوضع المدرسي في بلادنا يعاني بشكل كبير، وقطاع التعليم تأثر بالواقع الذي تعيشه البلاد من حرب وانقسام".
وأشار إلى وجود خطة في 2024 وحتى 2030 لإنعاش القطاع التعليمي المتهالك، ولكنها بحاجة إلى دعم دولي.
أما عبد الواسع شداد مدير عام مكتب التربية والتعليم، فركز في كلمة له خلال المؤتمر، على عدم وجود بيئة مدرسية مناسبة لكثير من الأطفال في اليمن.
وأشار كذلك إلى النقص الحاد في مستلزمات التعليم، وأن هذا الأمر يستدعي حلاً.
الخبير والمستشار في العمل الإنساني إيهاب الفولي، أشار من جانبه، إلى أنه يجب العمل أولاً على تأمين وصول الطالب إلى مدرسته، وأن يكون متوافراً لديه أدوات الفهم والمنهاج الدراسي، وأن يكون التركيز على محورية الإنسان والمخرجات المأمولة من الطلاب، والاهتمام بصحتهم النفسية.
ودعا إلى إيجاد "مدارس بديلة" بتكلفة قليلة مدعومة من المؤسسات والهيئات الإغاثية والمتبرعين، لحل هذه المشكلة.
كذلك بحث المؤتمر التسرب من التعليم للفتيات النازحات والمشاكل المرتبطة بذلك، إضافة إلى الفقر في توفير معلمات للطالبات في المراحل العمرية المختلفة.
وقدم أيضاً نماذج من جهود المرأة اليمنية في تجاوز تحديات الواقع.
إلى جانب ذلك، بحث المشاركون الصحة النفسية للطلاب، لا سيما وقت الطوارئ،، وأثرها على المخرجات التعليمية.
ودعا المشاركون إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المنظمات غير الحكومية في تنمية اليمن والحصول على المنح الدولية، ومنهجية إعداد التقارير الإنسانية في قطاع التعليم.
يشار إلى أنه بحسب القائمين على المؤتمر، فإن من أهدافه أيضاً تمويل المشاريع التعليمية الخاصة بالجمهورية اليمنية بناءً على نداء الاستجابة الطارئة الخاص باليمن، إضافة إلى بناء المشاريع الإنسانية.