المجاعة واحدة من أكثر الأمور التي تهدد حياة العديد من الناس، وخاصة في إفريقيا، وعبر السنين اخترع الإنسان العديد من المواد التي تساعد على تقليل مستوى المجاعة في العالم، من بينها موزة معدلة وراثياً، ما يسمى بـ"سوبر بانانا".
قامت شركة "ilberforce Tushemereirwe" بأوغندا بصناعة موزة معدلة وراثياً، والتي كلفت ملايين الدولارات على مدار 20 عاماً، وهي فاكهة تحتوي على العديد من الفيتامينات الأساسية، أهمها فيتامين أ، الشيء الذي يميزها بلون برتقالي مميز.
تم إنشاء سوبر بانانا "super banana" في مختبرات البحوث الزراعية الوطنية في أوغندا (NARL) لأسباب نبيلة: إنقاذ حياة آلاف الأطفال الذين يموتون في أوغندا كل عام بسبب نقص فيتامين أ. قام العلماء منذ فترة طويلة بتهجين نباتات الموز لتحسين مقاومة الآفات أو الفطريات أو الجفاف.
"سوبر بانانا" وأطول مشروع بحثي ضد المجاعة
حسب موقع "national geographic" استثمرت الشركة قرابة 11 مليون دولار أمريكي على مدار 20 سنة، ولا تزال أمام المشروع عقبة الحصول على موافقة الحكومة في مواجهة المعارضة الصريحة للمحاصيل المعدلة وراثياً. كان التشريع لتنظيم وتعزيز تطوير الكائنات المعدلة وراثياً قيد العمل في البرلمان الأوغندي منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولكن لم يتم التوقيع عليه ليصبح قانوناً بعد.
حسب الخبراء تساهم سوبر بانانا في تقليص نقص الفيتامين أ الذي يعاني منه العديد من الناس منذ قرون، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن هناك قرابة 190 مليون طفل أقل من 7 سنوات يعانون من نقص فيتامين أ، معظمهم في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا.
يرتبط نقص فيتامين أ بالعمى الذي قد يصيب الأطفال، بالإضافة إلى أنه يساهم في تأخر نمو الطفل وسهولة التقاطه للأمراض، ما يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.
يموت العديد من الأطفال في إفريقيا جراء المجاعة، أو كما يسميها العلماء بمرض الجوع الصامت، وذلك جراء سوء التغذية الذي يؤدي إلى وفاة 6% من الأطفال في أوغندا فقط، التي تُعد واحدة من أفقر الدول في العالم، والتي تُعد في رأس قائمة المخاطر الصحية.
من المعاناة إلى إنقاذ الحياة في إفريقيا
تعود ملكية الشركة المصنعة لسوبر بانانا إلى "Tushemereirwe" الذي كبر هو الآخر داخل معاناة المجاعة، نشأ هذا الأخير في الستينيات في قرية ريفية بأوغندا ينتشر فيها سوء التغذية، كما أنه مرض عدة مرات. على الرغم من أن والديه تمكنا من علاجه في مستشفى تبشيري محلي، لم يتمكن عدد من الأطفال الآخرين في القرية من النجاة من الأمراض.
قبل سوبر بانانا قامت الحكومة الأوغندية بمحاولة تقليص عدد الناس المصابين بنقص في الفيتامين أ، وذلك عبر توزيع عدد من الكبسولات والمكملات الغذائية التي تحتوي على هذا الفيتامين، هذه الخطوة ساهمت في الحد من هذا المشكل في المناطق الحضرية، إلا أنها لا تزال تتفاقم في الأرياف.
فيما قامت الحكومة بعدها بتزويد دقيق الذرة والقمح وزيوت الطعام بهذا الفيتامين، إلا أنها لم تستهلك بكمية كبيرة تساعد في التقليل من المشاكل في أوغندا.
يعتبر الموز، وهو عنصر أساسي في النظام الغذائي الأوغندي، هو الخيار الأفضل الذي يمكنه أن يقلص من مشاكل نقص فيتامين أ، حسب العلماء بأكل الأوغندي العادي حوالي 360 كيلوغراماً في السنة. لا يوجد محصول غذائي آخر له نفس الوصول، ففي أوغندا يوجد الموز تقريباً في كل مكان.